على الرغم من أن "أنوريكسيا" يتمحور حول الطعام، إنما جذور هذا المرض نفسية، تبدأ عندما تكون ثقة الفتاة بنفسها معدومة، تشعر بأنها بدينة وتحاول خسارة الوزن، لتنجح في هذا القرار، فتجوّع نفسها، تفقد شهيتها وتخسر وزن بشكل كبير، ليتحول فيما بعد إلى مرض جسدي.
وعلى الرغم من أنه يؤثر بشكل شائع على المراهقات والنساء، إلا أن هذا المرض يمكن أن يصيب أي شخص من أي جنس أو عمر أو عرق أو خلفية ثقافية، كما ان الرياضيين والراقصين والمشاهير معرضين بشكل أخطر وأكبر، إذ مهنتهم ترتكز على وزنهم، ما يشكل ضغط نفسي قد يصل الفرد إلى تجويع النفس.
ومن العلامات التي يمكننا ملاحظتها على أفراد هذا المرض، بالإضافة إلى النحافة الشديدة والخوف من زيادة الوزن، عدم تناول جميع وجبات الطعام، رفض تناول الطعام في الأماكن العامة، الشكاوى المتكررة حول زيادة الوزن، أنظمة التمارين الرياضية المكثفة، وإرتداء ملابس واسعة لإخفاء النحافة.
ومن المهم ملاحظة هذه العلامات مبكراً ليتم متابعة المريض لدى معالج نفسي إذا كان يعاني من الإكتئاب أو القلق، قبل أن تسيطر أنوركسيا بالكامل، فلا يتوفر علاج دوائي لهذا المرض، وقد يضطر المريض التوجه إلى المستشفى، ومن المحتمل أن يتوفى.
ومن المشاهير الذين عانوا من هذا المرض، الفنانة الأميركية ديمي لوفاتو التي كانت قد شاركت رحلتها مع محبيها عن الاضطرابات النفسية التي عانت منها منذ صغرها، فلم تكن حياتها سهلة كما في العلن، إذ ديمي عاشت طفولة صعبة، كانت والدتها تتعرض للضرب من قبل زوجها المدمن والذي عانى من الاضطراب الشخصية الحدية (borderline personality disorder) والإكتئاب، إلى أن هربت وإصطحبت معها إبنتيها.
وورثت ديمي عنه هذه المشاكل، لتتعرض لاحقاً للتنمر في المدرسة، ما جعلها تقرر البدء في الحماية الغذائية، إنما الحدث الذي غير مسار حياتها، هو دخولها عالم التمثيل عن عمر صغير، فنجمة ديزني عانت من ضغوطات من قبل الشبكة، لتحافظ على مظهرها ونحافتها، كما تعرضت للإغتصاب من قبل ممثل، ولم تستطع ديمي التعامل مع كل هذه الضغوطات بالإضافة إلى إضطراباتها النفسية، فتوجهت إلى تجويع ذاتها، ونسيان همومها بالمخدرات والكحول عن عمر يناهز 14 عاما.
تحدثت لأول مرة تايلور سويفت في مقابلة صحافية، عن معاناتها مع الأنوركسيا، وكشفت أن السبب الذي دفعها لهذا الاتجاه، هو تعليقات بعض الناس السيئة على صور ينشرها الباباراتزي لها، وظهورها بمجلة تحت عنوان "تايلور سويفت حامل على عمر 18؟"، ومن ذلك الحين وهي تنظر إلى المرآة وتشهر أنها بدينة وبحاجة لخسارة الوزن.
بعد الإنتقادات الحادة التي تلقتها الفنانة العالمية ليدي غاغا بسبب اكتسابها لبعض الوزن، نشرت صورة لها تعلن أنها عانت من البوليميا وهو أيضاً نوع من الإضرابات في الأكل وقد يهدد حياة الفرد، بالاضافة إلى الأنوركسيا، وقالت أنها عليها أن تستمر بالحماية الغذائية والتمارين دائماً، إنما الآن هي تتحسنولن تدع هذه التعليقات أن تعود بها
إلى الوراء.
وبعد المحاكم التي جرت بين كيشا وبين مدير أعمالها، بتهمة إغتصابها، تحدثت عن المعاملته السيئة معها وإهاناته، وكان يحث عليها لخسارة الوزن بإستمرار، ونعتها بـ"البدينة" مرات عدة، هذا ما ولّد شعور الاكراه في نفس لدى كيشا، بالإضافة إلى الضغط النفسي الذي كانت تمر به بعد أن هانها وأساء إليها جسدياً.
ترفض الفنانة العالمية سيلين ديون أن تعترف بأنها تعاني من الأنوركسيا، وتنفي هذه الشائعات دائماً، وقالت أنها نحيفة منذ الولادة وهذا الأمر ورثته من أهلها، وألقت اللوم على برجها الحمل، وتزعم أن أصحاب هذا البرج يتوترون طوال الوقت، وهذا يؤثر على وزنها. وإستمرت بهذه الحجج إلى أن ألغت حفلتها للمرة الثانية بسبب مشاكل صحية، فإعترفت برسالة مبطنة، قالت "صحيح أنني أنحف قليلاً، لكن كل شيء على ما يرام".
أعلنت هيلاري داف عن معاناتها مع الأنوركسيا في فترة المراهقة، وقالت أنها لا تعلم السبب الرئيسي الذي دفعها لتقدم على هذه الخطوة، إنما كانت مهووسة بماذا يجب أن تأكل، وكانت آنذاك في جولة حول العالم، وكانت تشعر أنها لا تملك الطاقة الكافية للعمل،إذ لم تتناول شيئًا سوى الخضار المطبوخة على البخار والدجاج المشوي، وإعترفت أنها لم تكن سعيدة والآن تندم على هذا القرار، كما كشفت وبعد المحاولات العديدة والمستمرة، لم تستطع كسب وزن لمدة عامين.