برعاية وحضور وزير الثقافة اللبناني القاضي محمد المرتضى ووزير الثقافة الإيراني الدكتور محمد مهدي إسماعيلي، إفتتحت الجمعية اللبنانية للفنون رسالات، والمستشارية الثقافية للجمهورية الإسلامية الإيرانية في لبنان، بالتعاون مع وزارة الثقافة اللبنانية، المعرض الحرفي والفني "أيام الفجر الثقافية"، وذلك مساء الإثنين الماضي عند الساعة السابعة مساءً، في مسرح رسالات - المركز الثقافي لبلدية الغبيري.
حضر الإفتتاح نخبة واسعة من الشخصيات السياسية والإعلامية والفنية والثقافية، واستُهِلّ الحفل بالنشيد الوطني اللبناني والنشيد الوطني الإيراني.
بعدها كانت كلمة المستشار الثقافي للجمهورية الإسلامية الإيرانية في لبنان الدكتور عباس خامه يار، الذي قال :"يسرّنا أن نفتتح أيام الفجر الثقافية في أجواء الذكرى الثالثة والأربعين لانتصار الثورة الإسلامية واحتفاءً بالثقافة، وهي احتفالية واعدة على الصعيد الثقافي. كما اعتبر أننا نلتقي اليوم، لتتضافرَ وتتداخلَ مواهبُنا بعدما جمعتنا ووحّدت صفوفَنا المقاومة والإيمان بالقضيّة".
بعد ذلك كانت كلمة لوزير الثقافة اللبناني القاضي محمد المرتضى الذي رحب بالحضور وبنظيره الإيراني، واعتبر أن هذا اللقاء هو شهادة بأن الثقافة هي العنوان الأسمى لعلاقات الشعوب، وأكد أن السمة الأولى للقاء اللبناني الإيراني كانت ولا زالت السمة الثقافية المرتكزة على قيم السيادة والحرية ومقاومة الظلم. وأضاف المرتضى :"نريد لأيام الفجر الثقافية أن تكون عزفاً دائماً على أوتار صداقة دائمة، قوامها من الجانبين، مفكرون وموسيقيون وأساتذة من كل صنف من أصناف المعرفة، وهذا ما ينبغي على الدولتين بناؤه، رسمياً وشعبياً. فإن جسر اللغة وسلّم الموسيقى وباب الفكر وصراط الحق والقِيَم، هي الكفيلة بأن تقود منطقتنا إلى بزوغ فجر جديد من الحرية النابذة للاحتلال".
وكانت كلمة لوزير الثقافة والإرشاد الإيراني الدكتور محمد مهدي إسماعيلي، الذي أعرب عن سعادته بوجوده في مناسبة الفجر الثقافية للجمهورية الإسلامية الإيرانية، واعتبر أن ثقافة أي شعب وفنونه، هي خلاصة فكر ذلك الشعب ونظرته إلى نفسه، وإلى الوجود والعالم. وأشار في حديثه إلى العناصر التي تميّز ثقافة الشعبين الإيراني واللبناني عن العديد من الثقافات الأخرى، وقال إن العنصر الأول هو الحضور القويّ للحافزين المعنوي والروحاني في جميع مجالات الثقافة والفن في البلدين. العنصر الثاني هو أن الثقافة والفن في إيران ولبنان استفادا دائماً من الفكر العالمي. والعنصر الثالث المهم للغاية، هو أنّ إيران ولبنان كانا صانعين للثقافة.
وأكد أن لبنان كان ولا يزال ملتقى الديانات والمذاهب المختلفة، ونشأت بفضله محبة الآخرين والتعايش السلمي.
ثم بدأت الأمسية الموسيقية الأوركسترالية للأوركسترا الوطنية الإيرانية بقيادة المايسترو برديا كيارس، والمؤلفة من حوالى 45 عازفاً، وشاركهم مجموعة من العازفين والكورال من لبنان.
فعاليات "أيام الفجر الثقافية" مستمرة حتى السبت 5 آذار 2022 في مسرح رسالات - المركز الثقافي لبلدية الغبيري، وفي مجموعة من الأماكن والمراكز الثقافية.
وفي تصريح خاص لموقع "الفن"، أكد الدكتور عباس خامه يار على أهمية هذه المناسبة، التي أراد من خلالها أن يسلط الضوء على لغة المحبة والفن والتعايش، مشدداً على أن الفن له تأثير كبير على الشعوب، خصوصاً في ظل الأزمات التي تعصف في المنطقة، وما يتعرض له الشعبان اللبناني والإيراني من حروب نفسية وإقتصادية وإعلامية.