حالة من الإنقسام حول الشخصية التي قدمها في الموسم الأقوى درامياً، والتي نافست العديد من الشخصيات التي تم تقديمها على الشاشة، وعلى الرغم من ذلك، إلا أنه يكره كلمة "المنافسة"، ويرى أنه يركز على الدور والنص ليقدم أفضل ما لديه من دون المقارنة مع الغير.
أطل علينا في شهر رمضان الماضي في مسلسل "فاتن أمل حربي" للمخرج ماندو العدل، الذي راهن عليه بقوة، ولكنه العمل الأول الذي يجمعه بالكاتب إبراهيم عيسى، وأيضاً بالممثلة نيللي كريم.
إنه الممثل شريف سلامة، أو "سيف الدندراوي"، الذي واجه بسببه العديد من الإساءات ورسائل التهديد على مواقع التواصل الاجتماعي، من السيدات بشكل خاص.
وفي حواره مع موقع "الفن"، كشف الكثير من كواليس العمل، وكيفية تحضيره للشخصية، وغيرها من الأمور.
ما سبب إختيارك مسلسل "فاتن أمل حربي" لتطل به على الجمهور في شهر رمضان؟
في العادة دائماً ما أختار العمل الذي أقدمه في هذا الموسم بعناية كبيرة، لأني أختار عملاً واحداً فقط، وفي هذا الموسم اخترت مسلسل "فاتن أمل حربي" لأني تحمست له وبشدة، فمنذ أن قرأت النص، كنت أشعر أنني أمام ورق عظيم، فهو يحتوي على دراما قوية جداً، وسخية، تهم الأسرة والمجتمع ككل، بالإضافة إلى أني جسدت في المسلسل دوراً لم أجسده من قبل، فأنا بطبعي أبحث عن الإختلاف، وهذا ما وجدته في هذا العمل، كما أن المسلسل مليء بالعناصر الفنية المتكاملة والمميزة، والتي تمكنت من جذب المشاهد، وجعلت من المسلسل واحداً من أهم الأعمال الدرامية المعروضة هذا العام.
بالتأكيد أن نص الكاتب إبراهيم عيسى أثار فضولك عند قراءته.
أكيد، خصوصاً وأنه أول عمل درامي له على شاشة التلفزيون وليس على السينما، ولذلك كان حماسي لهذه التجربة مضاعفاً، وهذه التجربة متفردة لمناقشتها موضوعاً وقضايا تخص المرأة، وقانون الأحوال الشخصية الذي مرّت عليه سنوات طويلة، وبشكل عام الدراما الأسرية هي أقوى أنواع الدراما، فالأسرة هي المجتمع، والمشاكل الأسرية والزوجية تؤثر سلباً في شخصية الأطفال، وهذا أهم شيء على الإطلاق، والعمل قدمها بشكل مركز وبتفاصيل مهمة.
وكيف كانت تحضيراتك لشخصية "سيف"؟
تعاملت مع الشخصية منذ أن قابلتها على الورق أولاً، وبعد عدة جلسات عمل مع المخرج ماندو العدل والمؤلف إبراهيم عيسى، اتفقنا على أنها نموذج مُعبر عن الكثير من الرجال، الذين يستخدمون العنف ضد المرأة، ومن منظور إنساني أولاً، فمع جلسات العمل، اكتشفت في تاريخ الشخصية أن "سيف" لديه حب امتلاك ويتعامل مع زوجته وكأنها لعبة لا يملكها أحد غيره، حتى في تفكيره، وأيضاً أفعاله كانت تعبر عن ذلك، بالإضافة إلى رغبته الشديدة في تنفيذ كلامه على زوجته. ورؤيتي من البداية للشخصية كانت من منظور مختلف، لذلك جسدتها بالشكل الذي ظهر للجمهور، ولكنها احتاجت إلى العديد من التحضيرات النفسية والعصبية بشكل كبير، والبحث عن مفردات، ومعطيات الشخصية، وطقوس وطريقة تفكير مثل هذه الشخصية.
وكيف وجدت العمل مع المخرج ماندو العدل؟
هذا ليس العمل الأول الذي يجمعني بماندو، فلقد عملنا معاً سابقاً في مسلسل "الخروج"، وهو من المخرجين الذين أحترمهم بشكل كبير، لأنه يقدم العمل بشكل واقعي وصادق، فيلامس قلوب المشاهدين بقوة، وأنا أحب هذه الطريقة، كما أنني أحترم جميع أعمال ماندو، وأشكره على ثقته الكبيرة في قدرتي على تقديم الأدوار المختلفة. عندما جسدت دور "سيف"، فلقد كسب بي الرهان أمام الكثيرين، الذين تحدوه بأني لن أتمكن من تقديمه بسبب شكلي، ولكن إصراره وتوجيهاته ساعدتني على أن أقدم الدور بشكل أحدث كل تلك الضجة من حوله، إذ إنني تمكنت من إقناع الناس بدناءة شخصية سيف، وجحودها حتى الكره.
وماذا عن العمل مع الممثلة نيللي كريم، خصوصاً وأن "فاتن أمل حربي" هو المسلسل الأول الذي يجمعكما؟
أنا سعيد بإتاحة تلك الفرصة لنعمل معاً، نيللي كريم من أهم ممثلات جيلها، وهي مثقفة وموهوبة وحساسة ومتفهمة لكل ما يخص المهنة، وإنسانة جميلة وراقية على المستوى الإنساني، وأداؤها في هذا العمل عظيم جداً، وفيه مصداقية كبيرة.
كانت هناك العديد من ردود الأفعال القوية منذ عرض برومو المسلسل، تضمنت كراهية غير عادية لـ"سيف"، هل كنت تتوقع ذلك؟
أحمد الله كثيراً على ردود الأفعال المثيرة التي وصلتني، فالعمل كما قلت إجتماعي يهم كل أفراد الأسرة، والكثير من الأسر رأوا أنفسهم في هذا العمل، وتواصلوا معنا،كما أن العمل أحدث حالة من الحراك في العديد من الأوساط، وهذا هو الدور المطلوب من الدراما، أن تلقي الضوء بقوة على قضية بعينها حتى يتم التحرك فيها، وإتخاذ اللازم مجتمعياً. وعادة لا أتوقع ردود فعل معينة من الأعمال التي أقدمها، فأنا دائماً ما أحب أن أقوم بدوري بالشكل المطلوب، ولكن في الحقيقة أنا راهنت على نجاح هذا العمل بسبب قصته المميزة، فالعمل فيه رسالة حقيقية لكل أسرة.
ما رأيك في المنافسة في شهر رمضان وتصدر عدد من المسلسلات الترند؟
عموماً يكون تركيزي بالكامل على الدور الذي أجسده، لتقديم أفضل ما بداخلي تجاه كل دور، ولا أتعامل مع فكرة المنافسة والترندات، وهذا الأمر ينطبق على شخصية "سيف"، التي وضعت كامل تركيزي فيها من أجل إيصال الرسالة المطلوبة من الدور، والنموذج الذي نطرحه من أجل قضية "فاتن أمل حربي"، ولا يجوز أن تكون هناك منافسة ما بين أعمال تُقدم رؤى وأفكاراً مختلفة.
البعض تمنى أن يكون لهذا العمل تأثيراً كما حدث مع فيلم "أريد حلاً" في السبعينيات.
أتمنى ذلك لأن الكثير من السيدات يعانينَ من صعوبة الحصول على حقوقهنَ وحقوق أبنائهنَ، والأمر ليس مستحيلاً، بل يمكن حدوث ذلك في أقرب وقت ممكن، وأتمنى أن يكون مسلسلنا هو السبب في هذا التغيير.
هل هناك رسالة معينة توجهها للرجال؟
أقول للرجل :"لا تظن أن المرأة ضعيفة، بالعكس هي قوية جداً، وتستطيع الرد، ولكنها تحتاج منك الاهتمام والاحتواء والعطف، وهي لا تريد سوى المودة والمحبة وحسن المعاملة".