مايكل رولف شوماخر اللاعب الأشهر على الإطلاق في عالم بطولة سباق السيارات فقد إستحق عن جدارة لقب اسطورة السباقات وأن يحمل شهرةً تضاهي نجومية لاعبي كرة القدم اللعبة الأكثر شعبية في العالم.
نشأته
ولد مايكل شوماخر في مدينة هورث الألمانية في 3 كانون الثاني 1969، وترعرع في أسرة متواضعة محدودة الدخل حيث يعمل والده رولف في مجال البناء كعامل، بينما انشغلت والدته اليزابيث بالأعمال المنزلية كغيرها من ربات المنازل.
نشأ شوماخر في تلك الأسرة البسيطة، حتى وصل إلى سن المراهقة، وعن عمر الـ 14 عاما انطلقت موهبته في القيادة. حين لاحظ والديه موهبته في معرفة الكثير عن عالم سباقات السيارات، وشغفه فيها ورغم قلة الإمكانيات المادية التي تحول بين مايكل وشغفه إلا أن والده دعمه وسعى لتنمية قدراته فألحقه بسباق السيارات الكارتينغ وهي نوع من أنواع سباق سيارات بسيطة الإمكانيات، وهي تعتبر عادة خطوة أولى في عالم رياضة المحركات.
إنطلاقته
في عام 1982 أعجب يورغن ديلك أحد رجال أعمال المنطقة بقدرات مايكل وقرر مساعدته مادياً ليفوز بعدها بلقب الجونيور الألماني والبطولة الأوروبية في غوتنبرغ السويد.
في عام 1988 انتقل شوماخر من الكارتينغ إلى سيارات المستويات العليا وذلك بفضل ديلك حيث شارك في بطولة فورمولا فورد الألمانية وحقق المركز السادس كما شارك في بطولة فورما فورد الأوروبية وحقق المركز الثاني وراء ميكا سالو الذي اقتنص المركز الأول.
وفي نفس الوقت، أعجب غوستاف هوكر أحد تجار سيارات لامبورغيني بقدرات مايكل في القيادة فساعده في الانضمام لفورمولا كونج، وهي سلسلة تدريب تستخدم هياكل ومحركات "فورمولا باندا الإيطالية " وفاز في تسع سباقات من أصل عشرة وحقق بسهولة البطولة.
وفي العام 1998 قرر ويلي فيبر مالك أحد النوادي في فورمولا 3 أن يضم مايكل إلى صفوفه رغم تحذيرات ديلك له معتبراً إياها خطوة تراجع في مسيرة مايكل الحافلة بالنجاحات. إلا أن مايكل وافق على عرض ويلي فيبر وأنهى البطولة الألمانية في المرتبة الثانية، بفارق نقطة واحدة عن كارل ويندلينجير.
وفي عام 1990 واصل شوماخر منافساته في بطولة فورمولا 3 الألمانيه وتوج بطلا لها وفاز باثنين من المسابقات الدولية المرموقة من نفس الفئة"الجائزة ماكاو الكبرى وبطولة مونتى فوجي".
وفي نهاية الموسم وقع مايكل شوماخر عقدا مع الشركة الألمانية مرسيدس لقيادة سياراتهم المنافسة في بطولة العالم، تحت إشراف بيتر ساوبر، لينشأ فريق مرسيدس جونيور، حاضنا للمواهب الشابة من سائقي السيارات الألمانية. وشارك شوماخر في الاختبار الموسمي الأخير لبطولة العالم بسباق 480 كم في مدينة المكسيك وفاز بسيارة مرسيدس-بنز C11 .
في عام 1991 شارك شوماخر في بطولة العالم للسيارات الفورمولا 1 بعد أن تم إنتقاله إلى الفريق الإيرلندي جوردان جراند بركس مقابل 150000 دولار وحقق المركز السابع على الرغم بأنها التجربة الأولى له في المشاركة في هكذا مستوى من المسابقات والذي يعتبر الحدث الأهم له في تلك الفترة، كما شارك في سباق الفورمولا 3000 في اليابان، واقتنص المركز الثاني. وتنقل مايكل بعدها إلى العديد من الفرق، كما حقق إنجازات عديدة في عالم سباقات السيارات.
الإنتقال إلى فريق فيراري
في عام 1996، إنتقل مايكل شوماخر إلى فريق فيراري، وكانت أولى تجاربه مع الفريق بجانب أدي إيرفين.
كانت المهمة صعبة على كاهله حيث أن الفريق لم يفز بلقب العالم منذ عام 1979 والقاب المنشئات منذ عام 1983 .
في هذه الفترة من تاريخه حقق شوماخر ما لم يحققه أي سائق في وقته من بطولات وألقاب وتحطيم لأرقام قياسية.
فقد أحرز في الفترة الممتدة من سنة 2000 إلى 2004 خمس بطولات للعالم وقد صنع التاريخ في ما حققه مع فيراري، ما جعله يكسب شهرة واسعة في العالم، كما كان من أغلى الرياضين أجراً.
وفي عهده عرفت الفورمولا 1 شهرة منقطعة النظير وهذه كانت من الفترات الذهبية لهذه الرياضة.
قرار الإعتزال المؤقت
بعد هزيمته في العام 2006 أمام الإسباني ألونسو والضغط المتواصل الذي سببته له الفورمولا 1 قرر مايكل شوماخر الإعتزال.
إلا أنه لم يستطيع البقاء بعيداً عن أجواء السباقات فعمل كمستشار لفريق فيراري.
العودة إلى السباقات..مرسيدس
وفي العام 2010 قرر مايكل العودة إلى مضمار السباقات من خلال فريق مرسيديس ووقع عقداً لمدة ثلاث سنوات يقدّر بـ 20 مليون جنيه استرليني.
لم يحقق شوماخر ما كان يرجوه من عودته فمع تقدمه بالعمر وغيابه عن السياقات فقد كان فقد بعضاً من قدراته.
لقد حقق بعد النتائج الخجولة بشكل عام، وقام بتحطيم بعد من ما تبقى من أرقام قياسية لم يسبقه على تحطمها أحد حتى تاريخ اعتزاله الثاني.
ليقرر مايكل شوماخر الإعتزال مجدداً وأعلن عن قراره في العام 2012 ليكون سباقه الأخير في البرازيل.
حياته العاطفية
في آب/ أغسطس 1995 ، تزوج مايكل من كورينا بيتش وأنجبا طفلين: ابنة جينا ماري (ولدت في 20 شباط/فبراير 1997) وابن يدعى مايك (من مواليد 22 مارس 1999). كان شوماخر دائمًا يحمي حياته الخاصة ومن المعروف أنه يكره أضواء الشهرة وانتقلت العائلة إلى قصر تم بناؤهبالقرب من غلاند بسويسرا في عام 2007 ، ويغطي مساحة 650 مترًا مربعًا (7000 قدم مربع) مع شاطئ خاص على بحيرة جنيف.
تعرضه لحادث مأساوي كاد أن يودي بحياته
تعرض أسطورة سباقات فورمولا 1 مايكل شوماخر في العام 2013 لحادث تزلج خطير في أحد منتجعات جبال الألب الفرنسية.
وخضع شوماخر لجراحتين لإزالة الدم والضغط من المخ، ليدخل سجين فراشه لمدة 6 أشهر بعد أن دخل في غيبوبة استمرت لأكثر من 5 سنوات.
وفي 11 أيلول/ سبتمبر 2019 اعلنت صحيفة لوباريزيان الفرنسية عن استعادة مايكل شوماخر لوعيه واستمرت حالة شوماخر في التحسن، على الرغم من ورود أنباء عن إصابته بضمور العضلات وهشاشة العظام نتيجة بقائه في الفراش لمدة طويلة.
استمرار المسيرة
قرر مايك شوماخر إبن مايكل مواليد 22 آذار 1999 إكمال مسيرة والده والسير على خطاه حيث بدأ كوالده من سيارات الكارتينغ بعمر 9 سنوات ثم تقدم إلى بطولة ADAC Formula 4 الألمانية بحلول عام 2015.
بعد فوزه ببطولة FIA F3 الأوروبية لعام 2018 ، تقدم شوماخر إلى Formula 2 في عام 2019 ، وفاز ببطولة Formula 2 لعام 2020.
ويخوض حالياً الألماني أحلى تجاربه مع نادي "هاس" إلا أنه تعرض قبل فترة إلى حادث مميت خلال تصفيات الفورملا 1 على حلبة كورنيش جدة.
حيث فقد السيطرة على سيارته عند اللفة، وارتطم بقوة في جدار أسمنتي، لتتحطم سيارته بالكامل.
وطمأن فريق هاس، في بيان "ميك في حالة جيدة بدنيًا ولكن سيتم نقله بطائرة هليكوبتر إلى المستشفى لإجراء مزيد من الفحوصات الاحترازية".