فقدت مصر والعالم العربي قامة مسرحية كبيرة حيث رحل عن عالمنا المخرج المسرحي جلال الشرقاوي متأثراً بمضاعفات الفيروس المشؤوم، الذي أصيب به ونقل على اثره الى العناية المركزة ليستسلم للمرض ولينضم لقائمة الفنانين الراحلين الذين لم يصمدوا أمام هذا الفيروس مثل دلال عبد العزيز وسمير غانم وأحمد خليل وغيرهم.
دراسته في مصر وفرنسا:
حصل جلال الشرقاوي على بكالوريوس العلوم من جامعة القاهرة عام 1954، ودبلوم خاص تربية وعلم النفس من جامعة عين شمس 1955 إلا أن شغفه بالفن دفعه للالتحقاق بالمعهد العالي للفنون المسرحية، حيث حصل على تقدير امتياز عام 1958، ليسافر بعدها إلى فرنسا ليحصل دبلوم إخراج من معهد "جوليان برتو" للدراما في فرنسا عام 1960 حيث تخرج أيضا حاملا دبلوم إخراج من المعهد العالي للدراسات السينمائية عام 1962.
مشواره المهني وأهم أعماله
عاد جلال الشرقاوي الى مصر ليبدأ مشواره المهني ليخرج عدة أفلام سينمائية في حقبة الستينيات منها "أرملة و3 بنات" لتكون أول أعماله عام 1965 و"العيب" و"الناس اللي جوه"، لكن للمسرح وقعه الخاص حيث استحوذ على الجانب الأكبر من اهتمامه فأخرج نحو 70 عرضا مسرحياً بعضها مأخوذ عن أعمال أدبية شهيرة.
ولعل من أبرز مسرحياته "طبيب رغم أنفه" و"الجوكر"، فضلا عن "البغبغان" و"راقصة قطاع عام" ، بالإضافة إلى "ع الرصيف" و"انقلاب" و"عطية الإرهابية" و"دستور يا أسيادنا" و"حودة كرامة"،و "قشطة وعسل"، إلا أن "مدرسة المشاغبين"لها وقعها الخاص وهي مسرحية كوميدية مقتبسة عن الفيلم البريطاني "To Sir, with Love " بطولة الممثل سعيد صالح، عادل إمام، يونس شلبي، أحمد زكي، حسن مصطفى،حيث شكلت محطة فارقة في مشواره الفني لتكون أهم أعماله المسرحية والتي حظيت باهتمام الجمهور بسبب الجدل الذي أثارته عند عرضها في حقبة السبعينيات والأثر الذي تركته في أجيال متعاقبة.
مناصب قد تولاها:
عمل جلال الشرقاوي في أول حياته مدرسًا للعلوم وشغل خلال مشواره الفني عدة وظائف منها مدرس التمثيل والإخراج بالمعهد العالي للفنون المسرحية 1962، ومدير مسرح توفيق الحكيم 1967، وأستاذ التمثيل والإخراج بالمعهد العالي للفنون المسرحية ورئيس قسم التمثيل والإخراج 1975 وعميد المعهد العالي للفنون المسرحية عامي 1975 و 1979. وكان ايضاً أستاذ متفرغ بالمعهد منذ عام 2006.
الجوائز التي حصل عليها:
شارك جلال الشرقاوي خلال حياته المسرحية في عدة فعاليات ومهرجانات مسرحية عربية منها مهرجان "دمشق المسرحي" عامي 1968 و1969 ومهرجان "بابل المسرحي" 1987 وغيرها.
كما ألف عدة كتب في مجال المسرح والسينما يذكر منها "مدخل إلى دراسة الجمهور فى المسرح المصري" وكتاب "السينما في الوطن العربي" و "حياتي في المسرح ".
حصل خلال مشواره على عدة ميداليات وشهادات تقدير منها ميدالية من (المركز الكاثوليكى المصرى)، وميدالية (المسرح التجريبي) و جائزة الدولة التقديرية فى الفنون من مصر عام 1994
مسرح الفن وتصفية الحسابات
أسس الشرقاوي "مسرح الفن" الملاصق لمعهد الموسيقى العربية بوسط القاهرة، والذي خاض نزاعاً قانونياً طويلا من أجل الإبقاء عليه.
حيث دخل المخرج الراحل جلال الشرقاوي في معركة مع وزير الثقافة الأسبق فاروق حسني والذي كان قد كشف عن صدور قرار عام 2010 بهدم مسرح الفن، بسبب التهديد الذي يمثله على المبنى الأثري لمعهد الموسيقى، وذلك بتوصيات من الحماية المدنية، وتم تشميع المسرح وقتها، ووقف العرض الذي كان من المقرر تقديمه وقتها، وتررد في ذلك الحين أن الأزمة تعود لمهاجمة الشرقاوي لمهرجان المسرح التجريبي، الذي يرعاه وزير الثقافة.
وقال الشرقاوي عن هذه الأزمة وقتها:"ما يحدث تصفية حسابات لأنني رافض لسياسة وزارة الثقافة ومهرجان المسرح التجريبي الذي ولد على يديه واهدار لأموال الدولة وافساد لذوق الشباب"