مارسيل خليفة مؤلف موسيقي، مغني وملحن لبناني يتميز بقدرته على خلق موسيقى اصلية متحررة من جميع القيود المحددة مسبقاً. عرف بمغني الحرية والثورة والعروبة والحب. كان يحلم بالموسيقى منذ طفولته وينتظر بفارغ الصبر مرور السنين التى اخضعها لإملاءات الموسيقى ليغدو فناناً مشهوراً في لبنان والعالم العربي عند كبره.
نشأته وحبه للعود
ولد الفنان اللبناني مارسيل خليفة في 10 حزيران / يونيو 1950 في بلدة عمشيت الساحلية التي تقع شمال بيروت بالقرب من مدينة جبيل. ولعه بالموسيقى في سن مبكرة دفع بوالديه الى تشجيعه على دخول المعهد الوطني للموسيقى في بيروت حيث درس آلة العود وأصبح عازفا موهوبا، ما مكّنه من استكشاف امكانيات هذه الآلة فأبدع بموسيقى خالية من كل قيد.
المرحلة الاولى من حياة مارسيل خليفة الفنية
تمتد المرحلة الاولى من حياة مارسيل خليفة الموسيقية من العام 1970 حتى نهاية الثمانينات. علّم مارسيل خليفة بين العام 1970 و1975 في المعهد الوطني للموسيقى في بيروت.
في نفس الوقت كان يقوم بجولات في العالم العربي واوروبا واميركا يقدم خلالها عروضاً بالعزف المنفرد على آلة العود.
دفعته الحرب وحالة عدم الاستقرار التي ترافقها الى تقدير الوقت المخصص للموسيقى بشكل أفضل فأسس عام 1976 فرقته الموسيقية "الميادين"، وكان يشارك في عروض في المهرجانات والحفلات الموسيقية في جميع انحاء العالم.
تزامنت مسيرته وتأليفه للألحان مع مسيرة الشاعر الفلسطيني محمود درويش الذي أحبه. عرف مارسيل خليفة بالفنان العروبي الملتزم بالقضية الفلسطينية كما اشتهر بميوله الشيوعية.
من اعمال محمود درويش المعروفة والتي لحنها مارسيل خليفة وأداها هي "أمي"، "ريتا والبندقية"، "جواز السفر" وهي قصائد للشاعر الفلسطيني الراحل محمود درويش لتبقى أغنية "أمي" هي التي طبعت مسيرته وإحتلت المكانة الاسمى. اذ بحسب خليفة لا شيء يضاهي الهدوء الذي يشعر به الابن على صدر أمه حتى لو كانت السنوات والمسافات تفصل بينهما.
على مر السنين أصدر مارسيل خليفة العديد من الالبومات الغنائية ومن اشهرها: "وعود من العاصفة" عام 1976 و"أغاني المطر" عام 1977 و"أعراس" عام 1979 و"عالحدود" عام 1979، وغيرها الكثير ممّا عكس إلتزامه بالقضايا التي يؤمن بها، سواء العربية منها أم العالمية.
بالإضافة الى إطلاقه ظاهرة غناء القصيدة الوطنية الفلسطينية قام مارسيل خليفة بتلحين اغاني لشعراء آخرين مثل حبيب صادق وطلال حيدر في قصيدة "تصبحون على وطن". في واحدة من اهم اغانيه "يعبرون الجسر"، تمكن مارسيل خليفة من المزج بين الساكسوفون والموسيقى العربية.
المرحلة الموسيقية الثانية في حياة مارسيل خليفة
تمتد المرحلة الثانية من فترة التسعينات حتى زمننا هذا، حيث تفرغ مارسيل الى تلحين الموسيقى، فشارك في تأليف موسيقى تصويرية في العديد من مسرحيات عبد الحليم كركلا مثل: “حلم ليلة صيف”، “الأندلس الحلم المفقود”، “أليسا ملكة قرطاج”، حتى اتسع نطاق أعماله في مجال التلحين.
في 2019 شارك الفنان خليفة في مهرجانات بعلبك حيث رفض ان يؤدي النشيد الوطني اللبناني في افتتاح المهرجانات وهو العائد بعد غياب سنوات. هذا الامر اثار جدلاً واسعاً حول حفل مارسيل خليفة الذي علق على الهجوم الذي تعرض له قائلاً: "أنا موجود في عمشيت، وجاهز للاستدعاء إن شاؤوا. نعم، كلّنا للوطن ولكن فليعيدوا لنا الوطن... بيئتنا دمّرت وأولادنا هاجروا، حين يعودون سيكون لنا وطن وسنكون كلنا للوطن".
لبى مؤخراً مارسيل خليفة دعوة المايسترو لبنان بعلبكي الذي احيا حفلاً في مقدونيا الشمالية، مع الاوركسترا الفلهارمونية المقدونية حيث قدم خليفة اغنيتين هما "يا نسيم الريح" و"سلام عليكي"، وقدم منفرداً، عزفاً على العود وأغنية "ريتا". وكان لهذه الاطلالة المبدعة صداها الواسع والايجابي.
الاوسمة والتقديرات التي حاز عليها
في عام 2005 منح مارسيل خليفة لقب "فنان اليونسكو للسلام" كما حصل في العام نفسه على وسام الارز اللبناني. في عام 2008 حصل مارسيل خليفة على "ميدالية الاتحاد الثقافي اللبناني العالمي". مارسيل خليفة حائز على عدة جوائز عربية وعالمية أهمها "جائزة الانجاز الثقافي" التي منحت له في تونس العاصمة عام 1980 . في عام 2001 نال الميدالية الوطنية الفلسطينية للثقافة والفنون.
حياته الشخصية
مارسيل خليفة متزوج من يولا خليفة وهي مغنية وكاتبة أغاني. لديه ولدان بشار خليفة ورامي خليفة وهما ملحنان موهوبان، يقيمان الحفلات و يلحنان موسيقى افلام.