مع عرض البوستر الأول لفيلم "أصحاب ولا أعز"، كان هناك العديد من ردود الفعل الإيجابية حول فكرة إنتاج نتفليكس أول فيلم يجتمع فيه العديد من نجوم لبنان ومصر والوطن العربي للمرة الأولى، من بينهم نادين لبكي، منى زكي، إياد نصار، جورج خبّاز، عادل كرم، فؤاد يمين وديامان أبو عبود.
الفيلم من إخراج وسام سميرة، وهو أول تجربة إخراج سينمائية له، تأليف موسيقي خالد مزنّر، وكتابة وسام سميرة وغبريال يمين، وهو مأخوذ عن الفيلم الإيطالي "Perfect Strangers" الذي حقق- رقماً قياسياً في عدد النسخ التي تم تقديمها حول العالم بإجمالي 18 نسخة.
تدور أحداث الفيلم في إطار تشويقي، حول مجموعة من الأصدقاء، يجتمعون سويًا على العشاء، ويقررون أن يلعبوا لعبة، حيث يضع الجميع هواتفهم المحمولة على طاولة العشاء، بشرط أن تكون كافة الرسائل أو المكالمات الجديدة على مرأى ومسمع من الجميع. ولكن يكتشفون أن هذه اللعبة تحمل الكثير من المفاجآت والأسرار التي لا يعلمها أحد.
وكان أكد محمد حفظي، أحد منتجي الفيلم، أن تجربة إعادة تقديم فيلم "Perfect Strangers" في نسخته للشرق الاوسط، تحمل اسم "أصحاب ولا أعز"، تعد تجربة مهمة، كونه أحد إنتاجات "نتفليكس" الأصلية، إلى جانب أن الفيلم يجمع ممثلين عظماء من لبنان وعدة دول عربية مختلفة، بحسب وصفه، ولكن ما إن عرض الفيلم منذ بضعة أيام في ١٩٠ دولة، مترجماً إلى 31 لغة، ومدبلجاً إلى 3 لغات، لم تجرِ الأمور كما تشتهي السفن، حيث بدأ سيل من الإنتقادات للفيلم، بل عاصفة، بعد ساعات من عرضه، بسبب ظهور أحد أبطاله مثلي الجنس، والذي يجسد دوره الممثل اللبناني فؤاد يمين، والذي يخفي الأمر عن أصدقائه ضمن أحداث الفيلم، كما تعرضت الممثلة المصرية منى زكي، إحدى بطلات الفيلم، إلى هجوم عنيف وإنتقاد لاذع من رواد مواقع التواصل الاجتماعي، بسبب الألفاظ و"المشاهد الجريئة" (على حد وصف البعض)، بالإضافة إلى إتهامها بالترويج للمثلية الجنسية، وظهورها بجرأة غير معتادة لها.
وتصدر هاشتاغ "أصحاب ولا أعز" محركات البحث على مواقع التواصل الاجتماعي في الساعات الأخيرة، ليصبح ضمن قائمة الأكثر تداولاً في لبنان والوطن العربي، وأعرب بعض نشطاء مواقع التواصل الاجتماعي عن غضبهم الشديد، من ما قامت به الممثلة منى زكي في هذا الفيلم، من تلفظ بألفاظ وصفها البعض من الجمهور بـ"الإباحية"، خصوصاً أن الجمهور عرف عنهاالابتعاد عن الأدوار الجريئة، التي لا تتناسب مع العادات والتقاليد السائدة بالمجتمع الشرقي.
وقام عدد من الصناع بالإعلان عن رأيهم، كان من بينهم السيناريست تامر حبيب الذي دافع عن الفيلم، وكتب عبر حسابه على موقع التواصل الإجتماعي :"يا سادة يا كرام، من حقك تشوف فيلم وتحبه، ومن حقك تشوف فيلم وماتحبوش، ومن حق صناع الأفلام أن يكون عندهم مطلق الحرية في تقديم أي أفكار هما مختارين يقدموها… ماهياش خناقة والله العظيم… ولا الفنان ولا المتلقي من حقه يعين نفسه قيّم على المجتمع ولا يجزم على مجتمع متقدم في فيلم استفزه إن ده مش مجتمعه، ولا يحكم على صُناع الفيلم اللي مش عاجبه أحكام أخلاقية قاسية تصل إلى السب والإهانة، لأن الفنانين اللي هو بيهينهم دول ممكن يكونوا أحسن منه ومن اللي خلفوه… لأنه لو شتم وسب، يبقي اللي خلفوه ماعرفوش يربوه".
وقام العديد من النجوم بدعم الممثلة منى زكي، منهم الممثلة المصرية إلهام شاهين، التي رفضت ما يحدث على الساحة، قائلة :"الفيلم اللى عاملين ضجة عليه، أصحاب ولا أعز، لسه شايفاه، فيلم جميل وحقيقى، مشاكل حياتية عادية، إيه يعنى لو فيه شخص واحد يقال عنه إنه مثلى ولا نرى ذلك، دي حريه شخصية، وشخصيات موجودة في حياتنا، والمجتمع العربى فيه بلاوى أكتر بكتير جدا من اللى اتقدم في الفيلم".
وأضافت :"مش فاهمة سبب الضجة المفتعلة على فيلم معروض على منصة إلكترونية فقط.. اللى هي مش موجودة عند الناس العادية أو المتحفظة، لأن فيها أفلام أجنبية فيها ستات بتقلع ملط ومشاهد جريئة جدا.. يعنى حلال على الفيلم الأجنبي.. وحرام على الفيلم الناطق بالعربية لمجرد حوار جرئ في المواجهة وغير معتاد، مجتمع مهووس.. وبالنسبه للمتخلفين بتوع السينما النظيفة، مفيش مشهد واحد في الفيلم فيه شيء يخدش حياء المتشددين كصورة.. الجرأة فقط في الحوار بين البطلة وزوجها عندما شكت فيه إنه مثلي.. والحوار أيضا لا يوجد فيه لفظ خارج.. وعلى فكرة، الفيلم سيكون الأعلى مشاهدة بسبب الهجوم عليه".
وتابعت :"برافو منى زكى، فنانة ناضجة صادقة، أداء رائع، والحقيقة الفيلم مباراة في التمثيل بين كل ممثليه الرائعين إياد نصار ونادين لبكى وجورج خباز وعادل كرم.. تحية لكل من شارك في الفيلم بقيادة مخرج رائع وسام سميرة".
كما أشادت العديد من الممثلات المصرية بمنى زكي، من بينهن غادة عبد الرازق وإيمان العاصي.
ومع مطالبات بتدخل الرقابة على المصنفات الفنية، أكد د. خالد عبد الجليل رئيس الرقابة :"هذا الفيلم لا علاقة له بمصر لا من قريب أو من بعيد، هذا فيلم لبناني بالكامل ولسنا طرفا فيه بأي شكل من الأشكال، كما إنه من إنتاج نتفليكس، وهي منصة دولية وقد لا يطلبوا عرضه عرض عام في مصر، وإذا تم طلب ذلك يعرض الفيلم على الرقابة، ويخضع لشروطها ومعاييرها، أنا لم أشاهد الفيلم، لكن طبعا أي حاجة تخرج عن القيم والتقاليد والمعايير الرقابية الصارمة الموجودة في مصر لن تعرض".
وعلى الجانب الآخر، تقدم النائب مصطفى بكري ببيان عاجل ضد الفيلم بمجلس الشعب، وقال :"هناك فارق كبير بين الحرية الشخصية التي لا يستطيع أحد أن يتدخل فيها، وإنتاج الفيلم يشارك في إنتاجه منتج مصري، وهو محمد حفظي، صاحب فيلم ريش، الذي أظهر الفقر المدقع متجاهلًا مبادرة حياة كريمة، وأيضًا فيلم اشتباك، بعد ثورة 30 يونيو، الذي أظهر في أحداثه تعاطفًا كبيرا مع الجماعة الإرهابية، منصة Netflix، بأنها أنتجت فيلمًا يوجه رسالة مفادها ضرب القيم والثوابت المجتمعية".
وقال إن العمل ليس إبداعيًّا، فهو مأخوذ من فيلم إيطالي تم تكراره 18 مرة، وأضاف أن الفيلم يحوي 20 لفظًا إباحيًّا، وتساءل :"كيف يتم الدفاع عن المثلية الجنسية؟ ونحن في مجتمع شرقي، والمثلية في ثقافتنا فجور وفسق؟"، وأضاف :"تمت محاكمة الكثير بسبب المثلية".
وتابع بكري :"نفس المنصة دي قبل فترة، أنتجت فيلمًا في الأردن روج للمثلية بين الفتيات، وأثار ضجة كبيرة في الأردن"، وأكمل حديثه قائلاً :"عاوزين نعرف كيف نحمي أنفسنا وأسرنا بعيدًا عن الحرية الشخصية".
وعن علاقة البرلمان بمنصة يتطلب الاشتراك فيها مقابلاً مادياً لمشاهدة أفلامها، فالفيلم ليس معروضاً في دور السينما؟ قال بكري :"روسيا حظرت منصة نتفلكس، لأنها تروج للمثلية الجنسية، ويجب حجب هذا النوع من الأفلام".
وتعقد تنسيقية شباب الأحزاب والسياسيين ندوة نقاشية، اليوم، ويتم بثها عبر صفحة التنسيقية على موقع التواصل الإجتماعي، بين مؤيد ومعارض لشكل تناول القضية التي يثيرها فيلم "أصحاب ولا أعز" للممثلة منى زكي، وذلك بعد أن أثارت الجرأة التي ناقش بها الفيلم، فكرة الأجهزة التكنولوجية، وخصوصاً الموبايل، باعتباره سبباً في تشوه العلاقات، سواء بين الأصدقاء أو الأزواج، لما يحمله من خبايا وأسرار خاصة بصاحبه فقط، لو اكتشفها المحيطون به، لربما تنهار العلاقات، سواء صداقة أو زواج.
ويدور النقاش في هذا الاطار بين وجهتي النظر مع ضيوف الندوة الكاتب الصحفي مصطفى بكري عضو مجلس النواب، ومحمد عمارة عضو مجلس الشيوخ عن تنسيقية شباب الأحزاب والسياسيين، وأميرة صابر عضو مجلس النواب عن تنسيقية شباب الأحزاب والسياسيين، والناقد الفني خالد محمود، ويدير الندوة الإعلامي أحمد عبد الصمد.