موهبة التمثيل تساهم في تمكن الممثل من أداء كل الأدوار المطلوبة منه. وقد تميز بعض الممثلين المصريين بأدوار الشر بحرفية وإتقان الى حد تحريك مشاعر الكراهية والحقد لدى المشاهدين. من الممثلين الذين أبدعوا في أدوار الشر في بدايات السينما المصرية: محمود المليجي، زكي رستم، توفيق الدقن وعادل أدهم.
محمود المليجي
ولد عام 1910 في حي المغربلين في القاهرة. تدرب على يد كبار الفنانين أمثال جورج أبيض وفتوح نشاطي وتميز بأدوار الشر التي قدمها ببراعة وتميز. "الشرير الطيب" هو لقب أطلق على الممثل محمود المليجي الذي تميز على حد قول زملائه بأدبه وأخلاقه وطيبته. واللافت أنه لعب دور الشرير في السينما المصرية بحرفية وهو شارك الممثل فريد شوقي بعدة أفلام حيث كان يلعب دور الشرير وفريد شوقي دور الرجل الطيب. وبالرغم من أدواره الأخرى حيث لعب دور الرجل الطيب، أبرزها دوره في فيلم "الأرض"، إلا أنه إشتهر في السينما المصرية بدور الرجل الشرير.
زكي رستم
ولد زكي رستم في 5 آذار / مارس 1903. يعتبر من أهم ممثلي السينما المصرية. إختارته إحدى المجلات الفرنسية من أفضل 10 ممثلين عالميين. في رصيده أكثر من 240 فيلم. وأطلق عليه لقب "رائد مدرسة الإندماج" بسبب موهبته الفنية الفريدة. قدم الممثل زكي رستم وجهاً آخر للشر في السينما المصرية، فقد لعب أدوار الشر الإجتماعية، منها دور الأب المتسلط الذي يسعى للسيطرة على أبنائه وبناته، أو الرجل الأرستقراطي الذي يسعى لحرمان إبنته من الإرتباط بحبيبها الفقير. ورغم تقديمه لأدوار الشر في معظم أفلامه إلا أنه كان في الحقيقة يتميز بطيبة القلب.
توفيق الدقن
لعب الممثل توفيقالدقن أدوار الشر في قالب كوميدي، حتى أن الكثيرين ما زالوا يحفظون عباراته ويرددونها حتى الآن، مثل "يا آه يا آه"، "أحلى من الشرف مفيش"، وغيرها من الجمل التي ترددت بفضل تألقه في تقديم نوعية مختلفة من أدوار الشر، وكانت أفضل أفلام الفنان الراحل تلك التي ارتبط إسمه فيها بالممثلين إسماعيل ياسين، أحمد رمزي، وعبد المنعم إبراهيم، حيث قدم معهم عددًا من الأفلام تعتبر الأبرز في مسيرته الفنية.
عادل أدهم
ولد عادل أدهم في 8 آذار/ مارس 1928. برع في أداء الشخصيات ذات الطابع الدرامي والأدوار الشريرة في السينما المصرية. يُعد من أبرز الممثلين للأدوار الشريرة في السينما المصرية. حكم عليه الممثل أنور وجدي أنه لا يصلح للتمثيل لكنه نجح في تقديم نفسه كأحد عمالقة السينما في مصر، حتى تمنى المخرج العالمي إيليا قازان أن يصحبه معه إلى هوليوود، ليصنع منه نجما عالميا كبيرا، لكن الحلم لم يتحقق. وفي الحقيقة أن الشر لا يعرف لقلبه طريقا، حيث إعتقد البعض أن براعته في تقديم أدوار الشر تعود إلى أن شخصيته متقاربة مع هذه الأدوار، إلا أن الأمر كان عكس ذلك تمامًا.