من أبرز صفات المصمم اللبناني المبدع عبد محفوظ أنه لا يخجل من بدايته المتواضعة. حكمته في الحياة "من جدّ وجد". إشتهر بتصميم فساتين الأعراس، ويعتبر أن المرأة التي تختار تصاميمه هي جريئة ومميزة بكل ما للكلمة من معنى. كريستيان لاكروا هو مصممه المفضل، والموضة بالنسبة له هي فلسفة.
نشأته ودراسته
ولد عبد محفوظ في ديسمبر /كانون الأول 1956. درس هندسة الكهرباء والإلكترونيات ونال شهادة الـ TS. رغم تفوقه في مهنته لم ينس ولعه بالموضة والأزياء. عمل مع أفراد عائلته في مصنع للحياكة تولى إدارته شقيقه.
العرض الأول
النقلة النوعية في حياة عبد محفوظ حصلت عام 1995 عندما قرر إبراز مواهبه لا سيما أنه كان يمتلك قواعد المهنة. أقام عروضاً صغيرة ولم يكن يملك المال للعارضة فكان يستعين بعارضة من خشب.
عندما شارك في عرض ميلانو أراد أن يخطو نحو العالمية لكن المبلغ المطلوب كان يفوق إمكاناته المادية. رُفض طلبه مرتين لمقابلة مع منظمي عروض Alta Roma وعندما حصل على الموافقة عرض في روما ضمن أسبوع الموضة Haute couture. ركّز على تصميم فساتين الزفاف لأنها الأسهل للوصول الى الشهرة وقد خصص مجموعة كاملة أطلق عليها مجموعة "حالمة" التي أصبحت مطلوبة بشكل كبير.
الإمكانات المحدودة
في بداياته إعتمد عبد محفوظ على الأقمشة المتوفرة ضمن إمكانياته المادية وعندما رفضت مجموعته الأولى في إيطاليا لعدم تناسبها مع المقاييس المطلوبة، أدرك أنه بحاجة الى فريق عمل متكامل فاستعان بمدير فني ومصممين وخياطين وحضر المعارض العالمية للأقمشة الفخمة.
نجمات إخترن تصاميمه
النجمات اللواتي اخترن تصاميم عبد محفوظ: بيونسيه وسيلينا غوميز وأنجلينا جولي واليزابيث بانكس وليندسي لوهان. يذكر أن هيفا وهبي حضرت العرض الذي قدمه في روما.
نصيحة
نصح المصمم عبد محفوظ المصممين الناشئين بالإبتعاد عن الغرور والتركيز على العمل والخبرة اللذين يساهمان في الوصول الى النجاح.
المرأة الجميلة
المرأة الجميلة بالنسبة للمصمم عبد محفوظ هي التي تعتني بملابسها وشعرها ونظافتها. وعليها أن تلتزم بنصائح المصمم في المناسبات الكبيرة. وأجمل إمرأة برأيه هي جوليا روبرتس.
خبرة 40 سنة
ما يميز المصمم عبد محفوظ عن سواه من المصممين هي خبرة 40 سنة في تصميم فساتين الأعراس. فهو يعيش بين الأقمشة والمعارض والخياطين والمصممين.
المجموعة الأولى
للمجموعة الأولى التي قدمها عبد محفوظ مكانة مميزة في قلبه لأنها شكلت البداية والإنطلاقة، وهو حريص على التدقيق بكل تفاصيل العمل.
دمج الشرق والغرب
سبب نجاح المصمم عبد محفوظ أنه دمج الشرق مع الغرب وأدى الأمر الى التنافس وأصبحت المرأة الغربية تطلب الشرقي والشرقية تطلب الغربي. بالإضافة الى الأفكار المتجددة في تنفيذ التصاميم.
من أقواله
-"أشعر بأن الموضة تعيش معي وترافقني في كل تفاصيل حياتي".
-"الموضة فن يعبر عن شخصية المرأة التي يحاول أن يظهرها وكأنها لوحة تنبض بالحياة والرقي".
-"كل إنسان لديه سر في الحياة وأنا شخص أحب عملي، وأشعر بأني قريب من الناس، وهذا ما دفعني إلى تحقيق حلمي".
- "إرتداء المشاهير لأعمالي وأعمال المصممين اللبنانيين يساهم في توسيع الإنتشار حول العالم، ويرفع من العلامة التجارية".
-"فخور لما يعكسه مصممو بلادي من صورة لبنان الراقية والحقيقية حول العالم".
-"اللبناني محبوب في كل مكان وهذا أمر إيجابي، ففي وقت يركز بعض الإعلام على بعض الأمور السلبية، نعمل نحن كمصممين وفنانين بجهد لإبراز لبنان كبلد الحب والحياة".
إنفجار المرفأ
لم يوفّر انفجار مرفأ بيروت مبنى أو مؤسسة في المدينة وصولاً إلى تلك التي تقع في المناطق المحيطة التي تضررت أيضاً. دُور المصممين في المدينة لحقها الدمار أيضاً إلى حد كبير، خصوصاً أن العديد منها في وسط المدينة وعلى مسافة قريبة من موقع الانفجار. من هذه الدور المتضررة إلى حد كبير دار المصمم عبد محفوظ في وسط بيروت. ففي لحظات قليلة دمّرت جهود المصمم التي بذلها في مسيرته المستمرة من أكثر 30 عاماً. طوال هذه السنوات عمل في هذا المجال الذي عشقه وبذل نفسه فيه.
يوم إنفجار مرفأ بيروت كان عبد محفوظ مع أفراد من فريق عمله برفقة عروس في حفل زفافها اختارت فستاناً من تصميمه. وبعد تلقي الإتصال لإبلاغه بما حصل تملّكه شعور بالعجز ولم يشأ أن يترك العروس لكنه كان يتحرّق للتوجه إلى وسط بيروت لتفقّد الدار التي أنشأها وطورها خلال مسيرته المستمرة منذ أكثر من 30 عاماً ما دفعه الى إتخاذ قرار المغادرة الى الإمارات لأن لبنان على حد قوله أصبح مقبرة للأحلام والأعمار والأرزاق اصبحت في أيدي العابثين بالأقدار.