حقق مسلسل "Inventing Anna"، منذ صدوره في 11 شباط من هذا العام نجاحاً باهراً، وهو مسلسل مقتبس من قصة حقيقية، عن فتاة تدعى آنا دلفي وهي فنانة محتالة تظاهرت بأنها وريثة ألمانية ثرية للوصول إلى المستويات العليا من المستويات الاجتماعية والفنية في نيويورك من 2013 إلى 2017، إنما عاد إسمها على ألسنة الجميع، وإسترجع المسلسل شهرته وذلك بسبب الإفراج عنها مؤخراً، فمن هي آنا دلفي، وكيف إستطاعت خداع الجميع؟
طفولة آنا دلفي
ولدت آنا سوروكين المعروفة بـ آنا دلفي عام 1991 في روسيا. عندما كانت تبلغ من العمر 16 عامًا، انتقلت عائلتها إلى ألمانيا، حيث التحقت بمدرسة ثانوية في إيشويلر. تخرجت من المدرسة الثانوية في عام 2011، وبعد ذلك التحقت بمدرسة الفنون "سنترال سانت مارتينز" في لندن. ومع ذلك، فقد تركت مدرسة الفنون وعادت إلى ألمانيا بعد بضعة أشهر.
بعد عودتها إلى ألمانيا، بدأت آنا العمل في شركة علاقات عامة في برلين، حيث عملت كمتدربة، وفي عام 2013، انتقلت إلى باريس حيث حصلت على برنامج تدريب داخلي مع مجلة الموضة والثقافة الشهيرة، "Purple"، وبعد أن أنهت مرحلة التدريب، غيرت اسمها من آنا سوروكين إلى آنا دلفي.
ما الجرائم التي ارتكبتها آنا دلفي؟
بعد تغيير اسمها، تبنت آنا شخصية جديدة باعتبارها وريثة ألمانية ثرية، وانتقلت بعد ذلك إلى نيويورك، حيث تظاهرت بأنها امرأة ثرية لديها تطلعات لبدء عمل تجاري جديد في الولايات المتحدة. صادقت كثيرين من خلال استدراجهم بالمال، وكان بواب اسمه نفاتاري ديفيس، الذي صادقته آنا من خلال تقديم فواتير بقيمة 100 دولار، مقتنعًا "بخلفية آنا الثرية". وفقًا لنفتاري، عرفت آنا كل شخص تقريبًا في دائرة النخبة الاجتماعية في نيويورك، وكانت آنا أيضًا صديقة لشخصيات بارزة مثل ماكولاي كولكين ومارتن شكريلي، والتي لم تعطِ الناس أي سبب للشك في مصداقيتها.
في عام 2016، أخذت آنا مجموعة من المستندات المزورة إلى "بنك المدينة الوطني"، حيث حاولت إقناع سلطات البنك بمنحها قرضًا بقيمة 22 مليون دولار، وادعت أنه تم تقديم القرض لإنشاء مشروعها التجاري الذي تحلم به، وهو نادي "Soho House"، ثم اتصلت بـ "Fortress Investment Group" وهي شركة أمريكية لإدارة الاستثمار، التي تطلبت رسومًا قدرها 100000 دولار لتغطية العناية الواجبة. تمكنت آنا من التفاوض على سحب على المكشوف بمبلغ 100000 دولار من "بنك المدينة الوطني" وسحبت لاحقًا طلب القرض البالغ 22 مليون دولار، ثم أنفقت 55000 دولار (من 100000 دولار تم الحصول عليها من بنك المدينة الوطني) على الفنادق والمطاعم والمحلات التجارية الراقية.
في عام 2017، قامت بعدة محاولات لإيداع شيكات معدومة بقيمة 160 ألف دولار في حسابها المصرفي، من ثم ذهبت في عطلة إلى مراكش بعد أن زعمت لأصدقائها أنها ستتكفل بنفقات الرحلة، وبدلاً من ذلك، دفعت إحدى صديقاتها إلى دفع 62 ألف دولار قائلة إنها ستدفع المبلغ، وهو ما لم تفعله أبدًا.
نهاية حياتها الفاخرة
في تموز، ألقي القبض على آنا لمحاولتها مغادرة فندق "باركر ميريديان" في نيويورك من دون دفع فاتورتها، وتم اتهامها في البداية بثلاث تهم تتعلق بسرقة الخدمات لعدم دفع فواتيرها في الفنادق، بما في ذلك "باركر ميريديان" و "فندق دبليو داون تاون" و "فندق بيكمان".
في أيلول 2017، تغيبت آنا عن محاكمتها في نيويورك، حيث تم إلقاء القبض عليها مرة أخرى، إنما هذه المرة، تم القبض عليها في عدة تهم بالسرقة الكبرى مع تعويضات تقدر بحوالي 275000 دولار، وبعد إلقاء القبض عليها، بدأت وسائل الإعلام تهتم بشدة بقضيتها، مما جعلها أكثر شهرة. وفي عام 2018، نشرت مجلة "نيويورك" قصة آنا، والتي حصل عليها المنتج التلفزيوني الشهير شوندا ريمس فيما بعد.
أين آنا دلفي الآن؟
بعد محاكمتها، تم إرسال سوروكين إلى سجن بيدفورد هيلز قبل نقلها إلى مرفق ألبيون الإصلاحي في نيويورك. في شباط 2021، تم إطلاق سراحها مبكرًا من السجن وعادت على الفور إلى إستخدام مواقع التواصل الاجتماعي.
ومع ذلك، في شهر اذار من ذلك العام، تم احتجازها من قبل سلطات الهجرة والجمارك الأمريكية، وتنتظر سوروكين حاليًا الترحيل إلى ألمانيا بعد أن أمضت ما يقرب من عام في حجز سلطات الهجرة والجمارك الأمريكية، وعلى الرغم من التقارير السابقة التي تفيد بإطلاق سراح سوروكين من الحجز وإعادتها إلى ألمانيا، أكد متحدث باسم إدارة الهجرة والجمارك في 15 آذار 2022 أنها لا تزال في مركز احتجاز في نيويورك "بانتظار الترحيل".
وأفادت وكالة أنباء الألمانية أن ترحيلها فشل في اللحظة الأخيرة عندما رفضت سوروكين المغادرة إلى المطار بينما قدم محاموها طلبًا لوقف القرار، كما أن السلطات الأمريكية تحاول تأمين تاريخ جديد لمغادرتها.
وكانت قد حققت آنا في 5 تشرين الأول فوزًا في المحكمة عندما مُنحت الفرصة للإفراج عنها من منشأة أمريكية للهجرة والجمارك (ICE) في مقاطعة أورانج، نيويورك، وكجزء من إطلاق سراحها، يتعين عليها دفع كفالة قدرها 10000 دولار وتم حظرها من وسائل التواصل الاجتماعي، حيث غالبًا ما تشارك منشورات تُظهر أسلوب حياتها الفخم لأصدقائها والمستثمرين المحتملين، ووفقًا لصحيفة "The Daily Beast"، ستكون سوروكين تحت "الحجز لمدة 24 ساعة في عنوان الإقامة المقدم طوال مدة إجراءات الهجرة الخاصة بها" حيث تواجه الترحيل.
هل حصلت سوروكين مبلغ من المال مقابل الادلاء بقصتها لصانعي مسلسل "Inventing Anna"؟
تلقت سوروكين 320،000 دولار مقابل حقوق تكييف قصة حياتها بمسلسل "Inventing Anna"، واستخدمت 199000 دولار من الأموال التي تلقتها لدفع تعويضات للبنوك التي تدين بها، بالإضافة إلى 24000 دولار أخرى لتسوية غرامات الدولة.
وفي رسالة لـ Insider، أعربت سوروكين عن أفكارها حول المسلسل، مشيرة إلى أنه "لا شيء يضاهي رؤية نسخة خيالية من نفسي في مكان اللجوء الإجرامي المجنون هذا يبدو جذابًا بالنسبة لي".
وكتبت: "لفترة طويلة، كنت آمل أنه بحلول الوقت الذي ظهر فيه "Inventing Anna"، كنت سأستمر في حياتي". تخيلت أن يكون العرض خاتمة من نوع ما يلخص ويختتم فصل طويل انتهى. ما يقرب من أربع سنوات في العمل عليه وساعات من المحادثات الهاتفية والزيارات، ويستند العرض إلى قصتي و من وجهة نظر أحد الصحفيين. وبينما أشعر بالفضول لمعرفة كيف فسروا جميع الأبحاث والمواد المقدمة، لا يسعني إلا أن أشعر وكأنني فكرة مثيرة للسخرية، كئيبة، متمثلة في الحبس، في زنزانة في مرفق إصلاحي فظيع آخر، والتاريخ يعيد نفسه ".
باريس xماكولاي كولكين xمسلسل Inventing Anna xمارتن شكريلي xآنا دلفي