دائما ما تُرشق الشجرة المثمرة بالحجارة.
. وهذا ما ينطبق على اليوتيوبر الكويتي أبو فلة، الذي استطاع جمع 11 مليون دولار للنازحين واللاجئين، من خلال حبس نفْسه في غرفة زجاجية لمدة 11 يوماً، ضمن حملة "لنجعل شتاءهم أدفأ"، ودخل موسوعة غينيس للأرقام القياسية، كأطول بث خيري مباشر متواصل، وحصد أكبر عدد من المتابعين لبث خيري أيضاً.
بالطبع تلقى أبو فلة الكثير من الرسائل المشيدة بخطوته الإنسانية، لكن في المقلب الآخر، شكّك البعض في مسار مساعداته.
وجاء هذا التشكيك بعد تصريح المفوضية السامية لشؤون اللاجئين التابعة للأمم المتحدة، والتي نُفّذت الحملة بالتعاون معها، بأن "نصف هذا المبلغ سيخصص لدعم جهود المفوضية للوصول إلى العائلات اللاجئة والنازحة، ومساعدتهم خلال الأشهر المقبلة"، ما فسّره البعض بأن نصف التبرعات ستذهب لموظفي المفوضية.
الفنانة شمس الكويتية كتبت، على صفحتها على موقع التواصل الإجتماعي، أن نصف التبرعات ستذهب إلى موظفي المفوضية، معللة بذلك سبب عدم مشاركتها في الحملة "فهمتوا ليش ماشاركت؟؟".
إلا أن أبو فلة رد على هذه الأخبار، قائلاً في برنامج "تفاعلكم" المذاع عبر قناة العربية :"كل بساطة فكرة مبادرتي جاءت بالتعاون مع عدة جهات وشركات، ومنها مبادرات محمد بن راشد آل مكتوم العالمية، ومنظمة UNHCR وشبكة بنوك الطعام الإقليمية، المبلغ الإجمالي الذي تم جمعه سيقسم بنسبة 50% للمفوضية، و50% لشبكة بنوك الطعام الإقليمية، وكل جهة ستتكفل بمساعدة المحتاجين، وتوصيل المساعدات للأشقاء اللاجئين بطريقتها الخاصة".
وتابع :"غير صحيح أن المبلغ المقتطع للمفوضية سيذهب كرواتب لموظفيها، والأولوية للأسر العربية والأفريقية المحتاجة، ونحن وصلنا إلى 110 آلاف أسرة".
وختم أبو فلة :"أولا شكرا لكل الداعمين، ومن حق المتبرع التأكد من وصول مساهمته للشخص المحتاج، وأنا بنفسي سأقوم بتوثيق كل الخطوات التي ستتم، وعرض المحتوى على قناتي، كما ستقوم مبادرات محمد بن راشد والمفوضية بالتوثيق من جهة أخرى".
بهذا الرد، أوضح أبو فلة الحقيقة، وأيضاً لنفترض أنه بالفعل كان نصف أموال التبرعات سيذهب إلى موظفي المفوضية، إذا يكون أبو فلة جمع 5.5 مليون دولار للنازحين واللاجئين، وهذه خطوة لم يقم بها أحد في السابق، خصوصاً من المشاهير.
فعلينا أن نشجّع بعضنا البعض على عمل الخير، لا أن نساهم في تشويه خطواتنا الحسنة.