"العنف ضد المرأة هو السل"، بهذه الكلمات تُظهر منظمة الأمم المتحدة مدى خطورة العنف ضد النساء اللواتي يتعرضن لشتى أنواعه (الجسدي واللفظي)، لذلك اتخذت من 25 تشرين الثاني يوماً لتسليط الضوء على هذه الآفة التي تهيمن في كافة انحاء العالم.
العنف ضد المرأة ليس وليد اليوم، فعلى مدى أزمان كانت المرأة محور حديث الكثيرين الذين ينظرون لها نظرة دونية، على عكس كل العبارات التي تعطي المرأة حقها منها "المرأة نصف المجتمع" لكن فعلياً هي عبارات قد حفظناها عن ظهر قلب، لكنها لم تطبق دائماُ.
المرأة هي أكثر من ذلك بكثير، فهي الأم، المربية، الأخت الحاضنة والبنت الفاضلة، وكما يقول الثائر شي غيفارا "علموا أولادكم أن الأنثى هي الرفيقة هي الوطن هي الحياة".
ومع تطور العلم وثقافة المجتمع والقوانين والتوعية القانونية بعواقبها والسعي وراء طرق مكافحتها، قلت هذه الظاهرة، ولكنها ما زالت موجودة.
"فاتن أمل حربي" من أهم الأعمال الدرامية التي عرضت في رمضان الفائت، حيث ارتأى القائمون عليه أن يوصلوا رسالة مهمة، ويسلطوا الضوء على آفة إجتماعية، لطالما عانت منها المرأة العربية في مجتمعاتنا.
الممثلة نيللي كريم جسدت في المسلسل شخصية المرأة المعنفة من زوجها، الذي يلعب دوره الممثل شريف سلامة والذي حكم القانون لصالحه ومنعها من حضانة ابنتيها بحال قررت الزواج من جديد، فرفعت دعوى قضائية ضد قانون الأحوال الشخصية، وطالبت بتعديل بنوده ومواده.
من هنا يمكن القول إن القوانين التي تخص المرأة حان وقت تعديلها والنظر في أمرها، لأنها لا تعطي المرأة كافة حقوقها. نيللي كريم لطالما تختار المواضيع الإجتماعية الصعبة في مسلسلاتها لكنها تلقي الضوء، على حلول كثيرة لمشاكل اجتماعية، أما بالنسبة للقوانين الدينية، فهي جرأة أن تخوض بمواضيعها لأنها مسائل دقيقة بين الدين والقانون، لكن "فاتن أمل حربي" جذبت تعاطفنا معها لأنها الأم المثالية التي تريد حضانة طفلتيها القاصرتين وحمايتهما، مثلما تشعر كل أم صالحة بغض النظر عن الشرع والدين.
كان التحدي في "فاتن أمل حربي"، من سيغلب الآخر القوانين الدينية أم الأمومة والعاطفة؟