إفتتح أسبوع السينما اللبنانية لهذا العام، يوم 24 تشرين الاول / أكتوبر في سينما فوكس سيتي سنتر، بالفيلم اللبناني "تحت السماوات والأرض"، وهو من إخراج المخرج الشاب روي عريضة.
الفيلم الذي شهد عدداً كاملاً من الحضور في الصالة، حظي بإعجاب وترحيب الحاضرين. تبع عرض الفيلم فقرة من الأسئلة والأجوبة، حيث خصص المخرج وقتاً للإجابة عن أسئلة الحاضرين.
الفيلم يدور حول الشاب اللبناني آلان، الذي جسد دوره الممثل آلان نجم، يعمل في شركة، ولكنه ليس سعيداً في عمله، فيقرر تكريس نفسه للغوص، وهو الذي يعطي بنفس الوقت دروساً في الغوص، وسرعان ما يصبح مهووساً بتحطيم الرقم القياسي العالمي للغوص.
أحداث الفيلم تجري في عامي 2015-2016 في بيروت، التي كانت تشهد وقتها سلسلة من الهجمات الإرهابية بالسيارات المفخخة. آلان الذي يعمل في مكتب استشارات، لم يكن سعيداً في الروتين اليومي في حياته، فيقرر المضي بشغفه في الغطس، الذي يشكل له طريقة للهرب من صخب الحياة، وازدحام السير، ليغوص تحت المياه الزرقاء برفقة أصدقائه، ويختبار الوحدة والسكون وإراحة أعصابه من الضوضاء.
أراد مخرج الفيلم أن يبرز هذا التناقض بين حياة المدينة المليئة بالزحمة والضوضاء، واختبار الغوص تحت المياه حيث العزلة تامة، حتى عندما يكون البطل مع أصدقائه، يكون الاحساس بالعزلة تاماً، وربما هذا ما يخلق لديه الرغبة في الغوص أكثر وأكثر في الأعماق، حتى يقرر أن يكسر الرقم القياسي، وأن ينزل إلى عمق 350 متراً، ما يخلق لدى أصدقائه وحبيبته حالة من القلق عليه، لما يتضمن هذا الإنجاز من خطر على حياته. لكن شغفه، ولذة شعور الغوص تحت المياه، وما يرافقهما من تأمل في الامتداد اللامتناهي لهذا البحر، يتركه مصمماً على المضي قدماً، فينجح بالغوص برفقة أصدقائه حتى عمق 200 متراً.
في لحظة معينة من الفيلم، يفقد آلان صديقه رالف، الذي كانت لديه هواية سباق الدراجات الهوائية، وذلك بعد حادث يتعرض له رالف خلال أحد السباقات، فيحزن آلان بسبب موت صديقه، ويحضر جنازته، ويصبح بعدها متردداً في المضي في مغامرته بكسر الرقم القياسي في الغوص، ولكن ما القرار الذي سوف يأخذه آلان؟ هل سيصر على تحقيق هذا الإنجاز من خلال الغوص إلى عمق 350 متراً؟ أم يتخلى عن هذا الإنجاز؟ وهل سيتعرض لخطر ما ويفقد حياته؟
الفيلم يظهر لنا في نهايته، إنسانية هذا البطل، فالحياة ليست مجموعة من الإنتصارات، كما أنها لا تنطوي بالضرورة على نهايات تعيسة. نرغب أحياناً بالسيطرة على الأمور عبر بعض الانجازات، لكن موت الآخرين يعود ليذكرنا بأن هناك أموراً لا نستطيع السيطرة عليها، مهما سجلنا من نجاحات.
"تحت السماوات والارض" فيلم سيعجب محبي البحر والغطس، وسيصالحك مع البحر، أو ربما تكتفي بمتابعة قصة آلان ونهايتها الإنسانية. قسم كبير من الفيلم مصور تحت المياه، ورافق هذا التصوير تحدي النهوض مبكراً، والبقاء لساعات تحت المياه، لإيجاد النقطة المناسبة للتصوير.
الفيلم حائز جائزة سعد الدين وهبة من مهرجان القاهرة السينمائي الدولي للعام 2020
كأفضل فيلم عربي، كما حصل الفيلم على جائزة لجنة التحكيم في مهرجان طرابلس لعام 2021 ، وعلى الجائزة الأولى من مؤسسة بوغوسيان.