من نجاحات في محافل ومهرجانات دولية، إستطاعت خلالها أن تحصد لقب "أفضل ممثلة" أكثر من مرة، بأعمالها في السينما والدراما التونسية، إلى المشاركة في أول مسلسل لها يُعرض على منصة، إذ تشارك الممثلة التونسية سارة حناشي مع ممثلين من عدة دول عربية، في "حكاية لونجا" من مسلسل "خارج السيطرة" بشخصية "ريما"، وهي خصت موقع "الفن" بهذا اللقاء، لتتحدث عن كواليس وتفاصيل العمل، إلى جانب الكثير من الأمور الفنية والإنسانية التي تكشفها لأول مرة.
كيف تم ترشيحك للمشاركة في "خارج السيطرة"؟
حين أجري الكاستينغ الخاص بالمسلسل، لم يكن لدي علم بالمشروع من الأساس، فكنت في باريس، وفوجئت بالمسؤول عن الممثلين يتواصل معي من أجل إرسال مقاطع لمشاهد لي، وأعجب بها المخرج محمود كريم، وبعدها تواصلت مع المنتج، وحضرت إلى مصر من أجل التصوير مع باقي فريق العمل.
أعتبر "خارج السيطرة" من أجمل التجارب في حياتي، فاختيار المخرج لي من دون أن يلتقي بي في البداية، وذلك لإقتناعه بموهبتي، يؤكد على أن الموهبة وحدها قادرة على أن تذهب بنا إلى أي مكان، وبالنسبة لي، المسلسل هو دخولي إلى مصر بشكل مهم، فمنذ أكثر من سبع سنوات وأنا أحضر إلى مصر لحضور مهرجان الجونة ومهرجان القاهرة، وأفلامي تتوج في المهرجانات، ودائما تأتيني عروض، لكني كنت دائماً أنتظر الفرصة التي تليق بي، وتتلاءم مع ما أسسته في تونس وفرنسا منذ عشر سنوات، ولا زال لدي طموح للعمل مع مخرج مصري مهم، وأراهن على أن هذه الفرصة ستحدث.
حدثينا أكثر عن شخصية "ريما" التي تجسدينها في المسلسل.
"ريما" من أصل تونسي، والشخصيات في حكاية "لونجا" ليست مركبة، فهي أقرب لشخصياتنا الطبيعية، إذ إن هناك أحداث تتحرك من خلالها الشخصيات، وتقديم شخصية تشبهك يبدو أمراً سهلاً، لكن على العكس، لأن ذلك يتطلب بذل مجهود أكبر.
ألم يقلقكِ حصر عرض المسلسل فقط للمشتركين في منصة "شاهد"؟
بالعكس، فالمنصات الآن هي البديل القوي والأساسي، كما أنها أتاحت وجود أفكار جديدة وروح جديدة، وفرص لوجوه مختلفة وجديدة، وأنا أعطي الأولوية للسينما، لكني مهتمة كثيراً بالمنصات أيضاً، لأنني أحب أن يسعى الجمهور لمشاهدة أعمالي وأفلامي.
بعكس كثيرين من الممثلين العرب، بدايتك في تونس كانت مهمة، أخبرينا عنها أكثر.
تجربتي حافلة سينمائياً بـ11 فيلماً، منها خمسة أفلام بطولة مطلقة، وحصلت على خمس جوائز عن أدواري في مهرجانات مختلفة، وعملت مع أهم المخرجين التونسيين، منهم جيلاني السعدي، ومحمود بن محمود ورجاء عماري.
ألا تتفقين معي بأنك إخترتِ الطريق الأصعب؟
أكيد، ولكنه بالنسبة لي الطريق الصحيح، وأعلم منذ البداية أن هذا الطريق يحتاج وقتاً وطاقة، ولكني متفائلة بأنه النتيجة ستكون جميلة حتماً، وبأن العالم سيكافئني يوماً ما، حتى لو فارقت الحياة، فأنا راضية عن ما قدمته من فن.
الشهرة لا تعني لي شيئاً، ولا أحب أن أكون في مقارنة أو سباق مع أحد، فمنذ بداية عملي، هدفي أن أجسد أدواراً مهمة تحمل معانٍ قوية، وتعبت كثيراً لأحقق ما طمحت إليه، فالشهرة سهل حصدها حالياً على السوشيال ميديا، لكن من الصعب شراء محبة الناس، وسلاحي الوحيد هو الفن.
على أي أساس تختارين أدوارك؟
أحب أن أجسد أفكاراً مؤثرة في المشاهدين، وتتفق مع أفكاري الشخصية، وتتماشى مع القيم والمبادئ التي نشأت عليها، وأحب أن أقدم المستوى الذي طمحت إليه، فأنا منذ البداية تعبت، وبحثت وعملت في عروض رقص مسرحي، لأنني كنت أرغب في الوصول إلى مكانة قوية، ففي فيلم "فتوى" قدمت فقط 10 مشاهد، ولكن الدور حصل على جوائز مهمة.
كيف تطورين من قدراتك التمثيلية؟
الحياة هي أعظم مدرسة أتعلم منها، فأنا كممثلة أشعر بالأشياء من حولي أكثر من الشخص العادي، فتكون هذه الأشياء التي أخزنها مصدر إلهام لي في أدواري التي أجسدها.
لديكِ جرأة كبيرة في إختيارك أدوارك، وحتى ملابسك التي تطلين فيها على السجادة الحمراء، هل تتعمدين ذلك، أم أنه جزء من شخصيتك؟
هذه طبيعتي، ولا أتعمد لفت الإنتباه، ويحبني كثيرون لأنهم يعتبروني نفساً جديداً وروحاً جديدة، وبالتأكيد تلقيت إنتقادات، ولكن الناس أصبحوا يفهمون شخصيتي، ويتقبلوني كما أنا.
من هم أصدقاؤك في الوسط الفني؟ وهل تعانين من الغيرة الفنية؟
لدي أصدقاء كثيرون في الوسط الفني، فكل عمل قدمته أثمر أصدقاء وزملاء، ولكن أيضاً لدي الكثير من الأعداء، خصوصاً وأنني قدمت 11 فيلماً ومسلسلين في تونس، وهذا رقم كبير لممثلة تونسية في عمري، وتعرضت لحرب حين قدمت مسلسلاً ناجحاً ومهماً، وطبعاً هناك من يرى أن لدي مستقبل جيد.
وفي مصر لدي الكثير من الأصحاب، منذ عام 2013 وأنا أكوّن صداقات في المهرجانات التي أحضرها، وحتى من فريق عمل مسلسل "خارج السيطرة"، أصبحت لدي صديقة أعتبرها من أعز صديقاتي، هي آية سماحة، فهي من أفضل الممثلات اللواتي عملت معهن في حياتي، ونحن على تواصل دائم، ومصر أكثر بلد أشعر فيه بالأمان.
في الختام، ما الجديد الذي تحضرين له؟
لدي فيلم "عايشة" وهو بطولة مطلقة، من إخراج مهدي بن عطية، وتشاركني فيه واحدة من أهم الممثلات الفرنسيات هي Agnès Jaoui، والممثل والمخرج الجزائري الياس سالم، وشرف كبير لي أن أعمل معهم، وأيضاً هناك فيلم تونسي فرنسي سأصوره في آخر العام.