مرّ ما يقارب الـ 10 أشهر، منذ أن قام الممثل العالمي أليك بالدوين بقتل مديرة تصوير فيلمه "رست"، هالينا هتشينز، في كواليس تصوير الفيلم، وذلك عبر إطلاق النار عليها من دون قصد حسب روايته.
ولا تزال التحقيقات جارية ليفجر مكتب التحقيقات الأميركي "أف بي آي" نتيجة صادمة للقضية، ويجرم أليك بالدوين، ويؤكد ان هو "القاتل".
إليكم تفاصيل القضية، وكيف تطورت الأحداث من شهر تشرين الأول الماضي حتى الآن.
البداية
في الـ 21 من شهر تشرين الأول/ أكتوبر الماضي، وخلال كواليس تصوير فيلم "رست"، في منطقة نيو مكسيكو، قام الممثل الأميركي أليك بالدوين (63 عاماً) بإطلاق النار على مديرة تصوير الفيلم هالينا هتشينز البالغة من العمر 42 عاماً، عن طريق الخطأ أثناء تنفيذ أحد المشاهد الذي كان يتطلب استخدام سلاح خُلَّبي، ما أدى إلى مقتلها وإصابة المخرج بجروح.
وقالت الشرطة الأميركية في بيانها: "إنّ مديرة التصوير هاليانا هتشينز والمخرج جويل سوزا "أصيبا بالرصاص عندما أطلق أليك بالدوين النار في موقع تصوير فيلم "رست" قرب مدينة سانتا في، عاصمة ولاية نيو مكسيكو. وأضافت أنّ هاتشينز نقلت على متن طوافة إلى مستشفى قريب لكنّها فارقت الحياة متأثرة بإصابتها." وكانت شرطة المدينة قالت في بيان إنّ "شخصين أصيبا بالرصاص أثناء تصوير مشهد في موقع تصوير فيلم الويسترن (رست)"، مشيرة إلى أنّ "إحدى الضحيّتين وهي امرأة تبلغ من العمر 42 عاماً.. توفيت متأثرة بجروحها".
ليظهر أليك بالدوين بإحدى الصور التي انتشرت بين رواد مواقع التواصل الإجتماعي، وقد انهار بكاءاً ويسير حاملاً كمامته ويتحدث على الهاتف، بمشهد أثار تعاطف المتابعين.
في أول تصريح له على الحادثة، كتب بالدوين عبر حسابه الخاص: "لا توجد كلمات تعبر عن الصدمة والحزن الذين ألما بي على الحادث المأساوي الذي أودى بحياة هالينا هتشينز، زميلتنا العزيزة والزوجة والأم.." وتابع بالدوين أنه يتعاون عن قرب وبشكل كامل مع الشرطة لمعرفة كيفية وقوع تلك المأساة، وقال إنه على تواصل مع زوج الضحية لتقديم الدعم له ولعائلته التي لا زالت لا تتقبل الخسارة.
إلا أنه وفي ذلك الوقت لم يتم توقيف أليك بالدوين، ولم توجه إليه أي تهمة، وأنه وبحسب البيان الرسمي للشرطة الأميركية، تم إستجوابه من قبل المحققين وأطلق سراحه، كما انه لم يتهم أو يعتقل أي أحد، ويقوم المحققون بمتابعة التحقيقات مع الشهود.
تطورات مختلفة بالقضية
بعد أيام على الحادثة، كشفت وثائق جديدة تداولتها التقارير الصحافية، أن أليك بالدوين قام بسحب المسدس عدة مرات قبل أن يواجه الكاميرا أثناء قيامه بالبروفات الخاصة بالمشهد، وحينها انطلقت الرصاصة من المسدس، وهذا ما أسفر عن مقتل هالينا هتشينز.
وأكدت المدعية العامة بمقاطعة سانتا في ماري كارماك ألتويس، أنه "لن يتم استبعاد التهم الجنائية عن الممثل أليك بالدوين لأن السلاح المستخدم كان حقيقياً".
وتضمنت هذه التقارير إفادة محققي الشرطة الذين قاموا ببعض التحقيقات أسفرت عن تصريحات من أحد العاملين ومشغل الكاميرا ريد راسل، والذين أكدوا أن بالدوين قام بإستلام المسدس وبعد أن قيل له إنه تم تفريغه وأنه لا يشكل خطرا.
وكشفت تحقيقات الشرطة عن وجود كميات كبيرة من الرصاص في موقع التصوير، وكان لابد من إجراء المزيد من التحقيقات حول مصدر تلك الذخيرة ولماذا تم استخدامها، وأضافت التقارير:"جاء ذلك في أعقاب تقارير تفيد بأن المسدس الذي استخدمه بالدوين البالغ من العمر 63 عامًا لقتل هاتشينز عن طريق الخطأ استعمله أفراد الطاقم لإطلاق النار على علب فارغة قبل ساعات فقط من الحادث".
وقام المحققون بعدها بإصدار مذكرة بتفتيش هاتف أليك بالدوين المحمول، حيث يعتقدون ان هناك دليلاً وثيق الصلة بمقتل ألينا هاتشينز، وذلك بسبب استخدام الأفراد للهواتف المحمولة أثناء و / أو بعد ارتكاب الجريمة. "مثل هذه المعلومات، إن وجدت، قد تكون جوهرية وذات صلة بهذا التحقيق."
ليقوم أليك فعلاً بتسليم هاتفه للشرطة، ويأمل المحققون ان يساعدهم ذلك في تحقيقاتهم، ليؤكد بالدوين في رسالة نشرها تعاونه مع التحقيق الخاص بالحادثة، مبرراً الفترة التي انقضت قبل تسليمه الهاتف لعمله على اتفاق مع السلطات ان لا تشمل البيانات التي سيتم نسخها تبادلاته مع زوجته او محاميه.
وفي مقابلة تلفزيونية له، أعلن أليك بالدوين انه لا يعتبر نفسه مسؤولاً ولا حتى مذنباً في مقتل مديرة التصوير ألينا هاتشينز، وقال بالدوين انه لم يطلق المسدس وانه ليس عليه هو من كان عليه التأكد ان السلاح الذي كان يشهره هو غير مؤذ.
وقال الممثل: "لدي شعور بأن شخصاً ما مسؤول عما حدث ولا يمكنني معرفة من هو ، لكنني أعلم أنه ليس أنا. يمكن أن أقتل نفسي إذا اعتقدت أنني كنت مسؤولاً".
عائلة ألينا هاتشيز ترفع دعوى ضد أليك بالديون
في شهر شباط/ فبراير الماضي، رفعت عائلة هالينا هتشينز، دعوى على أليك بالدوين مطالبة بعطل وضرر. واستند محامي عائلة هاتشينز، إلى أن ما حصل هو سلوك خطير من بالدوين، بالإضافة الى عدة معايير في انتاج الافلام لم تتقيد بها ادارة انتاج فيلم "رست"، ما أدى الى وقوع الحادث المأساوي.
وحاول بالدوين تسوية الوضع مع زوج الراحلة، بهدف السماح لفريق الإنتاج باستكمال العمل على الفيلم، الذي كان قد توقف العمل عليه منذ وقوع الحادثة المأساوية.
بالدوين تقدم بطلب تحكيم ضد المنتج الرئيسي في الفيلم ريان سميث، وضد الشركة المشاركة في الإنتاج، ويتضمن الطلب أن عقد بالدوين يحميه من المسؤولية المالية في وفاة هاتشينز، ويحق له أن يجبر المنتج وشركة الإنتاج على أن يتحملا المسؤولية عن جميع الدعاوى القانونية، ويدفعا تكاليف الدفاع عنه.
نتيجة التحقيقات "هو القاتل"
انتهت التحقيقات في قضية أليك بالديون ليفجر مكتب التحقيقات الأميركي الفيدرالي الـ "أف بي آي" نتيجة صادمة تؤكد أنه أليك بالديون هو القاتل، وهو من ضغط على زناد السلاح الناري، الذي قتل المصورة السينمائية هالينا هتشينز بموقع تصوير فيلم "رست".
وأفاد تقرير الطب الشرعب أن البندقية المستخدمة بموقع تصوير الفيلم لم يكن من الممكن إطلاقها دون الضغط على الزناد، ما يعني أن الممثل سيواجه اتهامات جنائية أيضاً. وتؤكد السلطات الأميركية أنها لا تزال تسعى للحصول على سجلات هاتف الممثل، لضرورة مراجعة من قبل المحققين تمهيداً لتحديد ما إذا كان سيتم توجيه اتهامات.