لا يعتبر النجاح غريباً عن الممثلة اللبنانية ندى أبو فرحات، ولا حتى التميز، وهذا ما ينطبق أيضاً على دورها في مسلسل "ستيلتو".
موقع "الفن" أجرى مقابلة خاصة مع الممثلة ندى أبو فرحات، تحدثت خلالها عن دورها في مسلسل "ستيلتو"، وكشفت عن المفاجآت التي تنتظر المشاهدين، ورأيها بقرارات وردات فعل شخصية "نايلة" التي تجسدها في العمل.
منذ بداية عرض مسلسل "ستيلتو"، وهو يتصدر الترند على منصة "شاهد"، ما هي العوامل التي أدت إلى نجاحه بهذه السرعة، والتي جعلت الجمهور يتحمس له؟
أعتقد أن العوامل الأساسية التي دفعت الجمهور لمشاهدة المسلسل هي أولاً القصة، وثانياً سيطرة الشخصيات النسائية فيه، فالمسلسل يحكي قصة أربع نساء، أنيقات وجميلات يهتممنَ بشعرهنَ، وبملابسهنَ، وعند الدخول إلى داخلهن نجد الخلل، والحقد، والكراهية والغيرة، بالإضافة إلى قصص الحب والخيانة، وهي إجمالاً قصص تهم الجمهور، وتشبهه، عدا عن وجود هذه الشخصيات في حياتنا اليومية، مثل شخصية "فلك" وتنمرها. إذاً العاملان الأساسيان لنجاح المسلسل هما قربه من الجمهور، وعرضه بأسلوب جميل.
كيف تصفين التعامل مع طاقم العمل، وعلاقتك بالممثلين؟ وما الفارق بين العمل مع مخرج عربي ومخرج تركي؟
كان التعامل مع فريق العمل صعباً بعض الشيء، فهم لا يتحدثون اللغة العربية أو اللغة الإنجليزية، ولم يكن التواصل سهلاً عن طريق مترجم، ولكن مع الوقت، بدأت أتكلم اللغة التركية، وأشعر بالراحة تجاههم، وهم شعروا بالراحة تجاهي أكثر.
أما بالنسبة للعلاقة مع الممثلين، فمن اليوم الأول كانت الأجواء مميزة للغاية، فقد سكنّا في بيت واحد لفترة طويلة، فقررنا أن تبدأ علاقتنا بطريقة مريحة ، وأن تستكمل بهذه الطريقة، لم نمرّ بأي مشاكل، بالرغم من وجود عوامل خارجية عديدة، كان من الممكن أن تؤدي إلى وقوع مشاكل، وهذا ما أثر بطريقة إيجابية على العمل، فسيطرت الطاقة الإيجابية.
وبالنسبة للعمل مع مخرج تركي، فيختلف من ناحية التقنيات، فهو يعمل أكثر على إظهار ردات الفعل على ملامح الوجه، وهو أمر لست معتادة عليه، ولكن تعودت مع الوقت على خلط أسلوبي بالعمل مع أسلوبه. وشخصياً هو مخرج مبدع، وموهوب للغاية، ولديه نظرة إخراجية خاصة به، ولكن شبيهة بالنظرة التي تعودنا عليها.
بالحديث عن شخصية "نايلة"، التي تجسدينها في المسلسل، هي عانت بشكل كبير، ومرت بتقلبات عديدة بين قوة وضعف وظلم. كم يتطلب هذا الأمر جهداً نفسياً من الممثل حتى يصل إلى النتيجة المطلوبة؟
شخصية "نايلة" من أكثر الشخصيات التي عانت بالمسلسل، منذ بدايته وهي تعيش حالات يأس وظلم، كان الجهد الأكبر قبل بداية التصوير، فكنت بحاجة لأجلس مع نفسي، وأفكر، وأركز بالفكرة حتى يخرج مني شعور حقيقي، وأذرف دموعاً حقيقية، ولكن العمل على الشخصية كان بمثابة لذة لي، وهذا ما أدى إلى هذه النتيجة.
"نايلة" أخذت عدة قرارات بالإبتعاد عن المشاكل، وعدم المحاربة من أجل ما تريد. هل ندى أبو فرحات تتصرف مثل "نايلة"؟
تصرف "نايلة" كان خطأ، فالنسبة لي، الشخص الذي يهمه الحق، بغض النظر إذا كانت شخصيته ضعيفة أو قوية، لا يبقى صامتاً أمام هذه الأخطاء. "نايلة" تمثل شريحة كبيرة من النساء في مجتمعاتنا، اللواتي يفضلنَ أن يبقينَ بعيدات عن المشاكل، ويشعرنَ بالندم بعد فترة. شخصية "نايلة" كانت الشخصية الوحيدة القادرة على مساعدة شخصية "ألما" وإنجادها، ولكنها كانت أضعف من ذلك، فبالعودة إلى طفولة "نايلة"، أنا تخيلت أنها ضعيفة الشخصية بين أفراد عائلتها، ولا أحد يستمع إليها، وإلى آرائها، وعلى الصعيد الشخصي، طبعاً أنا ضد كل تصرفاتها.
هل من مفاجأة كبرى تنتظر شخصية "نايلة" في الحلقات المقبلة؟
الشخصية تنتظر تحولات كثيرة بمسارها، مثل التحولات التي تنتظر الشخصيات الأخرى، فالمسلسل يحتوي على عنصر الإثارة، وحتى "نايلة" بحد ذاتها ستصدم من نفسها، وكأنها تأخذ حقها بعد كل الظلم الذي مرت به.
المسلسل قائم على قصة أربع نساء وحياتهنَ، لو لم تجسدي شخصية "نايلة"، ما الشخصية التي كان من الممكن أن تجسديها في هذا العمل؟ وما الذي يميز كل شخصية؟
لو لم أجسد دور "نايلة"، كنت جسدت دور "فلك" أو دور "ألما"، فدور "فلك" رائع، فيه الكثير من التحدي، ومختلف بشكل كلي عن شخصيتي، ودور "ألما" راقٍ، وهي تعيش قصة حب.
"فلك" تتميز بسيطرتها على الوضع، وبخوفها من الهبوط، رغم أن بعض ردات فعلها تؤكد على ضعفها، ورغبتها بالظهور قوية دائماً. كذلك "ألما" وجميع الشخصيات، فهنَ يسعينَ لعدم إظهار ضعفهنَ.
بعيداً عن مسلسل "ستيلتو"، ماذا تخبرينا عن أعمالك القادمة؟
أحضّر حالياً لعمل سينمائي وعمل تلفزيوني وعمل مسرحي، ولكن لا يمكنني التحدث عن تفاصيل أي عمل، ولم أباشر بأي منها بعد.