قدمت لسنوات برنامجاً صباحياً قبل أن تتحول إلى التمثيل، وتبرع فيه، كما توقع منها الجميع.
قدمت الممثلة اللبنانية رولا بقسماتي في الفترة الماضية أدواراً متنوعة ضمن مسلسلات وأفلام نالت نجاحاً كبيراً، بينها "عشرين عشرين"، "خرزة زرقا"، "أنا" و"خبصة"، ولم تخطئ مرة في إعطاء كل دور قيمته وحقه.
وكان لموقع "الفن" حديث خاص مع رولا، عبرت فيه عن رغبتها في تربية إبنتها الوحيدة في لبنان، وعن شغفها بالتمثيل وعن أعمالها السابقة وعلاقتها بالممثلين.
قدمتِ مؤخراً مجموعة من الأعمال الدرامية، بمشاركة ممثلين مثل: الممثل معتصم النهار في "خرزة زرقا"، الممثل تيم حسين في "أنا"، الممثل قصي خولي والممثلة نادين نسيب نجيم في "2020"، كيف تصفين أدوارك في هذه المسلسلات وعلاقتك مع الممثلين؟
أولاً في مسلسل "عشرين عشرين" الدور كان جميلاً جداً، ومليئاً بالتقلبات، دور فتاة حساسة تحب شخصية "صافي" التي يؤديها الممثل السوري قصي خولي، ومنعت من أن تكون على علاقة به وذلك لأسباب خارجة عن إرادتها بسبب والدته، ما دفعها للعيش بتقلبات كثيرة بين الحب، الغيرة، العتب، فبرأيي كان دوراً مهماً جداً.
أما بالنسبة للتعامل مع فريق العمل، بالفعل كانت نخبة من أهم الممثلين والأجواء كانت رائعة، الممثلون جميعاً كان لديهم شغف بهذا المسلسل وإعتبروا أنه سيكون ناجحاً، من حيث النص، التمثيل الإخراج ، لذا سيطرت الإلفة بين طاقم العمل، وظهرت النتيجة على هذا الشكل، إذاً عوامل عدة أدت إلى هذه النتيجة الناجحة.
"خرزة زرقا" كان مسلسلاً جميلا، متعباً إجمالاً، وذلك لأنه مؤلف من 60 حلقة، وكلما كان المسلسل طويلاً، يكون متعباً أكثر، ولكن طبعاً كانت الأجواء جميلة، والعمل مع بديع أبو شقرا ومعتصم النهار كان إيجابياٍ جداً. أما الدور فكان صعباً جداً، وفيه العديد من التقلبات بين العقل والقلب، وبين علاقتها بزوجها وبحبيبها القديم، والتغيير في شخصية "عليا" كان مميزاً.
وبالنسبة لمسلسل "أنا" كان جميلاً، مؤلف فقط من 10 حلقات من قصة جميلة ومألوفة في مجتماعاتنا، أديت دور المرأة التي لا تعبر بشكل كبير عن مشاعرها، كما ربطت شخصيتها بشكل كبير بماضيها. النص كان جميلاً، والتعامل مع الممثل تيم حسن كان ممتعاً، فهو يمتلك كاريزما ويتقيد بالعمل، وهو ممثل مخضرم بكل معنى الكلمة.
كل ممثل برأيي لديه نقاط ضعف ونقاط قوة، وبالنسبة لقصي خولي فهو من الممثلين المبدعين الذين يتقنون إضافة ما تحتاجه الشخصية، يمكننا إعتبار كل ممثل حالة خاصة وحده، موجود ولديه جمهوره الخاص.
ما الفارق بين المسلسلات المكتوبة لمنصات إلكترونية والمسلسلات التلفزيونية برأيك؟
هذه الفترة هي فترة المنصات، فهي متواجدة في كل منزل، والمشاهد غير مقيد بوقت معين لمشاهدة الأعمال، يستطيع متابعة المسلسل في الوقت الذي يناسبه، كما تخطى فكرة تراوح عدد الحلقات بين الـ 30 والـ 60 حلقة.
لديك عدة أعمال في السينما مثل "خبصة"، "broken keys"، وكلها أعمال نجحت، ما رأيك في السينما اللبنانية ومدى قدرتها على المنافسة؟
الوضع والظروف القائمة هي التي تحول دون ظهور الطاقات الجيدة الموجودة لدينا، في فيلم "خبصة" تأليف عبودي ملاح وشادي حنا وإخراج شادي حنا، لم يكن الإنتاج كبيراً لكنه نجح، لذا فأنا ضد مقولة أن السينما اللبنانية في تراجع، لدينا طاقات ولكن قليلون من من يستثمرون بها، كما أن الظروف لا تساعدنا إلى حد كبير، رغم وجود أشخاص إستطاعوا التغلب على الظروف فلقد صوروا وأنتجوا بهذه الأوضاع مثل فيلم "كارونا" الذي يعرض حالياً فإنتاجه بسيط لـ عبودي ملاح وندى بو فرحات، أيضاً فيلم "يربى بعزكن" من تمثيلي، وكلها أفلام جميلة وبسيطة بمعانٍ ونصوص جميلة.
أيضاً فيلم "Broken keys" كان نصه جميلاً بطاقم عمل مهم ومبدع واستطاع أن ينجح في الخارج وأن يحرز جوائز وأن يقدّر، حتى لو لم نستطع عرضه في دور السينما المحلية على أمل أن يعرض على إحدى المنصات، الوضع بخير ويحتاج فقط إلى إعطاء فرص لأشخاص يستحقونها.
بداياتك كانت بمسلسل "أصحاب تلاتي" وهو مسلسل لبناني بحت، وشاركتِ أيضاً بمسلسلات من إنتاج مشترك، برأيك ما الذي تستطيع أن تقدمه هذه الإنتاجات من زيادة على الممثل، من ناحية الشهرة والخبرة؟
لقد بدأت بمسلسل "فرصة عيد" مع زياد برجي ونادين الراسي ريتا برصونا بدور صغير، ولكنها لم تكن البداية الفعلية، البداية كانت بـ "أصحاب تلاتي"، فلقد كانت تجربة جديدة لي بعد الإعلام فوراً، وكان دور دراما ولكن خفيف الظل، وكان دوراً سلساً، أما بالنسبة لنوع الإنتاج، فأنا أنتقي على أساس النص والدور، فإذا كان الإخراج جيداً والنص جيداً وطاقم العمل محترفاً، لا تهمني أبداً جنسيات الممثلين أو نوعية الإنتاج ولكن طبعاً عندما يكون هناك خليط بين الجنسيات تكون نسبة المشاهدة أكبر فيصبح الحضور متنوعاً أكثر وموجهاً للجميع أكثر، ولكن هذا لا يعني أن المسلسل اللبناني بنص جيد لا يمكن أن يصل بالطريقة الجيدة. ومن ناحية الخبرة، طبعاً عندما تقف أمام ممثلين ذي خبرة واسعة يمكن أن تستفيد كثيراً مثل تيم حسن، قصي خولي.. طبعاً هؤلاء الممثلون هم إضافة في حياة الممثل العملية.
ما هو برأيك السبب الرئيسي وراء إنطلاقتك بهذه السرعة في عالم التمثيل؟
لا يمكنني أن أحدد السبب الأكيد، ربما حبي للتمثيل ودرجة إندماجي به هما الدافع الأساسي لإنتقائي لأدوار جيدة، فأنا جدية جداً بالتمثيل ولدي شغف بهذه المهنة وإنتقائية جداً بالنص، كما أني أدرس خطواتي جيداً، وأيضاً شركة "الصباح" التي آمنت بي وقدمت لي عروضاً رائعة.
هل تفكرين في مغادرة لبنان والهجرة، وما الذي يساعد الفنان اللبناني حالياً على الإستمرار رغم الظروف الإقتصادية الصعبة التي نعيشها؟
لا، لا أريد أن أهاجر، طالما أنا قادرة أن أصمد في ظل هذه الظروف الصعبة جداً، لن أترك البلد ولا أريد أن أربي إبنتي في مكان آخر بعيداً عن العادات والتقاليد اللبنانية، سأظل أسعى حتى آخر نفس لأبقى هنا، رغم أن جميع الظروف تعاكس ولكني أسعى إلى التركيز على الأمور الإيجابية.
أعتقد أنه قرار، كثير من الفنانين قرروا مغادرة البلد لأسباب مختلفة، ولكن برأيي يجب على الممثل اللبناني أن يقدّر في المكان الذي يسعى للإنتقال إليه، ولكن أفهم كل شخص غادر لأن الوضع صعب، وهذا يعود لظروف كل شخص ومدى قدرته على التحمل.
من هي برأيك ممثلة لبنان الأولى حالياً؟
لا أعتبر أن هناك "ممثلة لبنان الأولى"، الكل قادر على العطاء والتواجد والكل لديه لون جميل، ولكن أعتقد أن هناك أدواراً تجعل من شخص قادر على الظهور أكثر من شخص آخر، فكل شخصية يمكن للممثلة أن تكون قادرة على أن تبرع بها وأن تظهرها كثيراً، ويمكن أن تجعلها تمر مرور الكرام، طبعاً بغض النظر مثلاً عن وجود ممثلات مثل نادين نسيب نجيم التي تملك جمهوراً كبيراً طبعاً يتابعها وينتظرها في كل مسلسل، ولكن ما أريد أن أقوله إن كل دور ومدى التميز به يمكن أن يبرز الممثل به أو لا.
هل من الممكن أن تعودي لتقديم البرامج، وهل وجدت نفسك في التمثيل أكثر؟
سجلت من فترة قليلة برنامجاً في قطر، لا أريد أن أفصح عن التفاصيل، ولكن أنا لم أخرج من الإعلام، عندما أجد برنامجاً يليق بي لن أوفره فأنا إعلامية دخلت عالم الإعلام وعندما أجد البرنامج الذي يعطيني دفعة إلى الأمام، والذي يزيد على مسيرتي سأقبل العرض بالتأكيد، وقريباً سيعرض البرنامج.
كل ما يمكن أن يدفعني إلى الأمام سأحاول أن أبرع به وأقدمه، لا يهمني إذا كان تقديم برنامج أو التمثيل، المسلسل يمكنني أن أقدمه بأفضل الطرق والبرنامج يمكنني أن أقدمه بأفضل الطرق أيضاً.
ماذا تحضرين للفترة المقبلة، وهل سنراك في رمضان 2022؟
صراحة ليست لدي معلومات مؤكدة حول مشاركتي بمسلسل في رمضان، ولكني حالياً أصور مسلسلاً لمنصة شاهد من بطولة مكسيم خليل وإيميه صياح، تحت عنوان "رقصة مطر"، مع شركة "الصباح".