ممثلة جميلة المظهر والأخلاق، تتمتع بموهبة لا يختلف عليها اثنان في مجال التمثيل، طورتها لتصبح إحترافاً دخلت من خلاله قلوب الجمهور في الكثير من الشخصيات التي أدتها.
إنها الممثلة إلسا زغيب، التي تمتلك مسيرة حافلة بالأعمال التي جعلت إسمها مطبوعاً في أذهان الناس، ومن بين الأعمال التي شاركت فيها "جنى العمر" و"ما فيي" و"داون تاون" ومؤخراً "شتي يا بيروت".
كان لموقع "الفن" لقاء خاص مع إلسا زغيب، فيه الكثير من الأسرار التي كشفتها لنا للمرة الأولى، والعديد من المواضيع الشيقة على الصعيد الفني والشخصي.
شاركتِ مؤخراً في مسلسل "شتي يا بيروت"، الذي نال نسبة مشاهدة وتفاعلاً عالياً، كيف تقيّمين دورك في المسلسل، وكيف جاءت ردات الفعل على أدائك؟
يعدّ مسلسل "شتي يا بيروت" من أفضل الأدوار التي قدمتها في حياتي وأصعبها، تعبت كثيراً في تقديم دور "أماني"، وسعدت كثيراً بردة فعل الجمهور والرسائل التي وصلتني.
تمرّ الشخصية بصعوبات كثيرة، من مصيبة إلى أخرى، لم تمر بيوم جميل وهذا ما يتعبها، كما أن أكثر المشاهد دراما، وصلت إلى مكان أصبحت أطلب من المخرج أن لا يبكيها، ولكن نسيت هذا التعب كله عندما رأيت تقدير الجمهور.
كيف يؤثر وجود الممثل الذي يشاركك المشاهد على أدائك، وكيف تصفين العمل مع الممثلين زينة مكي وعابد فهد في مسلسل "شتي يا بيروت"؟
طبعاً عادة ما يفضل الممثل أن يشاركه في المشاهد ممثل حقيقي، يساعده على تحسين أدائه ويكتسب منه معرفة، ففي كثير من الأحيان يقف أمامك أشخاص لا يقدمون أداء كافياً ليجعلك تعطي من داخلك، أو أنهم لا يفضلون أن يعطوا للممثل الذي يقابلهم أو أن يساعدوه عمداً.
تعدّ هذه تجربتي التمثيلية الثانية مع الممثلة زينة مكي، بعد مسلسل "ما فيي" الذي أديت فيه دور عمتها، وهذه المرة الثانية التي نقدم فيها دور الأختين في "شتي يا بيروت". زينة تتمتع بروح جميلة جداً، إيجابية للغاية وخفيفة الظل ومرحة، يمكن أن تتكلي عليها في المشهد، فيمكنك مثلاً أن تطلبي منها إعادة تمثيل المشهد، العلاقة مع زينة في التمثيل جميلة جداً.
أما الممثل السوري عابد فهد، فإنتابني شعور بالقلق لوقوفي أمامه، فهو نجم كبير، تاريخه الفني الكبير وأداؤه أخافاني في البداية، ولكن خرجنا بنتيجة جميلة جداً، وساعدني كثيراً، وطلبت منه في لقائنا الأول أن يجعلني أعيد تمثيل المشهد في حال لم أؤديه بالطريقة المثالية،لقد إستفدت بشكل كبير من مساعدته، وملاحظاته وسعدت بالعمل إلى جانبه.
هل لحياتك الزوجية وعائلتك أي نوع من التأثير على عملك وخياراتك في التمثيل؟
بالطبع، حياتي الزوجية تؤثر على خياراتي، وحتى على الصعيد الشخصي فأنا إنتقائية بأدواري، لا أحب أن أشارك في أي عمل لمجرد أن أتواجد على الشاشة، أو كي لا أختفي لفترة طويلة، أنتقي دوري بطريقة أن يعلّم في ذهن المشاهد، ويحتوي على رسالة، والدليل على ذلك، عندما يقوم بعض الأشخاص بتهنئتي على دور، أراهم يتذكرون أدواراً قديمة لي، معلقين أنها لا تزال تؤثر فيهم، وهذا شيء يفرحني.
وأشير إلى أنه ليس من الضروري أن يكون الدور كبيراً أو بطولة، ولكن يجب أن يترك بصمة في ذهن الناس.
أما بالنسبة لعائلتي، فهي دائماً لها الأولوية في حياتي، ورفضت العديد من الأعمال لأن زوجي كان منشغلاً كثيراً في عمله، ولا يمكننا أن نتغيّب عن المنزل في الوقت نفسه، ضحيت بالعمل لفترة من أجل عمل زوجي.
كيف تمكنتِ من التقرب بهذا الشكل الكبير، من الطفل أيوب المصاب بمتلازمة داون في المسلسل؟
"حسن" أو الطفل الذي أدى دور أيوب، هو شخص لا يمكنك أن لا تحبيه، فهو طيب جداً، وأنا بشكل خاص لأن لدي أطفالاً، أستطيع أن أجد طريقة للتعامل مع الأطفال، ولكن هو يتمتع بكاريزما خاصة تجعلك تحبينه كثيراً، كما أنه يعرف أسماء الجميع، يلقي التحية على الجميع، حتى أنه يتقن أسماء الشخصيات، كما أنه يحاول دائماً تقليد أدوارنا بإتقان، "الله يحميه".
نرى أن زوجك ينشر أيضاً العديد من الصور الرومانسية سوياً، ما الذي ساعدكما على الحفاظ على هذا الحب مع السنوات؟
أنا ورياض تزوجنا من 8 سنوات فقط، والحمدلله ما زلنا قادرين على المحافظة على هذه العلاقة الجميلة بيننا، وأن نعي كيف يمكننا أن نحافظ عليها وأن نحسنها وأن تظل علاقتنا جيدة، يمكن أن يكون الإيمان هو الذي ساعدنا على الحفاظ على هذا الحب، كما أننا نعيش من أجل طفلينا ومن أجل أن نؤمن لهما حياة جميلة، يكونان فيها سعيدين وفخورين بأهلهما.
زوجك يمتلك شركة تنظيم مناسبات، هل يفكر في التحول إلى شركة إنتاج أعمال تمثيلية؟ وبرأيك هل هذا يمكن أن يساعدك في عملك؟
نعم زوجي يمتلك شركة تنظيم مناسبات، ولكن لم يفكر أبداً بافتتاح شركة إنتاج، أو أن ينتج لي أعمالاً، ولكن لما لا، عادة يحلم الممثل أن يحقق أحلاماً جديدة.
أي عمل تعتبرين أنه كان إنطلاقتك الفعلية في عالم التمثيل؟
بالنسبة لي أنا شخصياً أعتبر إنطلاقتي كانت بدوري في مسلسل "جنى العمر"، عندما أديت دور فتاة هاربة من الجيش الفرنسي ومتنكرة برجل من أجمل الأدوار التي قدمتها، لأنه العمل الذي تعبت عليه، ووضعت طاقتي فيه، فلقد راقبت الرجال بشكل كبير حتى أستطيع تقليدهم، كان فعلاً جميلاً جداً، فأنا كما باقي الممثلين حلمت بتقديم عملل لا يشبهني، كي أستطيع تفجير طاقتي.
كما أنني إستمتعت كثيراً في هذا المسلسل.
أما إنطلاقتي الفعلية في المجال فكان بعد سفري إلى دبي ومشاركتي في مسلسل "فرصة ثانية"، الذي قدمت فيه دور المرأة المعنفة.
وأعتبر إنطلاقتي الفعلية على الصعيد الجماهيري كانت في مسلسل "ما فيي"، وأعتقد أن المحطة التي عرض عليها المسلسل أثرت أيضاً.
هل تعتبرين أن الممثل اللبناني بحاجة للمشاركة في أعمال مشتركة، حتى يثبت نفسه على الساحة الفنية؟
في لبنان هناك العديد من الأعمال الفنية والأدوار المعقدة والتي تحتاج لمجهود كبير، وممثلين يمتلكون الجدارة، ولكن للأسف بعض منتجي الأعمال المشتركة ينظرون للممثل اللبناني في العمل المشترك بسؤال:"أين كنت أنت قبل اليوم؟"، مع الإشارة إلى أن الممثل اللبناني يكون قد قدم قبلاً أدواراً جميلة ولكن على الصعيد اللبناني، أي كنجم في لبنان فقط، ما يجعل بعض منتجي الأعمال المشتركة يرون أنهم يقدمون له أدواراً صغيرة، حتى يصبح مشهوراً.
للأسف، وطبعاً هذا أسلوب سلبي بالتكلم مع ممثلين يمتلكون خبرة طويلة في التمثيل في لبنان، ولكن من جهة أخرى إذا كان الممثل اللبناني غير معروف عربياً، يمكن أن نعطيهم الحق.
برغم أهميته، إلا أن مسلسل "مسيرتي" للفنان جورج وسوف لم يحقق أصداء مهمة، لماذا برأيك؟ وهل تعتقدين أن نجومية الفنان جورج وسوف ما زالت مستمرة؟
بحسب معلوماتي، فإن مسلسل "مسيرتي" إحتل الترند على منصة شاهد، وتابعه عدد كبير من الأشخاص، وبالطبع جورج وسوف ما زال يتمتع بقاعدة جماهيرية واسعة حتى الآن، فإن حفلاته دائماً ممتلئة، وأغانيه مخلدة، و"مسيرتي" نال نسبة مشاهدة عالية، بسبب حب الجمهور لجورج وسوف بحدّ ذاته، كما أن الناس سعت لمعرفة كيف كانت حياة جورج وسوف.
تمتلكين جمالاً طبيعياً وقريباً من القلب، مع إحترافية في التمثيل، وتستحقين دور بطولة مطلقة، لماذا لم نشاهدك بعد في هذا المكان، أو بين نجمات الصف الأول؟
دور البطولة المطلقة، مثلاً مسلسل "شتي يا بيروت" لأنه عربي وتم التسويق له عربياً نال على نسبة مشاهدة عالية، رغم أنه عرض على منصة إلكترونية، لا يمكن أن يشاهده إلا من يشترك بها.
ولقد قدمت ثلاث أدوار بطولة مطلقة، وهي "جنى العمر" من بطولتي وبطولة يوسف الخال، "هي وهي"، من بطولتي وبطولة عمار شلق، و"أرليت وإدوار" بطولتي مع زياد سعيد، ولكن كما قلنا سابقاً فإن المسلسلات اللبنانية لا يلاقون نسب مشاهدة كما يجب، إضافة للمحطة التي تعرض عليها تلك المسلسلات تلعب دوراً بنسب المشاهدة.
في النهاية الأيام مقبلة، ويمكن أن أحصل على دور بطولة مطلقة عربياً، والبطولة المطلقة لم تعد لها أهمية بمقدار البطولة المشتركة.
نشرتِ على صفحتك على السوشيال ميديا فيديو ترقصين فيه باحتراف، هل هذا في إطار عمل تحضرين له؟
أنا راقصة سابقة، درست الرقص لفترة 12 عاماً من حياتي، وهذه الفترة تعدّ من أجمل أيام حياتي، كما كنت أرقص مع فرقة "العساف" وكنا نشارك في العديد من المهرجانات والإفتتاحات ونقدم عروضاً، وكان جزءاً جميلاً في حياتي، كما كان أعضاء الفرقة أصدقائي، أما الفيديو الذي نشرته فكان خلال مرافقتي لأولادي في تدريباتهم، وقدموا لي حصص لتعلم الرقص، فأحببت أن أشارك المتابعين، كما سعدت بالرقص مجدداً لأني كنت إبتعدت عن الرقص لفترة طويلة وهذا شغفي.
تعدين مسالمة بشكل عام بين الممثلات في مجال التمثيل وقليلاً ما ترافق الشائعات إسمك، هل هذا الأمر يخدمك أو يضرّك؟
هناك ممثلات أو ممثلون يتقصدون إختراع الأخبار كي يحظوا بإهتمام الجماهير، وتصبح أسماءهم Trending، أنا ضد هذه الأفكار، ولا أفضل أن أقوم ببلبلة لمجرد لفت الأنظار، أنا شخصياً أؤمن بمقولة السنبلة الممتلئة تنحني، والسنبلة الفارغة هي التي تظل واقفة، ولا أحب أن يكون تواجدي على أساس أموري الشخصية أو ملابسي وأبتعد عن المشاكل قدر الإمكان، فهذه ليست طبيعتي، من دون أن أترك حقي.
لا يضرني هذا الأمر بالتأكيد، بالعكس لدي العديد من المحبين، في مجالنا إن لم تعطِ قيمة لنفسك لن يعطيك أحداً قيمتك، للأسف ولكن هذا لن يدفعني لكي أقوم بدعاية لنفسي.
من يتابعك على السوشيال ميديا، يلاحظ عفويتك وروحك الشابة، أما في المسلسلات فعادة ما تقدمين أدواراً أكبر من عمرك، في وقت نرى ممثلات أكبر بكثير يؤدون أدواراً صغيرة في العمر، ما السبب وراء هذا الخيار؟
على السوشال ميديا، أظهر أقل ما لدي حتى أنني لا أبالغ، أنا شخص يحب الحياة ويحب المرح ولا أعرض كل ما لدي أمام الجمهور، أعرض فقط الضروري، أما الأدوار التي تعطى لي مثل دور العمة في "ما فيي"، هذا الدور كان بمثابة سيف ذو حدين، ضرني على صعيد العمر، حتى أنه بسببه عرض علي دور بفيلم، وعندما إلتقوا بي إعتبروا أنني أصغر من الدور، ولكن أيضاً دوري في "ما فيي" أعطاني قاعدة جماهيرية واسعة.
ما هي مشاريعك الفنية المستقبلية؟
حالياً لست بصدد التحضير لأي عمل، أمرّ بفترة راحة بعد أربعة أعمال، وأهتم بولدي، أنتظر الفترة المقبلة والعروضات المقبلة.