إرتبط إسمها بأفلام "الميراث"، و"L'odeur du Liban" و"قضية رقم 23"، التي حازت جوائز مهمة، فقد عرفت الممثلة اللبنانية ريتا حايك بقدرتها على إنتقاء الأدوار التي يمكن أن تضيف إلى مشوارها الفني. مسرحياً، قدمت أعمالاً وصلت إلى المسارح العالمية، منها مسرحية "فينوس". أما على صعيد الدراما، فقد حققت نجاحات تستحق أن ترفع لها القبعة، وذلك في مسلسلات "ثواني"، "وين كنتي"، "من الآخر" وغيرها.
بعد دورها الأخير في مسلسل "بارانويا"، كان لموقع "الفن" مقابلة خاصة مع ريتا حايك، تحدثت فيها عن مدى تأثير هذا الدور على مسيرتها الفنية، وعن الممثل السوري قصي خولي، والممثل اللبناني جنيد زين الدين، كما تحدثت عن جائزة أفضل ممثلة التي حصدتها عن دورها في فيلم "الميراث".
كيف تصفين مشاركتك في مسلسل "بارانويا"، وما هو تأثيرها على مسيرتك الفنية؟
طبعاً هي إضافة مهمة إلى مسيرتي، وعلى الصعيد الشخصي أيضاً، "ميلا" شخصية مختلفة جداً عن الشخصيات التي جسدتها سابقاً، وكذلك مسلسل "بارانويا" مختلف عن المسلسلات التي شاركت فيها. "ميلا" لا تشبه أي شخصية أخرى، يمكن إعتبارها الجزء المجنون من شخصيتي، الجزء الحماسي منها، تشبه النار التي في داخلي، "فشتلي خلقي"، وعلى الصعيد الشخصي، كان يمكنني إعتبار هذا الدور تحدياً لي، كان هناك نوع من التغيير الذي أنا بحاجة إليه، لا أستطيع أن أجسد دائماً أدوار الفتاة الطيبة.
"ميلا" كانت تحدياً شخصياً لي، فمنذ فترة وأنا أرغب في أن أجسد شخصية تبرز جزءاً مختلفاً من شخصيتي للجمهور، لأن تقديم نوع واحد من الأعمال هو أمر ممل، كما أنني كنت أرغب في تقديم عمل بوليسي، فيه نوع من الإثارة، و"بارانويا" كان كفيلاً بتحقيق ذلك.
جمعتك بطولة المسلسل بالممثل السوري قصي خولي، والممثل اللبناني جنيد زين الدين، كيف تصفين العمل معهما؟
لقد أطلقوا علينا نحن الثلاثة لقب "البوطة" أو "الـ Gang"، في التصوير وخارج التصوير، كنا نقوم بكل النشاطات سوياً، حتى خلال فترات الراحة، وتناول الطعام. بالنسبة لقصي خولي، لا يمكن أن أصف مدى سعادتي بالعمل معه، يمكنني تكرار هذه التجربة من دون تفكير، هو إنسان بكل ما للكلمة من معنى، متواضع وموهوب فوق الخيال، يدعم من حوله، العمل معه لا يدفعك إلى منافسته، بل إلى تقديم كل ما لديك بطريقة محترفة، أما جنيد زين الدين، فتجمعني به صداقة قديمة، أحبه جداً، وأحببت العمل معه كثيراً.
ما الفرق بين التمثيل في مسلسلات تلفزيونية والتمثيل في مسلسلات المنصات الإلكترونية؟
أنا أحب العمل في السينما والمسرح كثيراً، أفضّل السرعة والحرية، وهو الأمر الذي تقدمه لنا المنصات، نعمل على Mini Series كأنها أفلام سينمائية، نعطي كل حلقة وقتها، نعمل بحرية وبحركة سريعة لا يمكن إيجادهما بالمسلسلات المتلفزة. المنصات أفادت الممثل بشكل كبير، والمخرجين وحتى الكتاب. أما من ناحية الإنتشار، فعلى الصعيد العربي، تصل مسلسلات المنصات إلى جمهور أكبر، أما على الصعيد المحلي فلا أعتقد ذلك، فهناك عدد كبير من اللبنانيين ليسوا مشتركين بمنصة "شاهد" ولا يشاهدون الأعمال التي تعرض عليها.
حصدتِ مؤخراً جائزة "أفضل ممثلة" عن دورك في فيلم "الميراث"، ما هو شعورك بحصولك على جائزة عن دور يحمل بعداً إنسانياً؟
فيلم "الميراث" طرح قضايا مهمة جداً، منها إنفجار مرفأ بيروت، الهجرة، ومواضيع تعني كل لبناني وبشكل كبير، ومن وجهة نظر مخرج فرنسي طبعاً، ولكنها أثرت فينا كثيراً، وحصولي على جائزة عن دوري في الفيلم، هو أمر مهم جداً بالنسبة لي، وأكثر أهمية من حصولي على جائزة عن أي دور. الفيلم سيعرض في الـ Human International Film Festival في الغراند سينما، وسيعرض في الـ 8 من شهر آذار، أي في يوم المرأة العالمي. العمل مع الممثل كميل سلامة يعني لي كثيراً، هو أستاذي، ولولاه لم أحصد هذه الجائزة، أما المخرج ماثيو حاج، عادة ما أحصل على جوائز عند العمل معه، والطريقة التي يعمل بها تساعدني، فقدمنا سابقاً فيلم "L'odeur du Liban"، مع الممثل رفيق علي أحمد والممثل ونيكولا معوض، حصلنا على جائزة أيضاً.
قدمتِ سابقاً مشاهد وأدوار وُصفت بالجريئة، وتعرضت لهجوم من قبل الجمهور، ما رأيك بحملة الإنتقادات التي تعرضت لها الممثلة المصرية منى زكي عن دورها في فيلم "أصحاب ولا أعز"، وكذلك الإنتقادات التي تعرض لها الممثلان زينة مكي وجيري غزال عن دوريهما في مسلسل "شتي يا بيروت"؟
ليس لدي أي تعليق على هذا الموضوع، لا يمكننا أن نتابع مسلسلات على Netflix وأفلاماً أجنبية، وننتقد المسلسلات العربية والممثلين العرب، أنا لم أقدم في حياتي دوراً أو مشهداً وأنا أفكر بردة فعل الجمهور السلبية، هذه عقد نفسية، ومن يمتلكها ليس مرتاحاً مع نفسه، نقرأ هذه الإنتقادات ونتغاضى عنها، نحن ممثلون محترفون تعلمنا في أهم معاهد الفنون، ونقدم أعمالاً محترمة، ونحترم مهنتنا، ليس من المنطق أن نقدر الممثلين الأجانب، ونقيم حملات ضد الممثلين المحليين.
هل إشتقتِ إلى العمل في المسرح؟ وما هو الدور الذي تعتبرينه إنطلاقتك الفعلية في التمثيل؟
طبعاً إشتقت إلى خشبة المسرح كثيراً، أريد أن أقدم عملاً جديداً قريباً، هناك خطط إن شاء الله.
أما بالنسبة للإنطلاقة الفعلية، فأعتقد أنها كانت في مسرحية Venus، مع الممثل بديع أبو شقرا، أصداؤها كانت عالمية، قدمناها على المسرح في باريس، باللغة العربية مع ترجمة باللغة الفرنسية، وهذه المسرحية عرضت باللغة الفرنسية، ولكن الأصداء الإيجابية جاءت أكثر على النسخة اللبنانية، أيضاً فيلم "قضية 23" للمخرج زياد دويري والذي ترشح لجائزة الـ Oscar، كان خطوة مهمة في مسيرتي. أما على صعيد الدراما، فقدمت الكثير من الأعمال التي أحببتها، ليس هناك من عمل معين.
مَن مِن الممثلين اللبنانيين تعتبرينه منافساً فعلياً لكِ؟
كل من يقدم عملاً جميلاً ومحترماً أعتبره منافساً لي، منافسة شريفة طبعاً، نشهد في الفترة الحالية كمية إنتاجات ضخمة في ظل وجود المنصات الإلكترونية، الأمر الذي يرفع المعايير والمستوى والمنافسة الجميلة، وهذا أمر جيّد.
هل تربطك صداقة بممثلين من الوسط الفني؟
أصدقائي في الوسط الفني قلائل، منهم ستيفاني عطالله، نيقولا معوض، بياريت قطريب، طارق سويد، كارلوس عازار، رولا بقسماتي.. أما بالنسبة للنشاطات المشتركة مع ممثلين، فلا أتواجد فيها كثيراً.
تشاركين المتابعين صوراً مميزة مع زوجك وإبنكما، عبر حسابك على موقع التواصل الإجتماعي، ما مدى تأثير عائلتك على خياراتك ومشوارك الفني؟
تؤثر بشكل كبير، فأنا أنتقي أعمالي التي سأعطيها وقتي، والتي يمكن أن تضيف إلى مسيرتي الفنية، والتي تستحق أن أبتعد بسبب إنشغالي فيها عن زوجي عبد الله الزبير وإبني جورج.
لماذا إخترتِ أن تتزوجي زواجاً مدنياً، وهل تشجعين الناس على هذا الزواج رغم عدم إقراره في لبنان؟
لا يجب أن يرتبط الزواج بالدين وبما نؤمن به، طبعاً أشجع الناس على الزواج المدني.
ما هي خططك للفترة المقبلة؟
أنتظر عرض فيلمي القبرصي "إيمان"، الذي شاركتني فيه الممثلة ستيفاني عطالله، سيعرض في المهرجانات الدولية، وهناك فيلم "بيروت هولوم"، الذي عرض للمرة الأولى في مهرجان البحر الأحمر في السعودية، سيعرض في بيروت، بالإضافة إلى فيلم "الميراث"، وأقرأ حالياً بعض النصوص، وعلى أساسها سأقرر.