بعد 46 عاماً على وفاتها وفي احتفال ترأسه الرئيس الفرنسي ايمانويل ماكرون في 30 تشرين الثاني / نوفمبر 2021، دخلت جوزيفين بيكر مقبرة العظماء في باريس.
الفنانة الاميركية الفرنسية الراحلة لم تترك أثراً في الغناء والرقص والتمثيل والسينما وحسب، إنما تركت خلفها حديثاً لا ينتهي عن العمل الجاسوسي ضد الاحتلال الألماني في فرنسا، لصالح المقاومة، وقد كانت تجوب العالم لتجمع معلومات مهمة عن الألمان لتقدمها للحلفاء والمقاومة الفرنسية، وهي كانت بعد ذلك من مناصري الجنرال ديغول، الذي قدرها وكرمها وكانت لها عنده حظوة خاصة.
نقل عسكريون نعشها على وقع النشيد الوطني الفرنسي وبعض أغنياتها الشهيرة، إلا أن نصبا تذكاريا سيمثلها في مقبرة العظماء بباريس، حيث سيبقى رفاتها في مقبرة بموناكو.
والفنانة الاستعراضية المولودة في ميزوري عام 1906 والتي دفنت في موناكو بعد وفاتها عام 1975، ستصبح أول امرأة سوداء ترقد في مقبرة العظماء في باريس وسادس امرأة بعد سيمون فيل في 2018.
هذا الخيار الذي حظي بإجماع الطبقة السياسية الفرنسية يكسر الى حد ما الصورة النمطية المأخوذة عن الشخصيات التي تنقل رفاتها إلى البانثيون، فغالبيتهم رجال دولة أو ابطال حرب أو كتّاب مثل فيكتور هوغو وأميل زولا، أو حتى المقاوم جان مولان والعالمة ماري كوري.