هي ليست المرة الأولى التي يلعب فيها الممثل طوني عيسى أدوار الشر، لكن لا بد من القول إنه أصبح أستاذها... غريب كيف يستطيع أن يعبّر بنظراته وحركاته بهذه السهولة، ويوصل الرسالة بأسرع طريقة، حتى أن ملامحه التي نراها لطيفة في الأدوار الرومانسية، تصدمنا بحدتها عندما يجسد دور الشرير، فطوني عيسى في مسلسل "العين بالعين"، ساهم في رفع مستوى العمل، وجمّل عقدته التي تدور حوله.
في التفاصيل، يلعب دور "راجي شديد"، الشاب الهارب من العدالة، والذي يعتقد الجميع أنه قد توفي قبل 3 سنوات، تكشفه بطلة العمل، وهو يقتل شخصية مرموقة في البلد، ويطارد البطلة خوفاً من أن تصل الأدلة الى السلطات، ويتم القبض عليه.
عفوية طوني في الأداء، وتمرّسه في تجسيد شخصيات من الشارع، أو بالأحرى من الواقع، جعلاه يقدم السهل الممتنع، فقصة العمل ليست جديدة، إذ أنها كثيرة هي المرات التي شاهدنا فيها أعمالاً تدور قصتها حول ملاحقة الأشرار للابطال بسبب جريمة قتل، لكن ما ميّز هذه المرة، هو أن طوني لبس الدور الذي جاء على قياسه، فمن طريقة حكيه ولفظه البعيدين عن الفذلكة، وحركاته وتصرفاته وإنفعالاته المدروسة، فلا بد من القول إنه أسس الشخصية بنفسه، والواضح أن مجهوده لم يذهب سدى.
الجدير بالذكر أن طوني لا ترتبطه مشاهد وجهاً لوجه بالأبطال في الحلقات السبع الأولى من العمل، ولا يوجد لديه إحتكاك مباشر مع ممثلين كثيرين حتى يساهموا في بلورة مشاهده، ومع ذلك، خطف طوني إنتباه كل من شاهد المسلسل، ليؤكد أنه قادر على حمل مسؤولية فشل أو نجاح مشاهده بمفرده، لذا لا يمكن أن يكون لأحد فضل عليه في حب الجمهور لشخصيته هذه.
لا ننسى طبعاً أن العمل يحقق أصداءً إيجابية بمشاركة النجوم رامي عياش، جورج شلهوب، كريستين شويري، مجدي مشموشي، سامي أبو حمدان، رندة حشمي وختام اللحام.
الجميل في الموضوع أنه على الرغم من تجسيد طوني دور الشر في العمل، إلا أنه كسب مودة الجمهور بشكل كبير، وحصد تعليقات، على مواقع التواصل الاجتماعي، تثني على أدائه بشكل كبير، ليكسر عقد بعض الممثلين، وخوفهم من أن يكرههم المشاهد بسبب عمل أو دور.
هنيئاً لشركة الصباح إنتاجها مجدداً عملاً لبنانياً، ونتمنى أن تستمر شركة الصباح دائماً في دعمها الممثلين، والتصوير والإنتاج في لبنان.