أبت ألين لحود إلا أن تتنفس فناً وأصالة، وكيف لا؟ وهي من كنف بيت فني، فوالدتها الفنانة الكبيرة سلوى القطريب، والدها المنتج ناهي لحود، وعمّها المؤلف الموسيقي والمسرحي روميو لحود، أورثوها شغفاً في هذا المجال، فكانت على قدر المسؤولية، وأضاءت طموحها بإصرارها وعزيمتها، لتكسر كل حواجز الكسل، فأصبح اسمها يعني الكثير لمتذوقي الفن، وأخلاقها
الحسنة تتحدث عنها، وجعلتها في قمّة الرقي.
هي التي فازت بـ"Charles Trenet International Trophee" في فرنسا، كما نالت جائزتين من مهرجان الموريكس دور، الأولى كانت في عام 2004 كأفضل موهبة واعدة، والثانية على أفضل أداء كممثلة وأفضل مطربة في عام 2013.
ألين التي تعشق المغامرة نظراً لشغفها الفني الكبير، شاركت في الموسم الثالث من برنامج المواهب The Voice بالنسخة الفرنسية، كما أنها دخلت مجال التمثيل، وشاركت في مسلسل "ذهاب وعودة" مع الممثل المصري أحمد السقا، ومسلسل "الرؤية الثالثة" مع الممثل اللبناني بديع أبو شقرا، وغيرهما، ودخلت مجال الكتابة، فكتبت مسلسل "شريعة الغاب" بمشاركة الممثل والكاتب مالك الرحباني.
كما شاركت في المسرح الغنائي بمسرحية "أوبرا الضيعة" مع الفنان اللبناني عاصي الحلاني، ومسرحية "ع أرض الغجر" من ألحان وتأليف المبدع غدي الرحباني، ومن إخراج المبدع مروان الرحباني، ومسرحية "بنت الجبل" للمؤلف الموسيقي والمسرحي الأصيل روميو لحود، والتي سبق أن قدمتها الفنانة سلوى القطريب.
إذاً أعادت الفنانة ألين لحود أمجاد الفن والأصالة، بغنائها أغانٍ فيها عبق الزمن الجميل لفنانين لبنانيين وعالميين، منهم فيروز، صباح، ماجدة الرومي، الياس الرحباني، أسمهان، زكي ناصيف، والدتها سلوى القطريب، تاليا، لارا فابيان، سيلين ديون، وخوليو إيغليزياس، وذلك مع مرور صورهم على الشاشة خلفها.
قدّمت ألين لحود عرضها الفني العريق على مسرح كازينو لبنان، والذي حمل عنوان
Mix & Match من إنتاج NM Pro Arts لصاحبها نديم مهنا، لكن قبل ذلك وجّهت ألين تحية لروح الفنان اللبناني جورج الراسي، الذي توفي منذ حوالى الأسبوعين، بحادث سير أليم، وذلك من خلال تصفيق الحضور له. ولأن الحياة نُكملها بحلوها ومرّها، بفرحها ومآسيها، أغدقت ألين لحود على الحضور إبداعات فنية، روت فيها من هو مشتاق للفن الحقيقي والأصيل، فأطربت الحضور، بمرافقة فرقتها الموسيقية بقيادة المايسترو جوزيف كلّاب، وسط تفاعل الحاضرين وغنائهم معها، رافضة الغناء على طريقة "البلاي باك".
لحضور ألين لحود على المسرح حكاية أخرى، مهما وصفناه لكم سيكون قليلاً، إذ لم يُنعم الله عليها بصوت جميل فقط، بل أنعم عليها عليها بحضور قوي، وكاريزما عالية تلفت إنتباه الجمهور.
أطلّت ألين في الحفل بإطلالتين، الأولى بفستان أخضر، والثانية بفستان أسود، مع شعرها الأشقر المنسدل على كتفيها، وبين الإطلاليتين، شهد المسرح أغاني والدتها الفنانة الراحلة سلوى القطريب، التي غناها الكورال بإحتراف عالٍ، كعربون محبة ووفاء لسلوى.
المنتج نديم مهنا تحدث لموقع "الفن" عن ألين والحفل، فقال :"خلطة فنية لأكثر من 20 فناناً محلياً وعالمياً، وذلك بـ 7 لغات، ألين مؤهلة كثيراً لتغني بشكل مباشر، ونحن كشركة نحب أن نقدم دائماً ما هو غير مألوف، لا نريد أن نقدم أمراً كلاسيكياً، إن كان بمسلسلاتنا أو غيرها".
في الختام نقول، إن ألين لحود أخذتنا بأدائها إلى عالم الأحلام، فكانت ليلة فنية إستثنائية لا تُنسى، وكل أغنية قدّمتها، لها قصة نتجت من أعماق قلب صاحبها، ومن شغف لا يموت، ومن رؤية فنية ثاقبة لا تُضيّع مسارها، ومن خطّ ثابت مليء بالعزيمة، لا يلتوي مهما كثرت أمامه العوائق، ولـ ألين لحود نقول :"إستمري بفنّك وأغدقي علينا به، فالعراقة والجودة الفنية العالية لا يُشبع منهما، كما أنكِ عند حسن ظنّ الجميع دائماً، لكِ من موقع "الفن" ألف تحية، ومحبة وتقدير.
