ندين جابر، كاتبة لبنانية، استوحت كتاباتها الكثيرة والناجحة، من الواقع الذي نعيشه في كافة الأزمنة والأماكن.
برصيدها عدد كبير من المسلسلات، نذكر منها مسلسل "للموت" بجزأيه الأول والثاني، وينتظر الجمهور وبشغف كبير، الجزء الثالث من العمل، ومن مسلسلاتها أيضاً "غزل البنات"، بلحظة"، "عروس بيروت"، "لو"، "قصة حب"، و"لا حكم عليه".
موقع "الفن" كان له لقاء مع الكاتبة ندين جابر، حدثتنا خلاله عن الجزء الثالث من مسلسل "للموت"، كما كشفت لنا كواليس العمل مع الممثلين، وماذا قالت عن الممثلتين ماغي بو غصن ودانييلا رحمة، وعن الممثلين باسم مغنية قصي خولي ومحمد الأحمد؟
نظراً لكتاباتكِ الكثيرة، ما هو العمل المميز بالنسبة لكِ؟
مسلسل "للموت" هو الأقرب إلى قلبي، من ناحية الشخصيات، والأحداث الموجعة، والرسائل التي يحملها العمل، وكيفية تأثير الطفولة على حياة الإنسان، ومقاربتها لموضوع آخر، من خلال وجع الأطفال المتسولين، بالإضافة إلى الإخراج والإنتاج.
شخصيات العمل معقدة جداً، مروراً بالأوجاع التي تمر بها هذه الشخصيات، ورغم كل ما يقدمونه، لا أستطيع ككاتبة، إلا أن أتعاطف معهم، وهذا ما كنت أحاول أن أقوم به. بغض النظر عن الأخطاء في الكواليس، كنت أحاول أن أظهر لهم الجانب الإيجابي وليس السلبي، لأنه بالنسبة لي، لا يوجد إنسان سيئ وإنسان جيد، أحياناً الظروف تلعب دوراً كبيراً، وطبيعة وطفولة هاتين الشخصيتين (في إشارة منها إلى الممثلتين ماغي بو غصن ودانييلا رحمة) في "للموت" جعلتاني أتعاطف كثيراً مع العمل.
ما هي العبرة التي تركها مسلسل "للموت" على صعيد الكاتب وفريق العمل من جهة، والمشاهد من جهة أخرى؟
كثيراً ما أسمع من جميع الأشخاص المتابعين للعمل، أن المسلسل صوّر أطفال الشوارع، ومن بين التعليقات التي تلقيتها "نحن عندما كنا نلتقي بالأطفال المتسولين، لم نفكر بهم للحظة، وبعد المتابعة لشخصيتَي سحر وريم والمعاناة التي عاشتا بها، وكم يتم إستغلالهما، وكيف من الممكن أن يكون مستقبلهما، جعلتنا نربط الأحداث بالواقع الذي نعيشه"، توجد مئة "سحر" و"ريم" في هذا الحياة، لم ولن يختفينَ.
أخبرينا عن الأحداث التي ينتظرها المشاهد في الجزء الثالث من "للموت".
بقدر ما هذا الجزء متصل بالجزء الثاني، بقدر ما هو منفصل عنه كلياً، وهذه كانت نقطة التحول في الجزء الثالث، وأنا شخصياً لست من الأشخاص الذين يرفضون تعدد الأجزاء، لطالما أن الكاتب قادر على إعطاء المزيد من التفاصيل والخيال والمشاعر المختلفة، بأفكار جديدة، كي يعيشها الممثل، ولتجنب التكرار. الجزء الثاني كان عنوانه "الإنتقام"، ومن المؤكد أن الجزء الثالث لن يحمل مضمون الإنتقام، وإلا لن ينجح المسلسل، والعمل على الجزء الثالث، توجب عليّ البدء بحبكة جديدة مع الشخصيات، وحياة وزمن وقصص جديدة أيضاً، من هنا كانت انطلاقة الجزء الثالث، وكان القرار، رغم طلبات الجمهور عدم البدء بالجزء الثالث، إلا بعد التأكيد على المادة التي نريد تقديمها للمشاهد، والفترة التي اتخذتها لحسم القرار كانت شهراً كاملاً.
إلى من تعطين لقب أفضل ممثلة وأفضل ممثل؟
بالطبع أمنح اللقب للممثلتين المتألقتين ماغي بو غصن ودانييلا رحمة، وعلى صعيد الممثلين، أختار باسم مغنية، محمد الأحمد وقصي خولي.
انتظر الجمهور جزءاً ثانياً من مسلسل "2020"، إلا أننا لم نشاهده بعد، ما السبب؟
في المبدأ، يعود القرار إلى شركة الإنتاج، التي توصل قرارها للمعنيين بفريق العمل للتفكير بحبكة، وفي ذلك الوقت، بحثت في الموضوع مع شريكي الكاتب بلال شحادات، وبسبب بعض الظروف، أعلنت انسحابي من العمل، ولم أعرف ما حصل لاحقاً.
ما سبب انتقال كتابة الجزء الثاني من مسلسل "صالون زهرة"، إلى الكاتبة كلوديا مرشليان؟
أولاً أوجه تحية خاصة إلى كلوديا التي أحبها جداً. في أميركا، المسلسل الذي يتألف من 10 حلقات، من الممكن أن يكون لكل حلقة كاتب محتلف، والأمر يمكن أن ينطبق على الإخراج أيضاً، وهذه الخطوة متبعة عالمياً، ومن الممكن أن نتبعها في لبنان أيضاً. على سبيل المثال، مسلسل "الهيبة" اختلفت أجزاؤه من ناحية الكاتب، ولا يمكن لأي كاتب أن يخرج من الشخصيات المكتوبة بالجزء الأول، فهو يتبعها ويضعها بظروف معينة ومختلفة.