كان من المستغرب كيف أن أحداً لم يتابع مجريات حفل الفنان العراقي كاظم الساهر في بيروت الذي أقيم الاسبوع الماضي حتى من خلال مواقع التواصل الاجتماعي، بقيت الزيارة عادية وبعيدة عن الاعلام في مدينة ساند أعلامها الساهر في بدايته، وكانت له الحصن المنيع حتى بلغ أعلى مراتب نجوميته، والاغرب أسعار بطاقات الامسية الفنية التي تجاوزت مدخول المواطن اللبناني العادي بأشواط، وكأن الحفلة كانت للاغنياء والسواح فقط، أما عامة الشعب فليس من حقهم رؤية فنانهم المحبوب.
نقاط ضعف كثيرة واكبت الحفلة التي استقطبت السواح العراقيين بالتحديد، الى جانب الميسورين اللبنانيين، الا انها لم تحصد عدد الحضور المطلوب، لذا تم اللجوء الى دعوات مجانية بغية اظهار الصورة وكأن ثمة معجزة قد حصلت في بلد بعيش ناسه تحت خط الفقر من سنوات .
حفلة كاظم الساهر ستذاع من خلال احدى المحطات الراعية لها إعلامياً، والصورة ستوحي بعدد مهول من الناس حضروا لمشاهدة القيصر، الا ان الحقيقة أن أهل بيروت تحديداً لم يتمكنوا من مشاهدته او سكان المناطق الاخرى، لان امكاناتهم المادية لا ترتقي الى حفل برسم الأغنياء دون غيرهم.