منذ حوالى الـ 25 عاماً، ومكانها محجوز في الموسم الدرامي الرمضاني بعمل من بطولتها، بل ولا زالت في الصدارة منذ أن قدمت مسلسل "حياة الجوهري"، بالرغم من العديد من الصعوبات التي تواجهها حتى تجد الخلطة التي تقدمها للجمهور، خاصة مع التطورات التي حدثت طوال تلك الـ 25 عاماً في صناعة الدراما التلفزيونية، ووسط صراع من الأعمال المختلفة التي تزيد أو تقل كل عام في هذا الموسم، ولكنها لا تهتم لما يحدث حولها، وتركز في العمل والشخصية التي تقدمها لذلك فهي النجمة المصرية يسرا التي أكدت في حوارها مع موقع "الفن" إنها حاولت الإختلاف هذا العام بتقديم مسلسل "أحلام سعيدة"، لتقديم ما هو جديد عما قدمته لما يقارب الـ 10 سنوات.
بالرغم من النجاح الذي حققه المسلسل حتى الآن، ولكن كان يقال إن هذا العمل لن يلحق بالموسم الرمضاني؟
حدث بالفعل ولا أعلم من روّج تلك الشائعة، فلقد توقفت عن تصوير دوري لفترة بسبب إصابتي بفيروس كورونا قبل رمضان، ولم تكن بصعوبة المرة الأولى التي أصبت بها، وإن كانت مختلفة بعض الشيء، لذلك تعجبت أن البعض أشاع أن حالتي صعبة، وأن المسلسل مهدد بالخروج من سباق رمضان، ولا أنا ولا أي شخص من فريق العمل صرح بذلك، فالتصوير كان مستمراً لمشاهد الزملاء من الممثلين والتي لا أظهر بها، حتى شُفيت وعدت لاستكمال مشاهدي، والحقيقة أشعر بالإستغراب من فكرة أن يشاع قبل شهر رمضان من كل عام، أن يسرا ستخرج من السباق، سواء كان هناك ظرف صحي أم لا، فهو أمر غير مفهوم بالنسبة لي.
كيف حققتِ معادلة التواجد الصعبة في شهر رمضان وبنجاح كبير وسط عدد كبير من الأعمال؟
الأمر ليس سهلاً كما يتخيله البعض، وتزيد صعوبته مع نجاح العمل كل عام، لأن كل مرة نتناول موضوعاً في مسلسل يكون هناك خيار بالفعل لم يعد متاحاً، وبالتالي البحث عن موضوع جديد ومختلف عن كل الذي تم تقديمه يكون صعباً جداً، وساعدني في ذلك المنتج جمال العدل الذي يبحث معي عن موضوعات جديدة، لأستكمل مسيرة تزيد عن 25 عاماً في الدراما التلفزيونية من الأعمال الناجحة، فاستمرار النجاح والحفاظ عليه مجهود غير عادي.
كما أنني حريصة على التعاون مع أجيال مختلفة، وقناعتي أنني كما أعطي الشباب الفرصة من خلال أعمالي، هم في المقابل يمنحوني أفكاراً جديدة وتنوعاً، ويضيفون لي الكثير، وهذا من وجهة نظري سر النجاح والإستمرار.
ولكن كل موسم تزداد الأمور صعوبة؟
أوافقك الرأي، وهذا ما يحدث بالفعل، ولكن لو لديك كل عوامل النجاح، من مجموعة من النجوم المتميزين، وسيناريو جيد، ومخرج واعٍ يهتم بكل تفصيل يخص العمل، ومنتج رائع يؤمن بالعمل الفني الذي يقدمه، فأنت تقدم خلطة ناجحة للجمهور بكافة إختلافاته.
لماذا اخترتِ تحديداً مسلسل "أحلام سعيدة" لتطلي به على الجمهور في رمضان؟
كنت أريد تقديم مسلسل خفيف ويحتوي على موضوع يتم مناقشته، وهذا ما وجدته من خلال هذا العمل، ففريدة هانم أو ديدي التي أقدمها ضمن أحداث العمل تتمنى أن تكون لديها أحلام سعيدة وتتحقق، ولكنها بعد كل حلم يتحقق تخاف أكثر، فالسعادة بالنسبة لها ليست سهلة التحقق، بسبب النظام الصعب الذي تعيشه، وتقديم ذلك في قالب كوميدي ليس سهلاً، ولكن الجمهور سيضحك من المواقف التي سيشاهدها، وأعتقد هذا ما حدث حتى الآن والدلالة ردود الأفعال التي تصلنا من الجمهور من خلال مواقع التواصل الاجتماعي.
يمكن أن نفهم من ذلك أن مؤلفة العمل هالة خليل حققت حلمك هذا الموسم؟
بالفعل لقد حققت لي الحلم بأن أقدم عملاً كوميدياً راقياً ومختلفاً ويطرح مجموعة من القضايا المهمة، وأنا سعيدة جداً بالتعاون معها للمرة الأولى، واكتشافي لها كمؤلفة، فلقد جذبتني بالنص الذي قامت بكتابته، كما قدمتني من خلال شخصية "ديدي هانم"، بشكل مختلف عن ما قدمته من قبل، وأترك للجمهور التحدث عن الشخصية، وإن كنت سعيدة بردود الفعل التي تصلني حتى الآن.
تظهرين ضمن أحداث المسلسل وقد فقدتِ البصر فلا بد أن هناك تحضيرات لذلك الأمر قمتِ بها ؟
تدربت على كيفية التعامل مع فقدان البصر بسبب مشروع سينمائي كان من المفترض أن أقدم فيه دور سيدة تفقد البصر، ولكنه لم يكتمل ولم يخرج للنور، ولقد كان الأمر في بدايته صعباً، خاصة أنها المرة الأولى التي أجسد فيها شخصية سيدة تفقد البصر ولكن التدريبات التي قمت بها من قبل ساعدتني كثيراً على تنفيذ المشاهد، بالإضافة إلى مساعدة المخرج عمرو عرفة، خاصة وأن فقدان البصر لدى "ديدي" يعرض بشكل إنساني كوميدي، إذ نرى الشخصية وكيف تتعامل في هذا الإطار بسلاسة تتناسب مع طبيعة العمل.
ماذا عن كواليس العمل خاصة وإن التصوير ما زال مستمرا حتى الآن؟
مرهقة ولكنها مليئة بالكوميديا مثل العمل، وهذا ما يخفف المجهود الذي نقوم به حتى مع التصوير في رمضان، والحقيقة أنا سعيدة بالتعاون مع فريق العمل بالكامل سواء أمام أو خلف الكاميرا، فكلنا نجتهد حتى نقدم عملاً مختلفاً يضيف البسمة على الوجوه، ولكن في الوقت نفسه يطرح عدداً من القضايا المجتمعية المهمة، ومنها بعض القضايا الخاصة بالمرأة، كما إنني سعيدة بالعمل مع عدد من نجوم الكوميديا ومنهم انتصار، هشام إسماعيل، حمدي المرغني، شاهين، نبيل نور الدين، عماد رشاد، وسامي مغاوري، وأوتاكا، وأعتبرهم جميعاً مجموعة قوية أضافت الكثير، ومعهم غادة عادل ومي كساب وشيماء سيف، وأيضاً المخرج عمرو عرفة صديق عمري.
الكثيرون اتجهوا للعمل في المنصات، والعرض خلال شهر رمضان عليها بدلاً من القنوات؟
لست ضدها أو ضد العرض على المنصات، ولدي عمل جديد سأبدأ في تصويره، والإعلان عن تفاصيله قريباً، فأنا سعيدة بكثرة المسلسلات التي تنتج للمنصات، لأنها أعطت فرصاً لعدد كبير من الممثلين، وأصبحت هناك مسلسلات جيدة تنتج على مدى العام، وليس في موسم رمضان فقط، وأصبح التواجد أسهل بدون انتظار فترات طويلة في طابور العرض، المنصات فتحت مجالاً كبيراً للعمل في كل مكان، كما تسهل المنصات طريقة العرض وتحقق سرعة الانتشار، فكرة عرض الأعمال التي تتضمن ١٠ حلقات و٥ حلقات فكرة ممتازة.