في تغطية خاصة لموقع "الفن"، حلّ المؤلف الغنائي طوني أبي كرم، ضيفاً على برنامج "بين الحلم والحقيقة"، الذي يعده ويقدمه مدير التحرير جوزيف بو جابر، عبر إذاعة لبنان.

قال طوني :"نحن خلقنا بحلم في هذا البلد، ونكمل حياتنا بالحلم، ولكن الخوف يكمن في أنه حين أصبحنا في هذا العمر، إنقلب الحلم إلى كابوس، والخوف الأكبر هو على مستقبل أولادنا، فلم يعد هناك حلم في هذا البلد، بل أصبح هناك كابوس يقع على رؤوسنا. الكابوس بدأ منذ حوالى المائة عام، عندما إتفقوا على أن يرحل الجنود الفرنسيون من لبنان، فبدأ تقاسم المراكز الطائفية والسياسية والزعامات، منذ ذلك الحين، بدأ هذا البلد يغرق، ولا زلنا نغرق. أنا بطبعي متفائل، ولكن إن تفاءلت أحياناً في مكان خاطئ، يصبح الإنسان إما غبياً أو مستفيداً".

وعن الإقامة الذهبية التي حصل عليها مؤخراً من دولة الإمارات، والتي مدتها عشر سنوات، قال طوني :"إنه فخر لي أن أحصل على هذه الإقامة الذهبية، وهم أعطوني شهادة، وصنّفوني شاعراً على الإقامة. الحمد لله أنه في لبنان قيمتي موجودة، ولكن الجميل أن دولة الإمارات تقدّر قيمتي، وهي دولة عالمية ومتطورة. وهنا أنا أحزن وأسال :"لماذا بلدي ليس هكذا؟ ولماذا يتم توريطه بين يدي أشخاص غير مؤهلين أن يقيموا فيه دولة؟".

وعن شخصية "راجح التاني" التي أطلقها، قال طوني :"الفكرة وجدت بالصدفة، فحين كنت عند صديقي عبدو النجار في الستوديو، قلت له :"خطر على بالي أن أقول شيئاً، جهّز لي الكاميرا"، فأجابني بأن الكاميرا جاهزة، وقدمت شخصية "راجح التاني"، التي تحدثت خلالها عن حوار بين الفاسدين كيف يستغلون الشعب، وبعدها أصبحت أصوّر كلما شعرت بأني أريد أن أقول شيئاً".

وأضاف :"تطرقت من خلال هذه الشخصية، إلى كل الأمور التي لها علاقة بالمجتمع، وقلت إنه في حال إنتهى الفساد في هذا البلد، سيموت الناس من الجوع، لأن الشعب كله فاسد "منّي وجرّ"، لا أميّز نفسي، فالغش موجود في كل السلع والمهن".

وعن لقبه "سفير السلام والنوايا الحسنة" للمركز العربي الأوروبي في أوسلو في النروج، قال طوني :"أنا أعتز بهذا المنصب الذي حصلت عليه، بعد أن قاموا ببحث في العالم العربي، إختاروا بعض الأسماء التي كان إسمي من بينها، لأنه أصبح لي حوالى الـ25 عاماً، وأنا أؤلف وأكتب وألحن، ومن بين أعمالي، هناك أعمال وطنية وإنسانية وعاطفية، وحافظت على مستوى معين في أعمالي. وتم تعييني سفيراً، وسافرت إلى دبي وتسلمت الشهادة، وهنا أشكر الدكتورة التونسية أسماء بن سعيد، مسؤولة العلاقات العامة في المركز العربي الأوروبي، وهي متابعة ممتازة، وكان لها دور أساسي في الإضاءة على أعمالي تجاه المركز العربي الأوروبي".

وعن الأعمال التي قام بها بصفته سفيراً للسلام والنوايا الحسنة، قال :"لا يجب أن يتكلم الشخص عن الخير الذي يفعله، فهناك الكثير من الأمور التي قمنا بها، وتحديداً بعد إنفجار مرفأ بيروت، نحن قمنا بواجباتنا".

وعن دوره كعضو في الهيئة الإدارية ورئيس لجنة العلاقات العامة في مجلس المؤلفين والملحنين، قال طوني :"هناك بروتوكول يجمع بين S.A.C.E.M جمعية المؤلفين والملحنين وناشري الموسيقي في فرنسا، والتي هي المؤسسة الأم، ويمثلها في لبنان المحامي سمير تابت، وهو مسؤول عن جباية الحقوق في لبنان، وبين مجلس المؤلفين والملحنين، ونحن نتابع كل الأمور، ونساند مندوبي S.A.C.E.M في بيروت، لنساعدها في تحصيل حقوقنا والجبايات، ونضع إمكاناتنا في تصرفها".

وعن دعمه للفنانين الجدد، قال طوني :"أحب أن أنافس بأعمالي من خلال الفنانين والفنانات الجدد، فهناك الكثير من الفنانين والفنانات الذين كانت إنطلاقتهم معي، منهم ميريام فارس بأغنيتها الأولى "أنا والشوق"، هيفا وهبي بأغنيتها الأولى "أقول أهواك"، رامي عياش في أغنية "رائع"، التي هي ضمن ألبومه الأول، هشام الحاج بأول أغنية "طوّل يا ليل"، نيللي مقدسي في أغنيتها الأولى "شوف العين"، ليال عبود في أغنيتها الأولى "حواسي كلا"، سيرين عبد النور بـ 4 أغاني في ألبومها الأول "حبيب القلب"..".

وعن الوفاء في الوسط الفني، قال طوني :"كلمة وفاء في هذا الوسط غير موجودة، هناك مصالح، ولكن هناك مشكلة، وهي أن الفنانين الذين كانوا في بدايتهم فقراء، والفقر ليس عيباً، هناك منهم من يخجلون بفقرهم، وعندما يرونني، يتذكرون أنهم كانوا فقراء، ويهربون، بعدما كانوا في الماضي ينادونني بـ"الأستاذ"، أصبحوا اليوم ينتظرون من يناديهم بـ"الأساتذة"، هذه قدرة إستيعابهم للأسف".

وأضاف :"هناك فنانون تربطني بهم علاقة صداقة، منهم صديقي السوبر ستار راغب علامة، ونحن تعاملنا معاً في أكثر من 35 أغنية، ولأنني وراغب صديقان، نقدم أغنيات جميلة، وكذلك هيفا وهبي مخلصة، فأنا كنت حاضراً في سهرة كانت تحييها، وعرفت هي بالصدفة أنني موجود، فأوقفت الحفل عندما شاهدتني، وطلبت مني أن أقف إلى جانبها على المسرح، وقالت للحاضرين "طوني أبي كرم وقف إلى جانبي في بدايتي في الغناء".

وتابع طوني :"الجمهور يلحق اليوم الفنان الذي يسلّيه، أما بالنسبة للفنانين والفنانات الذين يتم تصنيفهم Class A و Class B، فهم يعيشون في الـComfort Zone الخاصة بهم، ويخافون من أن يطوّروا أنفسهم، فيسيرون على سكة غنائية معيّنة، يغيّرون قليلاً، ولكن تبقى النوعية نفسها، فهذه الـComfort Zone هي مقبرتهم".

وفي القسم الأخير من البرنامج، تمنى طوني لو كان الشاعر الراحل نزار قباني لا زال على قيد الحياة لأنه كان يحب أن يجتمع به، وقال :"كنت أحب أن أجري معه حواراً، وأستمع إلى طريقة حديثه، لأنه كان مفكّراً عظيماً".

وأضاف طوني أنه يحب أن تغني الفنانة شيرين عبد الوهاب من أعماله، والفنان الإماراتي حسين الجسمي، "هذا الصوتان يعنيان لي"، وكذلك الفنانة المصرية ياسمين علي.

وعن أعماله الجديدة، كشف طوني أنه يحضّر مع الملحن والموزع الموسيقي بودي نعوم، أغنية للفنانة لمى شريف، ووصف الأغنية بأنها "نازلة من المريخ، ستايل جديد"، وهناك تعامل مع جاد عز الدين الذي إشتهر في برنامج The Voice Kids، والعديد من الأعمال الجديدة التي هي قيد التحضير.

برنامج "بين الحلم والحقيقة" يذاع كل يوم أحد عند الساعة الرابعة بعد الظهر، ويعاد بثه كل يوم خميس عند الساعة التاسعة مساء، عبر إذاعة لبنان 98,1 و98,5، إخراج علي أمين.