فنان صاحب صوت جميل وإحساس رائع، يدخل القلوب من دون استئذان، ويتمتع بوسامة تشكّل قيمة مضافة له، كانت بدايته من برنامج "سوبر ستار" بموسمه الثاني، ثم أطلق في مسيرته العديد من الأعمال الغنائية، التي لاقت نجاحاً، من بينها "بستاهل قلبك" و"أحلى عمر" و"العالم كلو" و"أوكسجين" و"عتبان قلبي" و"شكلو" و"دنية حب" و"يا كل العمر"، ومن أحدث أعماله أغنية "يهز الأرض".
ولا يتوقف هادي عن إحياء الحفلات، حيث أنه محبوب جداً على المسرح.
موقع "الفن" كان له لقاء خاص مع الفنان هادي أسود، تحدث فيه عن مشاريعه الفنية الجديدة، وأوضح الكثير من المواضيع الشيّقة.
بعد أن كان النجاح يقاس بعدد الحفلات، وبإستمرار تواجد الفنان على الساحة الفنية، نرى اليوم أنه أصبح قائماً على عدد المتابعين، والتفاعل على مواقع التواصل الإجتماعي، كيف تستفيد من هذه الوسائل، وكيف تقيم تفاعل المتابعين معك؟
عدد حفلاتي كبير جداً بين دبي والولايات المتحدة وكندا، وبين الوطن العربي والخارج، وهذا الأمر ساعدني، فأنا لا أحتاج فيزا، أما بالنسبة لمواقع التواصل الإجتماعي، فأنا أعتبر نفسي مقصراً، وذلك لأنها لا تعني لي، لم أستطع تحملها، لا تشبهني، رغم أنها أصبحت واجباً على الفنان، وأنا لست مبدعاً في هذا المجال، أشعر أنني بعيد عن هذا الموضوع.
قلت إنك تريد الدخول إلى السوق المصري من خلال أغنية "يهز الأرض"، هل تعتبر نفسك نجحت في ذلك؟
لا يمكن لأحد أن يدخل السوق المصري ببساطة، فهو كبير جداً، ويجب أن يملك الفنان تاريخاً كبيراً حتى يتمكن من أن يترك بصمة فيه، وأنا تربيت على الأغاني المصرية، وأحبها كثيراً، من أم كلثوم إلى عبد الحليم، وطبعاً أبحث دائماً عن أغنية تدخلني السوق المصري، وحاولت بأغنية "يهز الأرض"، ولكن لا أحد ينجح بأغنية وأغنيتين، مستحيل، هذا الأمر صعب جداً.
بعد مشاركتك في برنامج "سوبر ستار"، وإطلاقك عدة أغنيات، منها "يا كل العمر"، و"العالم كلو"، لمع إسم هادي أسود بشكل كبير، ليعود ويهمد قليلاً في الفترة الأخيرة، ما السبب برأيك؟
كل فنان يمرّ بـ Ups and downs، فليس هناك فنان ينجح في كل أعماله، وأغلب الفنانين ينجحون بأغاني معينة، ويفشلون بأغاني أخرى، أنا أحاول، وأقدم أفضل ما لديّ، وما أحب، عندما قدمت "يا كل العمر"، أحببتها، وأردت أن أقدمها حتى لو سمعتها وحدي، لأنها أغنية أحببتها، وأحببت إحساسها، والكلام، فغيرت لي فكري، أصبحت أفضل أن أقدم فقط ما أحب، مثال على ذلك، أغنية "Bonjour"، أمي ترسل لي كل يوم صباح الخير مع أغنية، فأحببت أن ترسل لي أغنيتي معها في الصباح، "عالعهد" أحسست أنها أغنية جميلة، وجوها جميل، لها معنى، كل من سمعها أحبها، ولكن لم تصل بعد إلى ما أردته، فأنا أفضل الأغاني التي تشبه شخصيتي، وتشبهني أكثر من ما يريده الجمهور.
مررت بظروف صعبة، صرحت بأنك لم تكن قادراً على شراء "ربطة خبز"، هل تخاف من أن تعيش هذه الظروف مرة أخرى؟
ما أظهروه من هذا الحديث هو مجرد مبالغة ودراما، حتى يثيروا حالة من الجدل، أنا لا أحب الدراما، هذا الشيء الذي يبعدني عن الفن، يبحثون عن scoop، بطريقة ليست جميلة، ولا أعلم ما فادهم هذا الخبر، أن يثيروا شفقة الأشخاص على شخص معين، ولهذا السبب أنا أفضل أن لا أتكلم عن هذا الموضوع.
في الوقت الحالي أنت مستقر في لبنان، هل تفكر بالهجرة النهائية بسبب الظروف الإقتصادية الصعبة التي نعيشها، وأن تنشئ عائلتك في بلد آخر؟
أنا عشت في أميركا عندما كانت الأوضاع جيدة في لبنان، وعدت عندما أصبحت سيئة، أنا شخص متفائل في الحياة، وأُعتبر شخصاً إيجابياً، هذا إمتحان يمر به الأشخاص جميعاً، الله "يهدّي البال"، ويساعد الناس.
تعرضت لحادث كاد أن يودي بحياتك بسبب خطأ طبي، ما التغيير الذي طرأ على شخصيتك بعد هذه الحادثة؟
ما تغير بشخصيتي هو أني أصبحت أحمد ربي أكثر على إعطائي فرصة ثانية، كان ذلك خطأ طبياً سخيفاً جداً، لا أعلم ما الذي حدث مع الأطباء، مع أنني كنت في مستشفى في أميركا، ولكن الأخطاء تحدث في أي مكان، والحمد لله أن عائلتي لم تخسرني، وأشكر ربي أنه أعطاني فرصة أخرى لأرى الحياة بطريقة جديدة.
قدمت ديو غنائي مع شقيقك الفنان شادي أسود، والذي إختفى عن الساحة الفنية بعد إطلاقه أكثر من أغنية، هل يمكن أن يعود للفن، وأن نراكما بعمل فني مشترك جديد؟
شادي متأثر إلى حد ما بالأخبار السياسية، والسياسة في سوريا، فأهمل إلى حد ما الشق الفني، ولكنه يتحضر للعودة إلى الساحة الفنية بأغنية جميلة، أنا أحببتها، وقفه الله.
في ظل الظروف الصعبة التي يعاني منها لبنان، البلد الذي تعيش فيه، وسوريا الوطن الأم، ما الكلمة التي توجهها للشعبين اللبنانيوالسوري؟
أن يظلوا يداً واحدة، إن كان في سوريا أو لبنان، أسعى كفنان وكإنسان، وإلى أبعد الحدود، أن أساعد من يحتاج المساعدة، والفنان يمكن أن يكون حلقة وصل لمساعدة الأشخاص، الله يخلص الشعب من مصيبته المعروفة ما هي، ويصبح لدى السياسيين ضمير.
هل ما زلت تعتبر الإنتقال التام إلى الولايات المتحدة الأميركية، أمراً متعباً ممكن أن يحطم النفسية، كما صرحت سابقاً؟
كل الأمور في الحياة تمتلك الجانب الجيد والجانب السلبي، أوقات الغربة تخسر الإنسان سنين يعيشها إلى جانب عائلته، وأصدقائه في وطنه، أوقات الغربة تقسي القلب، وتعلمك دروساً، فالغربة فيها السلبيات والإيجابيات، فهي أيضاً تكبر القلب وتقوي العود، ولكنك تخسر أموراً عاطفية يجب أن تعيشها.
أما بالنسبة لحياتي في أميركا، فهي ساعدتني كثيراً في الوقت الحالي، وكان لها الكثير من الحسنات.
صرحت سابقاً بأنك حاولت الإنتحار، هل مرورك بوضع أو بحالة معينة يمكن أن يوصلك إلى هذه النقطة مرة أخرى؟
"آخ من رابعة الزيات وأسئلتها"، سألتني هل جربت الإنتحار كلا لم أجرب الانتحار بل كنت متضايقاً، وأقود سيارتي، فاغمضت عينيّ، كانت لحظة استسلام للحياة، ثم فتحت عينيّ، وخفت على نفسي.
(يكمل هادي ساخراً) لم أشطب يدي أو أتناول علبة دواء كاملة، جعلوا من الموضوع محاولة انتحار وسكوب سارعوا إلى نشره، "يا جماعة طولوا بالكن"، تظهرون بذلك أن الشخص تافه، بعد ما حدث أصبحت دقيقاً جداً في تصريحاتي.
لا تنشر لقطات من حياتك الخاصة على وسائل التواصل الإجتماعي، حتى أنك لا تنشر صوراً تجمعك بزوجتك اللبنانية، ما السبب؟
لا أحب التدخل في حياتي الخاصة.
ما هي مشاريعك المقبلة؟
عرض عليّ مؤخراً مسلسل، ولكن من المستحيل أن أشارك فيه، كان الدور شريراً، فقررت التخلي عنه، وخصوصاً أنه لا يشبهني، ولا يشبه شخصيتي، وسآخذ وقتي قبل أول ظهور لي بفيلم أو مسلسل. أما على الصعيد الغنائي، فسأطلق قريباً أغنية من برنامج الإعلامي هشام حداد، وأنا متفائل بها، وشعرت أنها أغنية خفيفة، وأحبها من سمعها.