قدم الممثل اللبناني ميشال حوراني خلال مسيرته الفنية العديد من الأدوار التي لاقت نجاحاً وتميزاً، وطبعت بأذهان الجمهور وساعدته على صعود سلم النجاح درجة بعد درجة، وأثمرت عن النتيجة التي سعى لها.

من "الهيبة"، إلى "البيت الأبيض"، إلى "أدهم بيك"، إلى "قلبي دق"، إلى غيرها من الأعمال وصولاً إلى أحدث أعماله التي عرضت مسلسل "والتقينا" وهو أول بطولة له حتى يكون ثمرة جهوده.

كان لموقع "الفن" لقاء خاص معه، تكلم خلاله عن ثنائيته مع الإعلامية والممثلة نوال بري، عن رأيه بأصداء المسلسل وعن الأعمال التي يحضّر لها.

البداية من أحدث مسلسلاتك "والتقينا"، هل برأيك لاقى المسلسل الأصداء المطلوبة؟

لم يمر مسلسل "والتقينا" قصة وسيناريو غادة كلاس، مرور الكرام على الشاشات أو المشاهدين، فقد إستطاع أن يخلق حالة من الجدل وإختلاف الآراء تجاهه، خاصة على الأمور الفنية، التي يمكن أن تطال أي عمل، كما استطاع أن يقدم مادة مختلفة عن ما يطرح في الدراما المحلية.

أما الأصداء فكانت إيجابية، إذ إستطاع المسلسل أن يلمس الناس، ويحاكي مواضيع حساسة من حياتهم اليومية.

رأينا في المسلسل تطرق لموضوع الإنتخابات والسياسة وقضايا الفساد، وهي أمور نعيشها في واقعنا، هل ترى أن الرسالة وصلت؟

طرح مسلسل "والتقينا" مواضيع مرتبطة بحياتنا بشكل كبير، من الفساد، الدعوة للتغيير عبر المشاركة في الإنتخابات، وكلها مواضيع حساسة، وأتت في وقت حرج، في الأسبوع الذي سبق الإنتخابات النيابية، وجميعنا كانت لديه تطلعات للتغيير، وهذا الأمر الذي سلط المسلسل الضوء عليه، والجمهور يقرر إذا نجح في إيصال الفكرة أم لا، ولكن إستطاع أن يحرك الموضوع ويخلق حالة من التفاعل شهدناها على مواقع التواصل الإجتماعي، أكدت أن المسلسل يحاكي فعلاً الهم اليومي للأشخاص، ويحث على التغيير، وأعطى نتيجة فعلية على الأرض، مع أني لا أريد أن أحمّله أكثر من طاقته كعمل فني، ولكننا إستطعنا على لسان الكاتبة، أن ندعو إلى التغيير وأن نحرّك النفس التغييري.

دور "مجد" حمل قضية مهمة، وأبرز الفرق بين الطبقة السياسية المتهمة بالفساد عبر السنوات وبين عائلاتهم، على الصعيد الشخصي، هل أنت مقتنع بالفكرة التي قدمتها، وهل ترى أن هناك أشخاص ظلمت بسبب إنتماءاتهم؟

أهمية دور "مجد الصايغ"، أنه طرح نموذجاً جديداً لوريث العائلة السياسية، وهو الوريث المتمرد على عائلته والطبقة السياسية الفاسدة، ويحاول خلق تغيير، والهدف منه تسليط الضوء على فكرة التمرد على الفساد والظلم الموجودة في داخلنا جميعاً، وأنا أديت الدور في هذا الإتجاه، والتفاعل الذي حصلنا عليه دليل على أن الجمهور كان يرى بمجد الصايغ الشخص المنقذ وهذا نموذج نحن بحاجة له، هذا النموذج موجود في حياتنا كفكرة، نستطيع أن نعيشها ونعلّي الصوت ونغيّر.

وعلى الصعيد الشخصي أنا مقتنع بقضية مجد، وتبنيتها ودعوت الناس لكي يقولوا لا للفساد، ويمكننا أن نجد طريقة لنبدأ بهذا الطريق.

وطبعاً هناك أشخاص ظلمت بسبب انتمائها، كما هناك العديد من الأشخاص الذين ينتمون لعائلات سياسية ولكن لا يتبنون أفكارها، وهناك أشخاص إستطاعوا أن يقوموا بردة فعل ضد سياسة أهلهم.

يعدّ دورك في مسلسل "والتقينا"، أول بطولة مطلقة لك، هل أنت راضٍ عنها؟

شكّل مسلسل "والقينا" نقطة تحول ونقطة أساسية في مسيرتي كممثل، لعبت العديد من الأدوار الأساسية والبطولات الجماعية، رسمت لي صورة مهمة، ولكن "والتقينا"، كأول عمل بطولة مطلقة، وشخصية محورية كان فخراً كبيراً، وأكد لي أن الإنسان الذي يعمل بجدية ويحترم مهنته والجمهور يلقى النتيجة المطلوبة، إضافة إلى الإشادة الكبيرة التي حظي بها هذا الدور والمسؤولية التي تحملتها، كل هذا جعلها تجربة ناجحة جداً وعلى قدر التوقعات، ومن دون غرور، الأصداء الإيجابية على المسلسل كانت أكثر من المتوقع، أكدت لي مدى إحترام الجمهور لعملي ومدى تقديرهم لمسيرتي الفنية وطاقتي، وهذه أهم جائزة بالنسبة لي.

أيضاً فكرة خروج البطولة المطلقة من الأشخاص النمطيين الموجودين على الساحة، تطلب جرأة من المنتج والتلفزيون، وكان هناك دور أساسي للمنتج مروان حداد و"مروة غروب"، وثقته بي، وأيضاً لشاشة الـ Mtv والتي تجمعني بها محبة كبيرة.

أيضاً جمعني المسلسل بعدد من النجوم الكبار مثل جهاد الأطرش، وفاء طربيه، عصام الأشقر وغيرهم، وكان هذا بمثابة متعة لي، وأيضاً مع المخرج أكرم الريس، والذي قدم كل طاقته للعمل، مخرج واعد جداً، وأفتخر أنه كان أحد طلابي في الجامعة، وأنا الأستاذ أمثل الآن تحت إدارة تلميذي السابق.

إنتقادات كثيرة وجهت لأداء الإعلامية والممثلة اللبنانية نوال بري، هل كان لهذا الأمر تأثيراً سلبياً على المسلسل، وعلى ردات فعل المشاهدين، وكيف تصف التعامل معها؟

أي عمل فني قابل للإنتقاد، ويطرح نقاشاً وتساؤلات، وخاصة عندما تكون البطلة بأول أدوارها كبطولة وثاني أدوارها التمثيلية، ما أريد قوله وأصر عليه هو أن الجمهور هو من يقرر نجاح الممثل، إذا كان يليق بدوره أو لا، وليس من التجربة الأولى طبعاً، هو من يقرر إذا كان سيتابع المسلسل أو لا، نحن نعمل للجمهور.

أما على الصعيد الشخصي، تجربتي مع نوال بري كانت جيدة جداً، ينطبق عليها التعاون، القرب، وتشارك الهم نفسه في إنجاح العمل.

عادة ما تلقى الثنائيات في قصص الحب تفاعلاً كبيراً بين الجمهور، ما رأيك بثنائيتك مع الإعلامية والممثلة نوال بري، ماذا كان ينقصها حتى تجد التفاعل المطلوب؟

برأيي وأعيد القول، الجمهور يقرر إذا أحب ثنائيتي مع نوال أو لا، وبالتالي هذا السؤال يوجه للجمهور، ولكن من وجهة نظري، جمعتني بنوال كيمياء خاصة وأنها كانت قصة حب وعلاقة، وعبر عن هذا الأمر الجمهور الذي أحب هذه الثنائية وعبر عن إعجابه بها. لكن السؤال "هل ممكن أن تكون أفضل" جوابه يمكن أن يكون نعم أو لا، لا يمكننا أن نحسم الأمر ولكن من جهتي ومن جهة نوال كانت النية في النجاح موجودة والإصرار موجود.

محبينك يعتبرون أنك لم تحصد بعد النجومية التي تستحقها، والنجاح الذي يليق بموهبتك، ما رأيك بهذا الأمر؟

عادة ما كانت يطرح علي أسئلة حول عدم تقديمي مسلسلات من بطولتي المطلقة، وكنت أعلم أن المحبين يتمنون لي هذا الشيء، أنا كممثل عملت بجدية، إحترمت مهنتي ونفسي والجمهور، بنيت إسماً لائقاً على مدى السنوات، وهذا التراكم للتجارب لا بد أن يلقى نتيجة والتأخير لا يعد مشكلة، المهم أن يصل الممثل في نهاية المطاف.

شهدت مسيرتي الفنية تصاعداً ثابتاً، وهذا خط جيد وأتت هذه البطولة المطلقة لتثبت رأي الناس وثقتهم بي. صحيح أنا شخص متواضع، ولكني أمتلك ثقة بالنفس وأعلم أني أستحق أن أكون في هذا الموقع نظراً لموهبتي ومهاراتي وحضوري ومظهري، عسى أن تكون بداية جيدة لأعمال مشابهة، الأمر يتطلب فقط الصبر والنفس الطويل والعمل على نفسي وصورتي وإسمي.

تقوم في الوقت الحالي بتصوير مشاهدك في مسلسل جديد في تركيا، ماذا تخبرنا عن الشخصية، وماذا تنتظر من العمل؟

بالنسبة للمسلسل الذي يتم تصويره في تركيا نحن لسنا مخولين في الوقت الحالي أن نعطي أية معلومات عنه، ولكنه للـ MBC، مؤلف من 90 حلقة، وأنا أؤدي شخصية أساسية، إلى جانب عدد من الممثلين من لبنان ومن سوريا، ومن المقرر بثه على الشاشات والمنصات في أيلول/سبتمبر.

هذا العام حمل لمسيرتي الفنية العديد من المراحل الجديدة، من تقديمي دور أساسي في الدراما المحلية، إلى مشاركتي في عمل عربي مشترك، والفيلم الأجنبي من إنتاج كندي- لبناني، وصورت منذ عام تقريباً مشاهدي في فيلم "Valley of Exile"، للمخرجة الإيرانية أنّا فاهر، من إنتاج كندي- إيراني، وتم إختياري لأكون البطل اللبناني في هذا الفيلم، ومن المتوقع عرضه في أحد المهرجانات الدولية قريباً، وكان فخراً كبيراً لي إختياري لهذا العمل بناءً على قدراتي الفنية. أيضاً هناك فيلم "الرب يراني"، فيلم روحي عن حياة الطوباوي الأخ اسطفان نعمة من إخراج طوني نعمة.

بالعودة إلى المسلسلات القديمة، أي من المسلسلات والأدوار تعتبرها إنطلاقتك الفعلية في عالم التمثيل؟

بالنسبة لي، كل عمل كان عبارة عن خطوة جديدة في مسيرتي، طبعاً هناك أعمال كانت أفضل من غيرها، ولكن في حال قررت أن أراجع حياتي المهنية، أعود لأول عمل قدمته، فيلم "القديس كفيفان"، إلى مسلسل "فاميليا"، مسلسل "بين السما والأرض" بدور كان فيه تحدٍ كبير وصعوبة، وشكّل إنطلاقة لي، مسلسل "ضحايا الماضي"، مسلسل "تحليق النسور"، أما في الفترة الأخيرة، يمكننا الحديث عن مسلسل "قلبي دق" الذي أعطاني جماهيرية واسعة، ومسلسل "متل القمر"، بدور "فريد أسمر"، الذي اعتبره الجمهور ظاهرة، بسبب طريقة أدائه ومظهره، أيضاً مسلسل "الهيبة" لشركة الصباح، مسلسل "ولاد تسعة" مع الفنانة اللبنانية نيكول سابا لشركة الصباح، ويعتبران نقلة نوعية لي على صعيد المسلسلات العربية المشتركة. مسلسل "أدهم بيك"، مسلسل "راحوا" بدور إستثنائي، حتى نصل إلى مسلسل "والتقينا".

من من الممثلات تعتبر أنك قدمت معها الثنائية الأقرب إلى قلبك؟

بالنسبة للثنائيات، كل شخص قدم لي إضافة مختلفة، مثل مسلسل "قلبي دق"، والثنائية مع سينتيا زينون التي سيطرت عليها العفوية والقرب والطبيعية، وأيضاً مسلسل "ولاد تسعة" مع نيكول سابا، والذي كان التعاون الأول معها ومتعة على الصعيد الشخصي والفني، وأيضاً ثنائية "فريد الأسمر وزلفا" في مسلسل "متل القمر"، فتركيبة هذه الثنائية والعلاقة المتوترة بينهما وسلطة فريد والشغف الكبير في زلفا كانت كلها مهمة، "الهيبة" مع روزينا لاذقاني حتى مشاهدي القليلة مع نادين نسيب نجيم وحالة الإنسجام التي سيطرت عليها، "البيت الأبيض" مع جويل داغر.

بين التدريس والتمثيل، أية مهنة تجد نفسك بها أكثر، وهل تعتبر أن التمثيل يمكن تدريسه، أو يعتمد على الموهبة فقط؟

طبعاً أختار التمثيل، أحب التدريس كثيراً وعملت في هذه المهنة لحوالى الـ 16 سنة، ولكن إخترتها حتى يكون عندي إستقرار مهني ومادي، ولكن مهنتي الأساسية هي في التمثيل، مع أنني عملت في التدريب، والإخراج المسرحي، إذ لا أستطيع أن أضع طاقتي في مكان واحد، يجب أن أستفيد منها في مختلف المجالات، حتى في البرامج التلفزيونية، والكتابة.

لا يدرّس التمثيل بالمعنى الحرفي للكلمة، يمكن تمرين الإنسان على المهارات والتقنيات، وأنا لا أؤمن بوجود موهبة في التمثيل، أي شخص يملك الإحساس يمكنه أن يتعلم كيف يتعامل مع إحساسه ويخرجه، يأتي التمرين والتدريب والخبرة لإعطائنا المهارات، ولكن ليس من الضروري أن نصبح ممثلين بارعين، فالدراسة إذاً تطور المهارات، وطبعاً هناك أشخاص جاهزون بتركيبتهم للتفاعل مع المشاعر حتى لو لم يأخذوا دروساً في التمثيل. أيضاً على الممثل أن يقدم عدة أعمال وعدة شخصيات وعدة مواقف حتى يطلق عليه لقب ممثل.

في ظل الظروف السيئة التي يعيشها البلد، هل تفكر في الهجرة بشكل دائم، أو تفضل البقاء في لبنان؟

لا أنا لا أفكر بالهجرة، مع أن معظم عائلتي مهاجرة، ولكنني أحب بلدي جداً، ومرتبط به، بعالمي وشعبي وعملي، نحن نناضل ونحارب هذه الظروف الصعبة، وأتمنى أن نبقى صامدين وأن تكون لدينا القدرات المادية والمعنوية، باقٍ هنا وسنحاول أن نخلق التغيير حتى نتمكن من العيش في بلد يليق بنا، وبطاقاتنا وطموحاتنا، وأتفهم المهاجرين طبعاً.