برعاية وحضور وزير الثقافة في حكومة تصريف الأعمال محمد وسام المرتضى، أقيم الحفل الختامي لمشروع “إرث خليل جبران للاستدامة الثقافية” الممول من صندوق التنمية البلغاري، الذي استهل بالنشيد الوطني، حضره الى رئيس لجنة جبران الوطنية جوزاف فنيانوس واعضاء اللجنة سفير بلغاريا في لبنان بايون بيليف، نائب رئيس بلدية بشري جوزيف فخري والفنان رودي رحمة وحشد من الفاعليات الثقافية والتربوية والطبية وممثل السيد الفريدو حرب حلو في لبنان.
وكانت للوزير المرتضى كلمة في المناسبة توجه فيها بروج الأديب والمفكر الراحل جبران خليل جبران قائلاً :"أنا اليوم ههنا، في متحفه، بالقرب من ضريحه، وتحت ظل الأرزة شعار الوطن، أقول له باسم جميع اللبنانيين: إننا نريد لنا ولأجيالنا القادمة أن نستمسك بلبنانك البهي الجامع لأبنائه، الراسخ في قيم العدالة والمساواة والتسامح... والعزة والإقتدار والحرية. أشد على أياديكم جميعا والسلام".
وزير الثقافة قال في كلمته : "إرث خليل جبران للاستدامة الثقافية” استوقفني كثيرًا هذا العنوان، لسببين اثنين أولهما إيماني بأن الثقافة إن لم تكن ديمومة متجددة فليست بشيء، وثانيهما اعتقادي بأن الإرث الجبراني في الأدب والشعر والرسم ما برح يتوالد باستمرار كأنه، بمقدار ما يختزن من رموز وإيحاءات، مرآة مقعرة تظهر عليها صورة الحياة مكبرة، سيان أكانت حقيقية أم افتراضية”.
مضيفاً :"من هنا تنطبق هذه الاحتفالية الثقافية، عنوانًا وفعاليات، على البعد الجبراني الذي انطلق من ههنا، من بشري، حاملًا معه انوارا من الوادي المقدس ليشع بها على الإنسانية جمعاء. ولا شك عندي في أن هذا الثائر البشرّاوي الذي خضّ العالم بفكره وأدبه وسعة خياله وألقه الروحي، إنما كان يصدر عما ازدحم في عمقه، من غنى طبيعة وشظف ناس، اتخذوا الصخر والثلج والأرز جيرة، وحملوا فوق أكتافهم إرثًا نسكيا أنطاكيا وسريانيا، وولعا بالوطن يكاد يبلغ التقديس، وما كان جبران إلا بضعة منهم، يسيل على قلمه حبرهم، وعلى ريشته لونهم، بالرغم من ثورته عليهم، حتى صارت العالمية فيه صورة عن وطنه بشري معكوسة في مرآة مقعرة”.
وأردف المرتضى :"وعندي أن ديمومة الإرث الجبراني مردها إلى أنه اختزن في ذاته الواقع الذي تمردت عليه روحه، فحمله على أجنحته المتكسرة دمعة وابتسامة ومضى به إلى شمال الكرة الأرضية منتقلا من ثلج إلى ثلج، حتى إذا بلغ الأوج صعد إلى الجبل، ووقف ينتظر سفينته كي تعيده إلى أرض غادرها ولم تغادره. هذه الأصالة في الانتماء جعلته يكتب، وسط حضارة الآلة الصناعية، عن يسوع ابن الإنسان وعن النبي. تلك هي الروحانية المشرقية التي ضاعت أو تكاد في عصر المادة، هي إكسير الأدب الجبراني وسر ديمومته".
وكانت كلمات لرئيس اللجنة جوزاف فنيانوس وللسفير البلغاري، ثم قدم رئيس اللجنة للوزير المرتضى كتابين، الأول عبارة عن نسخة فريدة بخط جبران خليل جبران بعنوان "اقلب الصفحة يا فتى" والثاني يحوي كافة الصور المعروضة في المتحف.
وقبل قص الشريط التقليدي والجولة في أرجاء المتحف، قدم فنيانوس والفنان رودي رحمة تمثال البرونز الذي يمثل وجه جبران للسفير البلغاري بيليف.