جورج خباز ظاهرة فنية وملَك على عرش الكوميديا اللبنانية، في أذهان المتابعين هو الممثل الكوميدي والمسرحي ولكن في الحقيقة ذهب جورج أبعد بكثير من ذلك فهو المؤلف والمخرج والممثل والمنتج والملحن.
برصيده عدد كبير من الأعمال الفنية حوالي 14 عمل تلفزيوني 19 عمل مسرحي و8 أفلام، وقد واظب على التمثيل منذ بداية مشواره الفني وحرص على تقديم الفن الراقي البعيد عن الإنحلال والإنحذار الأخلاقي فيقومبإنتقاء أعماله بعناية فائقة ويشدد على ألا تشكل أي حساسية لأي فئة من الفئات.
نشأتهُ:
ولد جورج خبا
ز في 5 تشرين الثاني/نوفمبر 1976 في البترون، نشأ وترعرع في بيئة خصبة فنّيًا فكانت الحاضن الأساس لموهبته. فوالده الممثل اللبنانيّ جورج خبّاز الأب، وأمه أوديت عطيّة (صاحبة صوت جميل)، وإخوته: نيكولا (دكتوراه في السينما ورئيس قسم السينما في جامعة سيدة اللويزة)، ولارا (دكتورة في إدارة الأعمال وراقصة محترفة)، ولورا (اختصاص تصميم إعلانات) والتي صارت لاحقًا شريكته في كل الأعمال المسرحية.
أمضى طفولته متنقلًا بين البترون (ضيعة والده) وجل الديب (مسكن أهل أمه)، تلقى دراسته في مدرسة القلب الأقدس بمنطقة البترون وهناك بدأ بتنمية مهاراته التمثيلية ومن ثم انتقل إلى جامعة الروح القدس في الكسليك، حيث درس العلوم الموسيقية من جهة والمسرح من جهة أخرى، ليتخصص أخيرًا بما سمّاه "المسرح الموسيقي".
وقف على خشبة المسرح للمرة الأولى في عمر الأربع سنوات، وذلك ضمن مسرحية مدرسية سميت "حياة القديس مارون"، لكن احترافيًا، بدأ القيام بأعمال مسرحية منذ العام 1994 .
بالرغم من الصعوبات التي واجهته قبل دخوله الجامعة بسبب الأوضاع التي كانت تسيطر على لبنان من أزمات والحرب الأهلية، أصر جورج على المتابعة والنجاح.
أشخاص تركوا بصمة في حياة خباز:
تأثّر جورج خباز في مرحلة شبابه بالفنان دريد لحام، ولاحقًا بالمؤلف الموسيقي زياد الرحباني والأخوين الرحباني، أما موسيقيًا، كان لكبار الفنانين مثل زكي ناصيف وفيلمون وهبه دور في صقل ثقافته الموسيقية.
وثق خباز بقدراته، واختار المسرح طريقًا له لأنّه يُشعره فيه بتواصل مستمر مع الجمهور، ويعبر فيه عن ردات فعله وكان لأهله وأخواله وخالته التي كانت في فرقة الرقص مع الأخوين الرحباني، تأثير كبير في توجيه حياته المهنية، كما يقول وكان لديه هدف أساسي وهو رفع إسم لبنان بالأعمال المسرحية.
أهم أعماله المسرحية:
بالرغم من نجاحه في كافة المجالات التي شغلها إلا أن جورج خباز تألق في العمل المسرحي و يمتلك في جعبته ما يقارب الـ 19 عمل مسرحي حققت معظمها نجاحاً كبيراً في الوطن العربي.
أبرزها : غادة الكاميليا" لجيزال هاشم زرد (1996)/هاملت في ورطة (1997)/طق Rire ـ (1998)/مصيبة جديدة (2005)/كذاب كبير (2006)/هلأ وقتا (2007)/شو القضية (2008)/عالطريق (2009)/البروفسور (2010)/مطلوب (2011)/الأول بالصف (2012)/مش مختلفين (2013)/ناطرينو (2014)/ورا الباب (2015)/مع الوقت... يمكن (2016)/بالكواليس (2017)/إلا إذا (2018)/إلا إذا ... تغيّر شي (2019/يوميات مسرحجي (2020).
تفاصيل بعض مسرحياته التي حققت نجاحا كبيرا:
مسرحية "كذاب كبير": تجري أحداثها في قصر كبير يغيب عنه سيّده ويسافر، تاركًا خلفه عمّال القصر بمن فيهم عامل الحديقة وابنة أخيه التي تعيش معه.
مسرحية "هلأ وقتا": تدور أحداثها في قلعة ببلاد مهب الريح التي تقع على تماس مع الأعداء "المجهولين" عام 1900 "ونتفة". في هذا المكان والزمان, يعلن العقيد المسؤول عن القلعة حالة الطوارئ على العسكريين الذين يعتقدون أن السبب يرجع لمعركة منتظرة مع العدو، لكنه يتكشف لاحقاً أن السبب الحقيقي للاستنفار هو التحضير لاستقبال الفنانة الكبيرة "هواجس" وحمايتها وتأمين احتياجاتها لتصوير فيديو كليب لأغنيتها الوطنية.
مسرحية "الأول بالصف": تدور أحداث المسرحية حول الأسلوب التربوي الذي تتبناه العائلة والمدرسة في ظل سيطرة النفوذ السياسي على التفاصيل الحياتية اليومية كما تلقي الضوء هذه المسرحية على الفوارق الطبقية.
مسرحية "بالكواليس": يطرح فيها خباّز أسئلة عن صعوبات العيش بين شخصين من خلفيّتين متناقضتين ، ويدخل من خلال هذا الثنائي الى كواليس المجتمع اللّبناني.
مسرحية "إلا إذا": تحكي قصة بناية قديمة عانت خلال الحرب ورغم أن سكّانها من مختلف الطوائفإلا أنهم لم يتركوا البناء، لكن تتقاذفهم الانتماءات الحزبية والفكرية والدينية.
مسرحية "يوميات مسرحجي": يدور العمل حول شخص يعمل في مسرح شُيّد في الخمسينيات ويستعيد ذكرياته في إطار كوميدي ممزوج ببعض التهكّم والسخرية.
أبرز الأفلام التي شارك خباز خباز بها:
فيلم"كفرناحوم": وصف خبّاز مشاركته في كتابة الفيلم السينمائي الشهير "كفرناحوم" الذي تم ترشيحه إلى جائزة "الأوسكار" بأنّها "غريبة" كونه وللمرّة الأولى يخوض في غمار الكتابة الجماعيّة مع كتاب آخرَين. واشاد بتعونه مع المخرجة الطموحة نادين لبكي التي اوصلت بالسينما اللبنانيّة إلى العالميّة.
فيلم غدي:
يحكي الفيلم عن الإختلاف على كافّة أنواعه، من الإختلاف الجسدي إلى الاختلافات الاجتماعية والمذهبية والطائفيّة وغيرها. تعاون خلاله مع جمعية "أكسوبيل" التي تعنى بذوي الإحتياجات الخاصّة.
يحكي الفيلم قصة أب يحاول دمج ابنه في مجتمع يرفضه لكونه من ذوي الإحتياجات الخاصّة. وحاز العمل على جوائز عديدة وتقدير عالمي على الاداء.
فيلم "وينن":
وهو فيلم درامي يعرض أحداث الحرب الأهلية في لبنان بطريقة مميزة وقد تم عرض الفيلم في عام 2014 وشارك فيه عدد كبير من النجمات ابرزهم تقلا شمعون وكارمن لبس وندى ابو فرحات..
"الفيل الملكThe elephant king":
اول فيلم انيمشن بانتاج عربي اصدر عام 2017 وتدور أحداثه في إحدى جزر ارتريا، عن شخص يدعى "أسفل" وهو رئيس صائدي الحيوانات المتوحشين لدخول أرض العاج "موطن الفيلة" واصطياد الحيوانات الضخمة لبيعها لأبرهة ملك اليمن وكانت الفيلة تحتفل بولادة شادفيل ابن الملك والذي شكلت ولادته خيبة أمل لها لانه كان بدينا لكن حادثة الهجوم على الجزيرة ستجعله أقرب لقلوب الناس.
فيلم "تحت القصف":
فيلم "تحت القصف"، الفائز بالعديد من الجوائز العالمية يسلط الضوء على قضايا محورية منها قضية الإغتراب واللجوء بسبب الحرب وأيضا المعاناة في أعين أمهات المفقودين في الحروب.
فيلم "سيلينا":
أحد أشهر الأفلام اللبنانية وهو مقتبس من مسرحية بعنوان "هالة والملك"
فيلم يوماً ما:
تصل أمّ إلى لبنان، بعد الحرب، لتبحث عن ابنها المفقود في الجنوب، حيث يوافق سائق أجرة على مرافقتها في رحلتها هذه المحفوفة بالمخاطر، الفيلم بطولة ندى أبو فرحات، جورج خباز، بشارة عطاالله..
فيلم "أصحاب ولا أعز":
تدور أحداث الفيلم حول مجموعة من سبعة أصدقاء يجتمعون على العشاء، ويقررون أن يلعبوا لعبة حيث يضع الجميع هواتفهم المحمولة على الطاولة بشرط أن تكون كافة الرسائل أو المكالمات الجديدة مكشوفة امام الجميع. وسرعان ما تتحول اللعبة التي كانت في البداية ممتعة وشيقة إلى وابل من الفضائح والأسرار التي لم يكن يعرف عنها أحد بما فيهم أقرب الأصدقاء.
حياة جورج خباز العاطفية:
لم يجد جورج خباز ربما ليومنا هذا الفتاة المناسبة لإكمال باقي عمره معها على الرغم من أنه قد وصل الى منتصف العقد الرابع من عمره ويلاحظ أن خباز لا يتكلم كثيراً عن حياته العاطفية ولكنه كان سبق وصرح في أحد المقابلات وقال"نعم أنا نسونجي ولا أخجل" وعن مواصفات شريكته قال إن أهم صفة أن تكون خفيفة الظل مثقفة ويكون هناك انسجاما بينهما.
وخلال مقابلة مع موقع الفن تحدث جورج عن موضوع الزواج وقال أن لا مانع لديه بالزواج من إمرأة مطلقة، شرط ألا يكون لديها أولاد، كي لا يشكل عبئاً نفسياً عليهم.
أما في ما يخص موضوع المساكنة اعتبر أنها ايجابية اذا كانت بهدف توفير المشاكل بعد الزواج، حيث قال :"أنا مع المساكنة اذا كانت بهدف توفير المشاكل بعد الزواج، لكن اذا كانت لمجرد المساكنة فلا أحبذها، وإذا سلمنا جدلا بأن المساكنة خطيئة فأنا أفضل أن نخطئ في المساكنة على ان نخطئ في تشريد العائلة".
مواقف تأثر جورج خباز بها:
أحدث إنفجار الرابع من آب جرحا كبيرا في قلب جورج خباز وتأثر بالحدث كثيراً وذلك لأن بيروت تحتل مكانة كبيرة حيث قام بكتابة قصيدة نشرها عبر حسابه الخاص ووأدّاها بصوته بعنوان "يا شتي تأخر". تأثر جورج خباز بالحرب الأهلية اللبنانية والذي يعتبر نفسه من الجيل الذي واكب هذه الحرب و تركت هذه الأحداث بصمة في ذهن خباز لما تركته من مآسي و معاناة على اللبنانيين وقد جسد جورج هذه المعاناة في فيلمه "تحت القصف".
