طرزان لبنان، شاب خلوق إختار الطبيعة لتكون هوايته وملجأه، لا بل أكثر من ذلك، أصبحت أولى إهتماماته.
عندما تزور صفحاته على مواقع التواصل الإجتماعي، ينبعث فيك شعور بالأمل، والإنتماء إلى لبنان وجماله، بالرغم من كل ما يمر به البلد من أزمات ومشاكل.
وأكثر من ذلك، يمكننا القول إنَّ الشاب عبد الله سعادة، البالغ من العمر 22 عاماً، نجح في خلق حالة إيجابية، عكست جمال الطبيعة اللبنانية، وسلط الضوء على بعض المناطق السياحية الخلابة المنسية، ويعتبر البعض أنَّ ما لم تستطع الدولة القيام به، نجح عبدالله بإنجازه. فأصبحت صفحاته مقصداً للسياح، للإستفسار عن المناطق التي يمكن زيارتها، وفي بعض الأحيان يرافق عبدالله السياح كمرشد سياحي.
بدايةً، حدثنا من أين جاءت فكرة توثيق رحلاتك ونشرها على مواقع التواصل الإجتماعي؟
أنا شخص أحب الطبيعة، وفي ضيعتنا يوجد نهر تربيت على ضفافه، كما وأنني شخص يحب الأدرينالين.
وعندما كبرت قليلاً، كانت البداية من خلال مشوار إلى بحر الناقورة، إستمتعت كثيراً خلاله، بعدها إتفقت وأصدقائي على أن نقوم برحلة إلى إحدى المناطق اللبنانية في نهاية كل أسبوع، وحينها بدأت أكتشف جمال الطبيعة في لبنان.
وخلال هذه الرحلات، بدأت أوثق المشاهد الطبيعية عبر حسابي في انستغرام، وبعد فترة إنتقلت إلى منصة "تيك توك"، وهنا كانت الإنطلاقة نحو الشهرة، حيث أصبح الناس يشاهدون المحتوى الذي أقدمه بشكل أكبر، وأصبح المتابعون يتفاعلون معي أكثر.
ما رأيك بحملة وزارة السياحة اللبنانية "أهلا بهالطلة"؟
لقد كنت جزءاً من هذه الحملة، حيث تواصلت معي الوزارة، وساهمت بتصوير فيديوهات هذه الحملة، ولقد أحببت هذه الخطوة، التي كانت هادفة من أجل إستقطاب السياح للبلد، وهي خطوة جيدة من الوزارة عموماً، ومن الوزير وليد نصار خصوصاً، في ظل الأوضاع الصعبة في لبنان.
حصل مؤخراً سوء تفاهم بينك وبين وزير السياحة وليد نصار، كيف تعلق على ذلك؟
رفض المتابعون رد الوزير ووجدوه غير مناسب، بعدما طلبت إلتقاط صورة معه، ورد بأنه مشغول وليس لديه وقت، وقد نشرت الفيديو محبةً به، وتجمعنا علاقة صداقة، وأكن له كل الإحترام.
ما الذي يميز عبد الله سعادة عن غيره من مشاهير السوشيال ميديا؟
أشعر أنَّ كلمة تمييز كبيرة بعض الشيء، وذلك لأن كل شخص لديه محتواه الخاص، وشخصيته الخاصة، ولكن بالإجمال، أحب دائماًأن أكون كما أنا بعفويتي وشخصيتي، لذلك أعتقد أن عفويتي هي التي زادت من حب الناس لي.
لو لم يكن هناك مواقع للتواصل الإجتماعي، أين يمكن أن يكون عبد الله سعادة؟
سأكون بالمكان الذي أحب أن أكون فيه، أي الطبيعة، فأنا شخص أحب الطبيعة والمغامرات، سوف أقوم بما أقوم به اليوم، ولكن من دون تصوير وبعيداً عن الشهرة.
تخصصت في التربية البدنية، وكنت تعمل في إحدى الشركات الأجنبية بالبلد، وبعد الأزمات أقفلت الشركة فرعها في لبنان، وعرض عليك الإنتقال مع الشركة للخارج، ولكنك رفضت الهجرة. هل تندم على قرارك هذا؟
لا أندم على الإطلاق، وأنا فخور بكل القرارات التي إتخذتها، وبكل ما أنجزته خلال هذه الفترة، ولو لم أتخد هذا القرار، ما كنت وصلت لما وصلت إليه اليوم.
ما الرسالة التي توجهها للشعب اللبناني؟
بيئتنا بغاية الجمال، وأدعو اللبنانيين للحفاظ عليها، لأنها ثروتنا، فحرام عدم الحفاظ عليها وعدم إبرازها، وأدعو جميع اللبنانين للتشجيع على السياحة الداخلية لأننا نتمتع ببيئة خلابة.
ما هي مخططاتك المستقبلية؟
أحضر مشروعاً ضخماً، لا يمكنني حالياً التصريح عنه، لكن أود أن أوضح، أن هناك أشخاصاً كثيرين، يشجعوني دائماً على فتح مكاتب سياحية، ولكن في الحقيقة، هذا ليس هدفي، رغم أني، في بعض الأحيان، كنت أرافق بعض الأشخاص برحلاتهم السياحية، كي أتمكن من تأمين مصاريفي.
هدفي اليوم هو إبراز جمال الطبيعة، وكيف يمكن للأشخاص الإستمتاع بها، وأن أنقل ثقافة بعض الشعوب، التي تمكنت من العيش مئات وآلاف السنين في هذا المناخ. وهناك مشاريع قوية، سيتم الإعلان عنها في لبنان وخارجه.