كارين مكاري، ممثلة موهوبة أبدعت بأدائها وعفويتها على المسرح، وسحرت المشاهدين بخفة ظلها. تنقّلت بين شخصية كوكو وشخصية رايا، وبعدها إلى شخصية الأم ماك ماك بشكل مدهش. تناولت شخصيات من المجتمع بنقد لاذع وجريء، وتفاعلت مع الجمهور، حتى ضجت الصالة بالضحكات العالية.
كارين مقيمة في فرنسا، وبدأت بنشر فيديوهات طريفة عن اللبنانيين على مواقع التواصل الاجتماعي، خلال فترة الحجر الصحي الذي فرضه فيروس كورونا، ونالت إعجاب الأصدقاء، لاسيما أن اللكنة الفرنسية ليست موجودة في فرنسا، وأصبحت شخصية كوكو ماك ماك شهيرة على هذه المواقع. وبعد لقائها وصداقتها مع الكاتبة والممثلة والمنتجة نيبال عرقجي، تحقق حلم كارين بالتمثيل على المسرح، مع كتابة نيبال عملاً مسرحياً بعنوان Coco Makmak Et C'est Parti، مع العلم أنها كاتبة أفلام. وإنطلقت عروض المسرحية في ٥ تشرين الأول على مسرح مونو.
المسرحية تتضمن ثلاث لوحات لثلاث شخصيات: كوكو ماك ماك، الأم ماك ماك ماك ورايا. اللوحة الأولى هي مع كوكو، وهي سيدة لبنانية فرنسية تصل إلى لبنان، وتروي المصاعب التي إعترضتها بأسلوب ساخر وطريف، منها الكهرباء والماء والبنزين والعلاقات مع الرجال. واللوحة الثانية مع رايا، المرأة المثيرة التي تبحث عن الشريك الغني والوسيم. واللوحة الثالثة مع الأم ماك ماك، التي تبالغ في حماية أولادها.
من خلال مراقبتهما لشرائح المجتمع ومعاناته، أرادت نيبال وكارين أن ترسما البسمة على شفاه اللبنانيين، من خلال التطرق إلى المواضيع الحساسة، والإختلاف الثقافي بين لبنان وفرنسا.
آراء الحضور كانت لافتة، لاسيما آراء الممثلين المحترفين، الذين أثنوا على العمل، وأشادوا به.
وفي الختام، وجهت الأم ماك ماك عبارات تحيي الأمل في قلوب اللبنانيين، وتحثهم على البقاء في بلدهم، بالرغم من الظروف الإقتصادية القاسية والصعبة التي يمر بها لبنان.
كارين لم تدرس التمثيل، وأداؤها ثلاث شخصيات مختلفة ليس بالأمر السهل، لذا تستحق التقدير على جهودها.
موقع "الفن" إلتقى الكاتبة نيبال عرقجي، وكان لنا معها هذا الحوار.
كيف ولدت فكرة المسرحية؟
تلقيت منذ ثلاث سنوات فيديو طريفاً أعدته كارين، فإتصلت بها، وأبلغتها إعجابي بما تقدمه، وشجعتها على المتابعة، وتوقعت أن تصل إلى النجاح، فأجابتني بدهشة متسائلة: "نيبال عرقجي الكاتبة؟"، وقالت لي إنها معجبة بأعمالي، وبعدها أعدت فيديو عن كيفية تواصلي معها. تطورت علاقتنا لاحقاً، وأصبحنا صديقتين، وكنا نلتقي في باريس وبيروت. وكانت كارين تردد خلال سنتين، أنها تحلم بتقديم عمل مسرحي. إتصلت بها منذ شهور، وقلت لها إني جاهزة، وهي شاركت معي في كتابة المسرحية.
هل أنتِ راضية عن النتيجة؟
نعم راضية جداً.
ماذا أضاف هذا العمل إلى رصيدك المهني؟
أنا كاتبة أفلام سينما، لكني كتبت هذه المسرحية لأنني آمنت بموهبة كارين، ولم يكن يخطر في بالي، أني سأكتب مسرحية بيوم من الأيام، لكن النتيجة كانت مرضية، والجمهور أحب العمل، وخلال العروض، كانت المقاعد محجوزة بالكامل مسبقاً، وسوف يتم تمديد عرض المسرحية لمدة خمسة أيام، في عطلة عيد الميلاد المقبل.
ماذا عن توجيه الرسائل في المسرحية؟
أنا أتعمد توجيه الرسائل في الأفلام والمسرحيات بطريقة لطيفة وطريفة، من دون إلقاء العظات. وهناك قضايا تستفزني، لاسيما عندما يتعلق الأمر بالمعاملة السيئة والمهينة للعاملة الأجنبية، بالإضافة إلى النساء اللواتي يبحثنَ عن الرجل الغني، من أجل كسب المال فقط، بغض النظر عن وضعه الإجتماعي.
هل ستواصلين الكتابة المسرحية؟
أحببت العمل لأنه لاقى النجاح، ربما أكتب لكارين عملاً آخر، أو أكتب لغيرها. أنا حالياً منهمكة بعدة مشاريع، ولن تكون هناك مسرحية جديدة قبل سنة أو سنتين.