هو الصوت الأصيل والهادر، أظهر لسنوات طويلة مدى حجم موهبته، وآفاق صوته، وغنى الحب والجيش والوطن، ورنّم بخشوع.

في جعبته الكثير من الأعمال الفنية، التي لاقت نجاحات كبيرة في لبنان والعديد من دول العالم، والتي رفع من خلالها إسم لبنان عالياً.

موقع "الفن" كانت له مقابلة خاصة مع الفنان نقولا الأسطا، الذي أطلق منذ أيام أغنيته الجديدة "صدفة"، وتحدثنا معه في العديد من المواضيع الشيقة.

بداية نبارك لك إطلاق أغنيتك الجديدة "صدفة".

شكراً، الأغنية رومانسية من كلمات نعمان الترس، ولحنتها أنا، ووزعتها موسيقياً، وسجلتها في الستوديو الخاص بي، وصورتها كليب مع المخرج جورج بو عبدو.

كيف تقيّم الوسط الفني اللبناني بشكل عام، وهل أنت راضٍ عن الأعمال التي يتم إطلاقها مؤخراً؟

الوسط الفني يمر بأزمة في الوقت الحاضر، ولكن هناك فرصاً خارج البلد لبعض الأشخاص، إلا أنه بشكل عام، مثلما كان الوسط الفني متأزماً بسبب غياب التقدير والسند من المراجع المختصة التي تعطي التشجيع والإرتياح للفنانين، إذ إنه من الأساس هناك تقصير من بعض المسؤولين، جاءت الأزمة التي أثرت بالمجمل، بشكل مباشر على الواقع الفني.

كيف إنعكس الوضع الإقتصادي في البلد على إنتاج الفنانين، خصوصاً منهم الذين ليست لديهم شركة إنتاج لأغنياتهم؟​​​​​​​

الفنان لديه مصاريف لحياته اليومية، ويتأثر بسعر صرف الدولار، هذه الجريمة إرتكبها المسؤولون ​​​​​​​(ا​​​​​​​​​​​​​​لله لا​​​​​​​ يسامحهم)، ​​​​​الذ​​​​​​ين​​​​​​​ يعوضون خسارة البلد من المودع بسبب الغلطة التي إقترفوها، ومن يملك المال لا يمكنه الحصول عليه، فتساوى الغني والفقير. كذلك المحطات الإعلامية تعيش أزمة كبيرة، فالإنتاج تكلفته بالدولار، وهناك الكثير من المحطات الإعلامية، نسبة إلى مساحة لبنان، أصبحت تتكل على البرامج الفنية.

كنت تطمح أن تصبح ضابطاً في الجيش اللبناني، في حال عاد بك الزمن، هل تختار الفن أم المدرسة الحربية؟

إذا أردنا أن ننسى ونتخطى ما آلت إليه الأمور في البلد، وكشغف، أختار الجيش، لأنني أحب القيادة، فقد كنت سابقاً في الكشاف، وكنت قائداً على أشخاص أكبر مني سناً.

قلت في إحدى مقابلاتك مع موقع الفن :"أنا فنان الحمد لله أوسع من الدبكة والرقص"، هل تعتبر أن الفنان الذي يغني لوناً واحداً هو اتنقاص من قيمته الفنية؟

بالعكس، هناك بعض الفنانين يغنون الدبكة، ويحاولون في بعض الأحيان غناء الطرب الكلاسيكي، فتجد أن هذا اللون لا يليق بهم، وأنا تكلمت إنطلاقاً من موهبتي ووسع آفاق عملي ودراستي التي نميتها، صوتي بيكار واسع، يمكنني أن أغني الوطني، الكلاسيكي، وأن أرنّم، وهذا الأمر يساعد الفنان إيجاباً في سمعته الفنية وإظهار مدى معرفته، ولكن بالوقت نفسه، يمكن أن يسبب له ضرراً، لأن هناك أشخاصاً، وأقولها بكل محبة وتواضع، لا يمكنهم رؤية هذا الوسع الفني، فيسألونك أين أنت؟

بالإضافة إلى الغناء، أنت كاتب وملحن، من هو الفنان الذي تطمح إلى أن تكتب وتلحن له أغنية؟

أنا فنان موهوب، والحمد لله، درست الموسيقى ونمّيت دراستي، أهتم بشؤوني كثيراً وبأعمالي وتفاصيلها، وأعمالي التي أطلقتها وسأطلقها، تعبر عن كيان مُصِر على الإستمرار في تقديم كل ما هو جميل ليدخل إلى كل البيوت، فيمكن إعتبار هذه الأعمال نموذجاً، ومن يرى أنها تشبهه أبوابي مفتوحة بمحبة للجميع، وخصوصاً للأشخاص الذين يطمحون إلى تطوير أنفسهم.

هل ندمت على عمل قدمته، أو ندمت لأنك لم تقدم تنازلات لتحقق نجاحات أكبر من التي تحققها؟

في بعض الأحيان يقوم الشخص بجردة حساب، فيجد أن بعض الأعمال لم يكن لها طعم، ولكن لناحية إن كان هناك ندم على عمل أثر سلباً على مسيرتي وسمعتي، فلا، ليس هناك ندم، وهذه الأعمال نتعلم منها. أفتخر بأنني لم أقدم تنازلات، ولم أنظر إلى الوراء ولو لمرة واحدة، وإذا كان معيار الدنيا هو الماديات، فلا أريدها، لذلك أفتخر بما أنا عليه، لست من الفنانين أصحاب الملايين والمليارات، وأعتبر أن عائلتي هي كرامتي وملاييني وملياراتي.

إتخد نقيب الموسيقيين في مصر هاني شاكر مجموعة من القرارات بحق مغني المهرجانات، منها منع حمو بيكا وحسن شاكوش عن الغناء، هل ترى أن قرار المنع هذا صائب؟ وهل تجد أن الوسط الفني اللبناني بحاجة إلى قرارات مثل قرارات النقابة المصرية؟

ليس هناك شك بأن الفنان هاني شاكر هو من المدرسة الجدية الجميلة التي كبرنا عليها، وما قام به هو أمر عظيم، فقد قام بما يمليه عليه ضميره، وأقدر ذلك، ولكن لا أدري كم يمكن أن يستمر هذا الموضوع.

وما تقوم به نقابة الموسيقيين في مصر لا ينطبق على نقابتنا، وذلك لأن النقابة المصرية هي نقابة مهنية، أما في لبنان فليست كذلك، وأنا لا ألوم أطرافاًَ محددة في البلد، لأن ما يجب تغييره هو النظام الكلي في البلد، كي نتمكن من العيش بشكل طبيعي كسائر العالم.

هناك فنانون إعتزلوا الغناء مؤخراً، منهم أدهم نابلسي، باسمة وأمل حجازي، ما رأيك في ذلك؟

أدهم نابلسي إتخذ قراراً يطمح إلى إتخاذه كثيرون، مثل القرار الذي إتخذه في الماضي ربيع الخولي، وهذا قرار يُقدر ويحترم عليه.

باسمة بالنسبة لي لم تعتزل، فقد إختارت أن تُفَعّل وزناتها ببرامج توعوية، أما بالنسبة لأمل حجازي، فتُحترم على القرار الذي إتخذته، لأنه قرار صعب، فالفن هو تحدٍّ لأن الشخص الموهوب يوظف كل قدراته لإيصال موهبته.