لأنها تعتبر من المؤثرات في المجتمع العربي، لذلك تختار أدواراً تقدم المرأة بشكل مختلف، وكان آخرها دورها في فيلم "كيرة والجن"، والذي تجسد فيه شخصية نسائية لها دور كبير في توقيت صعب في تاريخ مصر، كانت تسعى فيه المرأة إلى الحصول على حريتها من اليشمك.
إنها الممثلة هند صبري، التي تجسد شخصية "دولت فهمي"، واحدة من السيدات اللواتي كن يبحثن عن حقوق المرأة، وتحريرها من كل القيود التي كبلها بها المجتمع، وهو ما أكدته صبري في حوارها مع موقع "الفن"، مشيرة إلى إستعانتها بالعديد من المراجع والكتب، للتوصل إلى تلك الشخصية التي تكاد تكون أسطورية، كما وصفتها.
ما رأيك بردود الأفعال الواسعة التي حققها الفيلم لناحية الجمهور والنقد، بالإضافة إلى تحقيقه نجاحاً كبيراً على مستوى شباك التذاكر؟
سعيدة بكل تلك الأصداء، وبردود الأفعال التي تلقيتها، عقب طرح الفيلم بدور العرض السينمائي، بالإضافة إلى ارتفاع إيرادات الفيلم بهذا الشكل الملحوظ، ما يشير إلى أن هناك جمهوراً واعياً ومحباً للسينما، فالهدف الرئيسي لفيلم "كيرة والجن"، هو توسيع سقف الصناعة، فلقد أثبتت تلك التجربة أننا قادرون على تقديم أعمال توضع في تاريخ السينما، وتؤرخ لفترة زمنية مهمة في تاريخ مصر، وفي نفس الوقت تحقق إيرادات كبيرة، خصوصاً وأن الفيلم حقق ما يقارب الـ 20 مليون جنيه، كما أنني سعيدة بكوني شاركت في هذا العمل، فأنا أعتبرها تجربة ملهمة وغير تقليدية، فالمشاركة في عمل تاريخي تعتبر مغامرة، ولكن لا بد وأن تكون لدينا مصداقية مع التاريخ.
تجسدين في الفيلم شخصية تاريخية غير عادية، وليس لها العديد من التفاصيل في كتب التاريخ.
أنا فخورة بتجسيدي شخصية "دولت فهمي" في الفيلم، وكانت هناك صعوبة في تجسيدي هذه الشخصية التاريخية على الشاشة، فهي لها دور سياسي كبير، وتعتبر رمزاً للنسوية ولها دور قومي، ولكن للأسف، ليس هناك معلومات كافية عنها، فلقد ساعدني المخرج مروان حامد، حيث أعطاني عدة كتب لعاصم الدسوقي ومصطفى أمين، لأنهما أكثر من تطرق إلى شخصية "دولت فهمي"، بالإضافة إلى سهرة تلفزيونية للممثلة الكبيرة سوسن بدر، ولم تكن هناك مادة تاريخية كبيرة، هذا الأمر جعلني أعتمد على جزء من خيالي في تجسيدي للشخصية التي أعتبرتها أسطورية من بدايتها إلى نهايتها. الشخصية لها بعد تراجيدي يغري أي ممثلة، وشرف كبير لي أن أجسد رمزاً من رموز مقاومة الاستعمار البريطاني في مصر، ورمزاً من رموز الحركة النسوية.
الفيلم مأخوذ عن رواية 1919، ما أوجه الشبه والاختلاف بينها وبين الفيلم؟
الفيلم مختلف بعض الشيء عن الرواية، فهناك شخصيات تم التخلي عنها، والتغيير في الأحداث لصالح الفيلم.
هل هناك أمور مشتركة بين هند صبري ودولت فهمي؟
إنها مختلفة عني بشكل كبير جداً، فلا تشبهني إطلاقاً، سواء في مظهرها الخارجي أو طريقتها الاجتماعية، أو في تعاملها مع الآخرين، ولم أكن أبحث من خلال تلك الشخصية عن نقاط إلتقاء مع هند صبري، فالمهم بالنسبة لي في الشخصيات التاريخية التي جسدتها هو قوتها والجانب التراجيدي فيها، والذي يظهر قوة النساء في تاريخنا وحضارتنا، وهو ما لم نسلط عليه الضوء بشكل كافٍ.
ما هي الصعوبات التي واجهتكِ أثناء تصوير الفيلم؟
جميع مشاهدي في العمل صعبة جداً، وخصوصاً لأن الفيلم يناقش حقبة زمنية تاريخية قديمة، كل شيء فيها مختلف عن عصرنا، بالإضافة إلى أنه مليء بمشاهد الحرب والمعارك، لكن الأصعب بالنسبة لي، كان مشهد النهاية، كما أن الفيلم استغرق حوالى 3 سنوات، وكان تحدياً كبيراً، التصوير تم على فترات طويلة ومتباعدة، وهذا أصبح سائداً بعد انتشار فيروس كورونا، كما واجهنا أزمة ثانية بانشغال كل نجم بأعماله الخاصة، سواء في شهر رمضان أو خارجه، حيث توقفنا لفترات طويلة لنجتمع ثانية ونستأنف التصوير، ما أصابنا بالخوف، لأنه من الممكن أن تنقطع علاقاتنا بالشخصيات، لكن مروان حامد، بسبب تفانيه وتركيزه الشديد بالعمل أعادنا إلى شخصياتنا، ونسينا أننا إنقطعنا لمدة 6 أشهر.
"كيرة والجن" ليس العمل الأول الذي يجمعك بالمخرج مروان حامد.
أعمل مع مروان وأنا واثقة في كل ما يقوله، فهو ذكي جداً، ويكون دارساً كل تفاصيل العمل قبل أي خطوة، كما أننا نعقد جلسات عمل كثيرة قبل التصوير، ونركز في التفاصيل الصغيرة، وهذا لا يحدث كثيراً مع مخرجين آخرين، ما يجعل مروان مختلفاً عن أي مخرج آخر، فهو دائم التطوير من ذاته، وينافس نفسه طوال الوقت، وأي فنان يطمئن للعمل معه، وأنا شخصياً أؤمن بقدراته وذكائه، خصوصاً أن الفيلم صور على فترات طويلة، لكنه لم يُشعرنا بأي توقف.
وماذا عن فيلم "فضل ونعمة"؟
من المقرر أن يتم طرحه في دور العرض خلال الفترة المقبلة، وأنا سعيدة بعودة التعاون بيني وبين ماجد الكدواني مجدداً بعد فيلم "أسماء" الذي عرض قبل 11 عاماً تقريباً، فماجد فنان مبدع، وإنسان راقٍ، ومن الممثلين المفضلين بالنسبة لي، كما أنني سعيدة بالعمل أيضاً مع المخرج رامي إمام، فهو تميمة الحظ بالنسبة لي، بعد أن تعاونا معاً من قبل في مسلسل "عايزة أتجوز".
أخبرينا عن مسلسل "في مهب الريح" الذي تصورينه حالياً.
"في مهب الريح" هو إسم مبدئي للعمل المستوحى من السلسلة الدرامية الأميركية الشهيرة "The Good Wife"، المسلسل ليس مختلفاً عن النسخة الأجنبية كثيراً، لكن تم تمصيره حتى يتناسب مع الجمهور المصري، وأنا متحمسة كثيراً لهذه التجربة، فأنا لم أقدم هذه النوعية من الدراما طوال مشواري الفني، وهذا المشروع جرى التحضير له بشكل دقيق ومميز، حتى يخرج على مستوى عالٍ من الاحتراف، ويشارك في بطولته ماجد المصري، وإياد نصار، وجومانا مراد، من كتابة وائل حمدي وشريف بدر الدين، إخراج أحمد خالد موسى، وينتمي إلى الدراما الطويلة، ومن المقرر عرضه قبل نهاية العام الحالي.