البقاع أرض الخير والضيافة، وهو إحدى محافظات لبنان، التي تتميز بمعالم سياحية مهمة، أبرزها قلعة بعلبك الساحرة بجمالها وعظمتها، تليها مدينة زحلة "عروس البقاع"، وضفاف نهر البردوني. ولا بد من تذوق النبيذ الفاخر في شاتو كسارة، وممارسة الرياضات المائية في نهر العاصي. سهل البقاع يرسم أجمل لوحة من الألوان المختلفة، ومحمية عميق تسمح لك بالإستماع الى زقزقة الطيور، ونقيق الضفادع. قلعة الإستقلال في راشيا، ومغارة الراهب في الهرمل ونهر العاصي، معالم سياحية إضافية في البقاع، تغني الذاكرة بصور لا تنسى.
قلعة بعلبك
تعتبر قلعة بعلبك من أكثر الآثار الرومانية عظمة، ومن أهم المعالم السياحية في لبنان. تبعد عن العاصمة بيروت حوالى ٨٠ كلم. أنشأها الفينيقيون في أوائل العام 2000 قبل الميلاد، وبنوا فيها أول هيكل لعبادة إله الشمس "بعل". إحتلها الإغريق عام 331 قبل الميلاد، وبدلوا إسمها إلى "هيليوبوليس" أو "مدينة الشمس"، إلى أن سيطر عليها الرومان في القرن السادس قبل الميلاد. وفي الفترة الواقعة ما بين القرن السابع عشر والقرن التاسع عشر، ظهرت العديد من اللوحات التي رُسمت فيها مدينة بعلبك، وكانت لها شهرة واسعة في أوروبا. تتألف القلعة من ثلاثة صروح رئيسية، هي معبد "جوبيتر" الكبير، معبد "باخوس" وهو أصغر حجماً، ومعبد مستدير "فينوس".
مدينة زحلة
زحلة هي مركز القضاء في محافظة البقاع. يطلق عليها لقب "عروس البقاع". تعتبر همزة وصل تجارية بين بيروت ودمشق وبغداد والموصل، لاسيما بعد إنشاء الخط الحديدي عام ١٨٨٥. تشتهر زحلة بنهر البردوني، الذي ينبع من السفح الشرقي لجبل صنين في بلدة قاع الريم، ومنها يصل إلى وادي العرائش، وزحلة، ويصب في نهر الليطاني. ويتميز النهر بوجود المقاهي والمطاعم على ضفافه. لقبت زحلة أيضاً بـ"عاصمة الكثلكة"، و"مدينة الكنائس" فهي تضم حوالى ٥٠ كنيسة. وهي عاصمة المنتجات الزراعيّة الغذائيّة، على الصعيدين المحلي والشرق الأوسطي.
مقام سيدة زحلة والبقاع
يعد مقام سيدة زحلة والبقاع من أبرز وأشهر معالم مدينة زحلة، وهو تمثال برونزي للسيدة مريم العذراء، على قمة برج يبلغ طوله 54 متراً، وهو من المعالم المقدسة والمهمة التي يزورها المؤمنون من جميع الطوائف.
قلعة عنجر
يطلق على بلدة عنجر إسم "حوش موسى". بنى القلعة الخليفة الأموي الوليد بن عبد الملك في القرن الثامن للميلاد، مستعيناً بمهندسين بيزنطيين. وتعدّ قلعة عنجر من أشهر المعالم الأثرية في لبنان. يحيط بها سور خارجي، تبلغ سماكته مترين، وطوله ٧ أمتار. في جدرانها روائع الفن المعماري القديم، والتي ضاعفت جمالها. صنّفت منظمة اليونسكو قلعة عنجر عام ١٩٨٤ موقعاً أثرياً.
نهر العاصي
يشتهر نهر العاصي بالنشاطات الرياضية المائية، بسبب غزارة مياهه، وطبيعة مجراه، إضافة الى تدفقه الدائم، ونقائه، ووجود شلالات داخل المجرى تسمح بممارسة الرافتينغ – الكانوي- كاياك. أقيمت على ضفافه المقاهي والمطاعم. وقع الإختيار على نهر العاصي عام 2003 من الاتحاد الدولي، لإنشاء مركز تدريب، ونادي رافتينغ الذي أطلق عليه اسم Sport Nature، بعدما كُشف عليه بداية التسعينيات، من أول منتخب أولمبي لرياضة الـ Rafting، وهذا ما شجع على نوع من السياحة البيئية في منطقة الهرمل. وقد ازدادت أعداد المشاريع الرياضية المائية، لتصبح سبعة نوادٍ خاصة بهذه الرياضة، كمبادرات فردية، وذلك في محاولة لإحتواء السياح الذين يتوافدون إلى المنطقة، بمختلف أعمارهم ومستوياتهم، والذين تتزايد أعدادهم سنة بعد أخرى.
سهل البقاع
سهل البقاع من أروع المعالم الطبيعية في لبنان، وهو يمتد على طول 180 كلم بين سلسلتي جبال لبنان الشرقية والغربية. وهو من أكثر الأراضي الخصبة في لبنان، حيث يجري فيه أكبر نهرين الليطاني والعاصي. غني بمزروعاته وصناعاته العديدة، منها النبيذ والألبان والأجبان. أما أهم المزروعات، فهي الحمضيات والبطاطا.
شاتو كسارة
شاتو كسارة هو أقدم مصنع نبيذ تم تأسيسه في لبنان، ويعود تاريخه إلى عام 1857، وقد أنشأه رهبان يسوعيون، وهو من المعالم الرائدة التي حافظت على تاريخ صناعة النبيذ في لبنان لأكثر من 156 عاماً. يقدم المصنع مجموعة متنوعة ومزيجاً مبتكراً من النبيذ، أكثر من 25 نوعاً محلياً وعالمياً، وقد حصد شاتو كسارة عدداً من الجوائز العالمية. يمكن لزائر شاتو كسارة القيام بجولة مع المرشدين إلى الكروم، وأقبية النبيذ القديمة، التي يعود تاريخها إلى العصر الروماني.
مغارة الراهب
كانت المغارة ملجأ للنساك والرهبان الموارنة الذين هربوا من سوريا، بعد اضطهادهم هناك. ترتفع المغارة حوالى المئة متر عن الضفة الشرقية لنهر العاصي، وتُشرف على منحدر شديد ينتهي في أسفل الوادي. أضيفت إلى المغارة، التي يُحصّنها موقعها الطبيعي، عدة غُرف تتدرَّج على ثلاث طبقات ذات جُدران مَبنيّة من الطين، ولها نوافذ وقماريات. أقام فيها المسيحيون، وحولوها إلى دير، وبقيت معهم خلال القرون الوسطى، وكذلك أقام فيها تلامذة مار مارون.
قلعة راشيا
بنى الصليبيون قلعة راشيا في القرن الحادي عشر. من معالمها أبنية وأثار صليبية، وآبار منحوتة بالصخر. الأقبية السفلى للقلعة فيها قاعة أثرية، ومخزن، وآثار شهابية تعود إلى العام 1370. بنى الشهابيون مدخل القلعة، والسور والقناطر من الجهة الجنوبية الغربية. أما السور الشرقي، فقد بناه الفرنسيون، مستخدمين حجارة المنازل المحيطة بالقلعة. يطلق على القلعة إسم قلعة الإستقلال، فهي شهدت على إعتقال السلطات الفرنسية عام 1943 رئيس الجمهورية حينها بشارة الخوري ورئيس الوزراء رياض الصلح والوزراء سليم تقلا وعبد الحميد كرامي وكميل شمعون وغيرهم. وتم إطلاق سراحهم في 22 تشرين الثاني 1943، وأصبح هذا اليوم عيد إستقلال لبنان.
محمية عميق
محمية عميق هي عبارة عن بقايا من المستنقعات والبحيرات في سهل البقاع. تم تصنيفها موطناً للطيور المهاجرة من أوروبا وأفريقيا وإليهما. تتميز المستنقعات بجمال ألوانها، وبزقزقة العصافير ونقيق الضفادع. ويمكن لزائريها التنزه سيراً على الأقدام، أو على الدراجة الهوائية. تم إعلانها "محمية محيط حيوي"، مع محمية أرز الشوف، من قبل اليونسكو.