أحبت الموسيقى منذ طفولتها، ولطالما كانت نجمة في نظر كل من عرفها، ثابرت وإجتهدت، ونالت أعلى الشهادات من أرقى المعاهد والجامعات في العالم، وألفت الموسيقى، وقادت الأوركسترات الدولية التي عزفت موسيقاها، كما غنت الأوبرا على أشهر المسارح في لبنان وخارجه.
إنها رئيسة المعهد الوطني العالي للموسيقى والمؤلفة الموسيقية والسوبرانو د. هبة القواس، التي إختارها "الإتحاد اللبناني لسيدات الأعمال والمهن BPW Lebanon"، لتكون عضو شرف فيه عن العام ٢٠٢٢، وستتسلم القواس بطاقة عضوية ذهبية في المقر الجديد للكونسرفتوار الوطني الذي هو قيد الإنشاء في منطقة ضبيه.
موقع "الفن" إلتقى د. هبة القواس، وكان لنا معها هذه المقابلة.
ألف مبروك د. هبة توليكِ منصب رئاسة الكونسرفتوار الوطني، كم أنتِ متأملة في تحسين الأوضاع في الكونسرفتوار، في ظل الظروف الصعبة التي يعاني منها لبنان واللبنانيون؟
أنا إبنة هذه المؤسسة ومسؤولة فيها، وإبنة هذا البلد، ووضع الكونسرفتوار يشبه وضع كل شيء في لبنان، وأحمل هم كل العاملين فيه، وبالتعاون مع الصحافة ووسائل الإعلام، سنظهر الصورة الحقيقية للكونسرفتوار، من خلال النشاطات التي سنقوم بها، كي نقول إن الإبداع والموسيقى لا نتعامل معهما مثل تعاملنا مع باقي القطاعات، لأن لهما خصوصية، فالموسيقى هي التي تعبر الحدود، والموسيقي نادر وجوده من ناحية الموهبة والدراسة الأكاديمية، ونادر أكثر أن يصل إلى الدراسات العليا.
ماذا عن خطة العمل التي وضعتِها؟
أنا وضعت إستراتيجية كبيرة، سنلتقي فيها مع دول عربية وغربية، لنقدمأعمالاً جديدة، ونشع إشعاعات تشبهنا، فالكونسرفتوار هو صرح موسيقي بجناحَيه العربي والعالمي، ونحن نقدم الموسيقى العربية والموسيقى العالمية، إن كان بالأوركسترات أو بالتعليم، وأنا سأستخدم خبرتي وعلاقاتي ومؤسساتي وعلاقاتها لمصلحة الكونسرفتوار.
ما سر العلاقة المميزة التي تجمعكِ بالعديد من الدول العربية وغيرالعربية، إذ إن العديد من السفراء، زراوكِ في مكتبكِ في الكونسرفاتور ليباركوا لكِ، وبحثوا معكِ في شؤون التعاون بين دولهم والمعهد الوطني العالي للموسيقى؟
ما قوّى علاقاتي بالدول العربية وبعض الدول غير العربية، هو لأنني مؤلفة موسيقية، وأهم أوركسترات العالم عزفت موسيقاي، فهناك دول كثيرة قدّرت ما قمت به للعالم العربي، فأصبح لي فيها علاقات مميزة، ولأنني لبنانية، إعتبروا أنني حملت كل دول العالم العربي، وسافرت معها إلى كل العالم.
أطلقتِ مؤخراً أغنية "معجزة"، التي تحكي عن التربة، ما الرسالة من هذا العمل؟
نحن نخسر التربة، وعندما نخسرها، نخسر الإنسان، فكل المعادن والفيتامينات الموجودة في التربة لا تتوفر في ما نتناوله، فنحن نأكل هواء وبلاستيك ومواد كيماوية، فهذه التربة تتفكك، ونحن منها "أذكر يا إنسان أنك من التراب وإلى التراب تعود"، ولذلك وضعت شعار "Save Soil" على فيديو الأغنية، لأن الإنسان بطمعه للمال والسلطة وإلى غيرهما، ينسى أن التراب يعني هو، فيبتز التراب، في حين أنه يبتز نفسه من دون أن يدري، فإذا لم نهتم بالتراب، ونعيده إلى أصله، فإن البشرية سوف تتجه نحو مسار آخر، ومن هنا أحببت أن أضع يدي بيد سادغورو الذي يجول العالم، ولديه هذه الرسالة للتحذير من الخطر الحاصل على التربة، والذي يهدد كل المخلوقات الموجودة على الأرض، خصوصاً الإنسان الذي هو واحد من الذين يأكلون من هذه التربة.
كيف ستوازنين بين عملك في الكونسرفتوار وعملك في أكاديمية هبة القواس التي تتضمن رؤية مستقبلية للارتقاء بمواهب الجيل الشاب في الغناء العربي والأوبرالي والتأليف الموسيقي واحتضان هذه المواهب وتدريبها وصقلها ورعايتها فنياً، وكذلك عملك في مؤسسة هبة القواس الدولية؟
أتمنى أن أستطيع أن أوازن بين مؤسساتي وعملي في الكونسرفتوار، في المرحلة الحالية كل زخمي سيكون للمعهد الوطني العالي للموسيقى، لأنه يجب أن نعطيه كل طاقتنا في هذه المرحلة الصعبة، والأكاديمية والمؤسسة ستتعاونان مع الكونسرفتوار لدعم المواهب.
ما هي المشاريع المقبلة لمؤسسة هبة القواس الدولية التي أطلقت مبادرة "بيروت في منازل الذاكرة" لترميم أبنية تراثية مأهولة تضررت بسبب إنفجار مرفأ بيروت؟
نعمل على مشاريع لها علاقة بذاكرة بيروت، والذاكرة لها أبعاد، حتى بالتراث الشفهي، وبأشياء بدأت تُهمل سنعيد جمعها.
غنّيتِ "لبنان عد أملاً"، ما الذي علينا فعله ليعود بلدنا أملاً؟
يجب أن يعمل كل واحد منا بصدق، وبكل طاقته وقدراته، أنت تعمل كثيراً في مجالك، وأنا كذلك، وإذا عملنا كلنا مثلما نعمل في الكونسرفتوار، يصبح البلد أملاً، الأمل هو دائماً في بناء الثقافة، والعمل الإبداعي هو الذي يؤسس لثقافة كل بلد، والتي بدورها تبني حضارته.