تمر السنوات من جانبه، وكأنها مجرد أرقام زمنية، لا حول لها ولا قوة، إلا أن تعترف بخسارتها أمام وهج ألقه، وصحيح أن للزمن علينا حقاً في سُنة الحياة، إنما بعض من وجد من البشر، تحولوا إلى حالة من الاشتعال الدائم بالنجومية، فأحرقت كل ما من شأنه أن يقيدها بسنوات.
هو السوبر ستار راغب علامة، الذي قهر الأيام والساعات بحلوه وفنه وإستمراريته. راغب علامة مراحل زمنية، ومحطات مجبولة بالنجاح، جعلت منه رقماً صعباً في عالم الغناء في لبنان والعالم العربي.
مما لا شك فيه، أن عمر السوبر ستار لا يقاس بثلاث عشرينيات، مقياس هذا الاستثنائي هو ولادته في السابع من حزيران/يونيو، هذا التاريخ الذي حفر إسماً فنياً باتت محبة الناس له بحجم حب الوطن.
راغب علامة الذكي الحاذق، أدرك من أين وكيف تُؤكل وتُلتهم كتف الفن في الزمن الصعب والجميل. أدرك كيف يحاكي الشباب بالموسيقى وبكلمات أغنياته، فعاصر أجيالاً كبرت على استماع الفن الذي يقدمه، في دلالة واضحة على قدرته على التواصل مع الأعمار والأجيال كافة، في حلقة تعكس وتبرر سبب استمرارية هذا النجم.
راغب علامة ليس نجماً فقط، إنما هو قامة فنية على مستوى وحجم الوطن، له من الآراء الوطنية ما يجعله فخراً لنا، وصورة حقيقية عن لبنان الحلو الذي نحلم فيه.
راغب علامة صاحب رؤية سياسية تحاكي الدولة المؤسساتية، وتحاكي الإنسان ليحظى بالحد الأدنى من حقوقه، في بلد تائهة حقوقه بين أقبية الزعماء.
راغب علامة ليس من أتباع الزعماء على الاطلاق، بل هو من أمراء الوطن والوطنية، حتى بات بينه وبين الحرقة على ما آلت إليه الأوضاع في لبنان، قصة تروى في الإنتماء للأرض، فهو مدرك أن "حبة من تراب هالوطن بكنوز الدني".
راغب علامة يحتفل بعيده محاطاً بعائلة صغيرة، فخورة بإسم حجر زاويتها، وبعائلة كبيرة تخطت حدود المحيط والخليج، جعلت منه السوبر ستار الذي لن يتكرر في تاريخ الفن الحديث.
في عيده، أسرة موقع "الفن" تتمنى لنجمنا المحبوب دوام النجاح والتألق والصحة، والعلامة الفارقة في كل شيء.
إشارة إلى أن عيد علامة تزامن مع إطلاقه أغنية جديدة تحقق نجاحاً كبيراً، تحمل عنوان "تعاليلي"، من كلمات محمد عاطف، ألحان أحمد زعيم وتوزيع موسيقي توما. هذا العمل الفني الذي يحاكي قصص العشاق من دون مواعيد، حيث تتقد أواصر الحب من النظرة الأولى، لتتوج بطلب اليد أمام كل الناس، لتصبح حكاية تتذكرها الأجيال.