وفاء لم تفقد الحياة من أجل الترف، بل إصطدمت بأزمة صحية لم تكن تتوقعها، علماً أنها كانت قد أجرت فحوصات صحية شاملة في الإمارات العربية المتحدة، قبل جولتها الأوروبية، وجاءت النتائج سليمة، وتأكدت من أنها لا تعاني من أي مضاعفات صحية، إلا أن قدر الإنسان يبقى فوق كل التوقعات، وجاء الموت عبر القلب، الذي حمل هموم الناس وأحزانهم وأفراحهم، وجالت مع هذا القلب معظم الدول العربية والغربية، لتجسد قناعاتها الخيرية والإنسانية بأفضل صورة.
بعيداً عن الأضواء، جمعتني مع وفاء بن خليفة علاقة صداقة، بدأت بتأسيس مجلة "صابرينا"، التي ترأست رئاسة تحريرها، وحصلنا حينها على ترخيصها من لندن، وإنتشرت المجلة في جميع الدول العربية، وبعد الصداقة، تحولت الصلة إلى أخوة، مع تأسيس مؤسسة وفاء الخير، التي كنت فيها نائباً للمدير العام فيها ومسؤولها الإعلامي، وتوسعت آفاق هذه العلاقة، حتى أصبحت فرداً من أسرة الراحلة، وشاركنا جميعاً في جولاتها وتقديماتها ومبادراتها، حتى بدت فكرتها أكثر قوة وتماسكاً وتجدداً، وصولاً إلى تكريمها من قبل زوجة الرئيس الأميركي السابق باراك أوباما، الذي أهداها عقدها الخاص المصنوع من اللؤلؤ.
الرحلة مع الغائبة الحاضرة وفاء بن خليفة لم تكن سهلة، كونها محاطة بالتضحيات من أجل الآخرين، لكنها في نفس الوقت كانت ممتعة، مع إنسانة كان بإمكانها أن تستمتع بالحياة لوحدها، من دون أن تجند طاقتها وثروتها لفعل الخير من دون أي مقابل. لذا كانت وفاء الخير، والمعنى يشبه فكرها وقلبها ووجدانها، وأفعالها التي لم تفرق بين الأديان والأعراق والأشخاص، فالإنسانية من منظورها، لا تعرف لوناً ولا حدوداً.