نسيم الباي، فنان ومؤلف جزائري، بدأ مسيرته الفنية في عام 2010، وأصدر ألبومه الأول "كلام الخاينة" في عام 2014، والذي لاقى نجاحاً كبيراً. عرف نسيم بتعطشه للمعرفة، إذ إنه يبحث باستمرار عن أصوات جديدة وتجارب جديدة، وهذا ينعكس بشكل كبير في اختياراته الفنية، فإلى جانب أغنياته الخاصة، تعاون مع الفنانة مايا دياب بأغنية "ديالي"، التي نالت إعجاب الجمهور. وكان لموقع "الفن" هذه المقابلة مع الفنان والمؤلف نسيم الباي، الذي تحدثنا معه في مواضيع فنية عديدة.
نرحب بك عبر موقع "الفن". كيف اكتشفت حبك للموسيقى؟ وكيف انطلقت مسيرتك الفنية؟
أشكر موقع "الفن" على هذه الإلتفاتة الطيبة. حبي للموسيقى بدأ منذ أن كنت صغيراً، خصوصاً أنني كبرت في عائلة فنية فيها موسيقيون وملحنون وكتّاب، فقد ترعرعت في حضن فني وموسيقي. بعمر الـ 15 عاماً، بدأت كتابة الشعر، فأنا من محبي الأديب اللبناني جبران خليل جبران، وحصلت في المدرسة على جوائز عديدة، عن أسلوب كتابتي الشعر باللغة العربية.
بدأت مسيرتي الفنية المحترفة عن عمر الـ 18 عاماً، حيث طرحت أول أغنية سينغل عام 2010 بعنوان "إنتي وردة"، وكان لها رواج في الإذاعة الجزائرية، وعلى مواقع التواصل الإجتماعي. بعد هذا النجاح، باشرت في تسجيل أول ألبوم لي، واستغرق العمل عليه 4 سنوات قبل أن يبصر النور، وهو بعنوان "كلام الخاينة"، ولاقى نجاحاً كبيراً في المغرب العربي، وحصلت من خلاله على لقب أحسن فيديو كليب لعام 2014 في مهرجان ALGERIAN MUSIC AWARDS بنسخته الثانية، وكانت هذه الجائزة الثانية لي، بعد حصولي على جائزة الفنانة وردة الجزائرية في نسخة المهرجان الأولى.
هل واجهت صعوبات في المجال الفني؟ وما الذي يميّز الفنان الجزائري عن غيره من الفنانين؟
أظن أن الصعوبات موجودة في كل مجال، وهي من أسباب النجاح، طبعاً واجهت صعوبات، وهذا الأمر عادي، لكن الإستسلام لم يكن من خياراتي، فإستمريت رغم كل النقص المادي الذي واجهني.
من ناحية ثانية، أظن أن التميز يصنع الكثير من الأعداء والنجاح، ويجعلك دائماً في قائمة الأشخاص الذين تصعب مواجهتهم. بالنسبة للفنان الجزائري، أرى أن الثقافة الجزائرية والتاريخ الموسيقي الجزائري هما بحر واسع جداً، إذ تتميز الجزائر بألوان موسيقية كثيرة من الشرق إلى الغرب ومن الجنوب إلى الشمال، لكل منها نمط ولون، ولهجة مميزة، وهذا الأمر، يشكل كنزاً عرف أن يستغله الشاب خالد، الشاب مامي وDj Snake، ووصلوا به إلى بعيد.
هل الأغنية المغربية والأغنية الجزائرية تتشابهان؟
أكيد تتشابهان، الجزائر، والمغرب وتونس وطن واحد، واللهجات قريبة ومتشابهة جداً من بعضها البعض، مثلاً في الشرق الجزائري في منطقة جيجل، أو في الغرب بمنطقة وهران، هناك كلمات تشبه كثيراً اللهجة المغربية، ولو انتقلنا إلى مدينة سوق أهراس أو مدينة تبسة، نشعر أنها قريبة من اللهجة التونسية. الوطن العربي كبير بثقافته، وتقاليده، وبتشابهه وإختلافه.
طرحت العديد من الأغنيات، أي منها الأقرب إلى قلبك ولماذا؟
أنا لا أفرّق أغنية عن أغنية، كل أغنية بالنسبة لي هي قصة وواقع عشته.
كتبت ولحنت أغنية "ديالي" المغربية الجزائرية للفنانة اللبنانية مايا دياب، ماذا تخبرنا عن هذا التعاون؟ وهل تم لقاء مباشر بينكما؟
التعاون مع مايا كان محترفاً كثيراً، مايا فنانة كل الأوقات وكل الأجيال، الجرأة الفنية لمايا ليست عادية، والطاقة الإيجابية لديها تجعل الكاتب والملحن يعمل بطريقة خيالية.
مايا وأنا كنا نتواصل عن بعد، لأن الأوضاع التي كنا نعيشها في ظل انتشار فيروس كورونا لم تجلعنا نلتقي، لكن في المستقبل، ستكون هناك أعمال كثيرة، وسنلتقي، ونرقص أيضاً (ممازحاً).
ما الذي يميز مايا عن غيرها من الفنانات؟ وهل أتقنتْ هذا اللون الموسيقي؟
مايا تتميز بشخصيتها وعفويتها، اللتين جعلتاني أشعر أنني أتعامل مع شخص أعرفه من قبل، والراحة النفسية والطاقة التي تعطيها مايا، تجعل المرء يحب أن يعيش ليفرح في حياته. مايا قامت بمجهود كبير جداً لإتقان اللهجة، ونحن نعرف أنه صعب التحدث بها، وخصوصاً الغناء باللهجة الجزائرية، ولكن إجتهادها نتج عنه إتقانها للهجة بطريقة مميزة.
ما الأصعب أن تكتب وتلحن أغنية لفنان آخر، أم أن تكتب وتلحن أغنية لك؟
أكيد عندما أكتب لفنان معين، تكون المهمة أصعب من أن أكتب عملاً خاصاً بي. في بعض الأحيان، يحب الفنان فكرة أو موضوعاً معيناً، وعلى الكاتب أن يتقيّد بذلك، لكن عندما أكتب لنفسي، تكون لدي حرية أكبر في الأفكار.
ما المعايير التي تتبعها لكتابة أغنية ناجحة؟
سر النجاح يكمن بتواجد معايير في الإنتاج، تتبع إستراتيجية معينة بمعايير عالمية، وإختيار المواضيع والألحان يساهم كثيراً في نجاح الأغنية، لكن دائماً ما توجد مفاجآت، بمعنى أننا نحاول باستمرار إتقان كل شيء، والباقي للجمهور الذي يقرر مصير الأغنية.
من هو الفنان أو الفنانة الذي/التي تود أن تعمل معه/معها؟
أتمنى التعامل مع فنانين كثيرين، منهم شيرين عبد الوهاب وأصالة.
من تختار من النجوم لتقديم ديو معه؟
أختار الأستاذ مروان خوري لأنه فنان أحترمه، وأحترم مسيرته، كتابته وأداؤه مميزان.
ما هي مشاريعك المستقبلية؟
هي مثل ما قدمته مع مايا، إذ يوجد نجوم كثيرون أتعامل معهم حالياً، منهم الفنان دوزي والفنانة زينة الداودية، وسيتم إصدار أغنيتاهما قريباً.