بعد وفاة الفنان اللبناني جورج الراسي، بحادث سير قرب الحدود اللبنانية السورية، وخلال مراسم تشييعه في كنيسة القديسين سارجيوس وباخوس في منطقة المنصف، ظهرت علامات الانقسام بين شقيقته الممثلة اللبنانية نادين الراسي وبعض أفراد العائلة، رغم أن المصيبة أكبر بكثير من أزمات قديمة، ربما لم تنتهِ، وما زالت قائمة، وجورج، رحمه الله، كان يتحدث معي عن بعضها، قبل أن ينتقل إلى منزله الجديد، الذي هو بالقرب من منزل شقيقته الفنانة ساندرين الراسي.
الغريب أن رحيل الفنان الشاب لم يبدد الشرخ الحاصل بين الأشقاء، بل بالعكس، إتسع هذا الشرخ، لكن مع إضافة بعض التمويه إلى مضمونه العام، فذهبت نادين لتقبّل التعزية بشقيقها في منزلها، بعيداً عن أسرتها المفجوعة، واستمرت العائلة بإستقبال الناس بعد الكنيسة في منزل ساندرين.
القضية ليست وليدة لحظة وفاة جورج، وإنما قديمة، تعود لسنوات طويلة، جزء منها خرج إلى العلن، وجزء ثانٍ حرص الفقيد على إحاطته بالخصوصية، وهذا ما كان يردده خلال تواصلنا الدائم عبر الهاتف، أو في لقاءات متقطعة، وذلك بعد زواجه من عارضة الأزياء جويل حاتم، وانجابه منها ابنهما جو، وطلاقهما.
واللافت أيضاً هو غياب طليقة الفنان عن مراسم دفنه والعزاء، وذكرى الأربعين، فزادت المشاكل مشكلة، لكن أمام هكذا مصيبة، كان من المفترض أن يتم وضعها جانباً.
وفاة جورج الراسي جمعت كل الناس من حوله في لبنان والدول العربية وبلدان الاغتراب، لكن هول المصيبة لم يجعل القلوب صافية، علماً أن شقيقته ساندرين أكدت لي أن أحداً في أسرتها لم يسعَ لابعاد أي شخص، لا عن جناز الراحل، ولا عن التعازي، ولا عن ذكرى الأربعين، وبدلاً من تصفية النفوس، خرجت التلميحات إلى العلن، لتدل على أزمات ليس وقتها الآن، خصوصاً بعد رحيل جورج، وهو في عز شبابه.
رحيل جورج الراسي أكبر من أي زعل، أو حقد، أو مشكلة، أو موقف سلبي، أو تراشق اتهامات، ولجوء إلى الاعلام ومواقع التواصل الاجتماعي، لتصفية الحسابات، فرحيله يجب أن يجمع، وألا يفرّق.