في تغطية خاصة لموقع "الفن"، حلّت الممثلة كارول عبود، ضيفة على برنامج "بين الحلم والحقيقة"، الذي يعده ويقدمه مدير التحرير جوزيف بو جابر، عبر إذاعة لبنان.

قالت كارول :"الحلم لا يتوقف، إنطلاقاً من أحلام الطفولة التي ترافقك إلى مراهقتك، وعندما تصبح راشداً، وهناك أحلام منها تتحقق، وأحلام لاتزال تسعى إلى تحقيقها، هذه هي الحياة، أن تحمل حلمك وتسعى لتحقيقه، أما بالنسبة إلى الحقيقة، فهي مرة، وأخاف من أن نلجأ إلى عالم الأحلام، كي ننسى الظروف الصعبة التي نعاني منها، إنقطاع الكهرباء، أزمة البنزين..، علينا أن نحاول أن نجعل حقيقتنا وحقيقة من حولنا أجمل".

وأضافت :"عندما تخصصت في الإخراج والتمثيل في معهد الفنون، كان حلمي الكبير هو هوليوود، وأضواء كنا نراها في حفلات الأوسكار، وفي مهرجانات ضخمة، ولكنك تدرك لاحقاً أننا من بلد صغير، وفي السنوات التي مرت ترشحت أفلام لبنانية للأوسكار، وحتى لو لم تحصد جوائز، إلا أنه بمجرد أني رأيت زملائي ومخرجين لبنانيين في الأوسكار، فهذا الأمر فرّح قلبي كثيراً، وإقتنعت بأنه ليس من الضروري أن يهاجر الممثل إلى الخارج لينطلق من جديد، وينجح في مكان آخر، لأنه من خلال عمله في بلده، يمكنه الوصول إلى العالمية".

وعما إذا كانت حين سافرت إلى فرنسا لتتلقى دراسات عليا "ماجيستير"، كانت قد إتخذت قرار الإنطلاق من جديد في الخارج، قالت كارول :"كنت حينها لازلت صغيرة في السن، فسمحت لنفسي بأن أغيب عن لبنان لحوالى الخمس سنوات، وسبب سفري إلى فرنسا كانت له أيضاً أسباب أخرى شخصية، وبعدها قررت العودة إلى لبنان، لأرى ماذا يمكن أن أفعل هنا بشهادتي وخبرتي التي كنت قد كونتها سابقاً، منها في مسلسل "العاصفة تهب مرتين"، وغيره من الأعمال في تلك الفترة، حين كان تلفزيون لبنان ينتج مسلسلات بميزانيات كبيرة، وكان الأستاذ فؤاد نعيم مديراً للتلفزيون، وهو الذي قرر أن تكون الدراما اللبنانية بمستوى ضخم".

وتابعت كارول :"حين عدت من فرنسا إلى لبنان، وجدت أن الدراما تغيرت قليلاً، وعملت في المسرح، الذي هو أساس دراستي، بعد أن كنت عملت مع مخرجين مسرحيين مهمين قبل سفري، والسينما كذلك الأمر، أما بالنسبة للدراما، فكانت تأتيني عروض كنت أرفضها، ولكثرة رفضي، لم تعد تأتيني عروض جديدة، لأنه أصبحت الفكرة حينها أني أرفض الأدوار، إلى أن عدت إلى الدراما بقوة في العام 2019".

وفي إجابة عن سؤال :"حصلتِ مؤخراً على جائزة الموركس دور، إلى أي مدى ينتظر الممثل جوائز وليس فقط محبة الناس؟"، قالت كارول :"في دراما رمضان 2020 و2021، كنت حاضرة في المسلسلات وبقوة، والناس تفاعلوا مع أدواري ومشاهدي، وأحبوها، رغم أن الشخصيات التي جسدتها لم تكن لتحَب أبداً، فشخصيتي "عبلة" في مسلسل "أولاد آدم" كانت "كتير سئيلة"، وكذلك شخصيتي "سارية" في مسلسل "للموت" لم تكن تلك الشخصية اللطيفة، ولكن حُب الجمهور يعني إلى أي درجة يجسد الممثل الأدوار بشكل حقيقي وصادق، وجاءت جائزة الموركس دور كمكافأة عن عملي في السنتين المذكورتين".

وأضافت :"هناك مثل فرنسي يقول إن ما من أحد نبي في بلده، بمعنى أن الإنسان يُقدّرفي الخارج أكثر من ما يُقدّر في بلده، فعندما تحصل على جائزة من جمهور لبناني، ولجنة تحكيم في لبنان، ومن مهرجان لبناني فهي تُفرّحك ويكون لها طعم مختلف".

وفي الحديث عن إنفجار مرفأ بيروت، قالت كارول إنها كانت موجودة في المنزل في منطقة الجميزة في بيروت، وأضافت :"أنا تربيت طيلة فترة الحرب في الجميزة، التي تقع على خط التماس، ولكن ما حدث عند وقوع الإنفجار، لم يحدث طوال 15 عاماً من الحرب، أعزّي أهالي الشهداء الذين رحلوا، والحمد لله على سلامة كل المواطنين الذين نجوا من هذه الكارثة بأعجوبة، كلنا ننجو كل يوم بأعجوبة، فأحياناً أعود من التصوير عند الفجر، وأجد الأوتوستراد من دون إنارة، وبسبب ذلك ممكن أن يتعرض الإنسان لحادث سير في أي لحظة، نحن معرضون لخطر دائم، إلا أنني أريد أن أبقى في لبنان، وسأناضل باستمرار لأبقى هنا".

وعما إذا كانت ندمت خلال فترة غيابها عن الدراما، وتمنت لو كانت موظفة تتقاضى راتباً شهرياً ثابتاً، بدلاً من أن تكون ممثلة ممكن أن تمر بضيقة مادية بسبب رفضها بعض الأدوار، قالت كارول :"لم أندم ولا للحظة، لكني لا أنصح أي أحد بأن يقوم بما قمت به، لأن خياري كان صعباً قليلاً، كل خيار يقابله تنازل إن قبلته، وثمن إن رفضته، فالقرار الصعب الذي اتخذته لناحية ألا أكون موظفة براتب ثابت، وأن أعمل في المجال الذي يناسب ذوقي ومزاجي، في الأدوار التي تقدمني بأفضل طريقة، دفعت ثمنه، دفعت الثمن مادياً طبعاً، ومعنوياً أيضاً لناحية أنه حين تغيب عن شاشة التلفزيون ينساك الناس، والصحافة تنساك لأن ليس هناك من عمل جديد لك لتكتب عنك، وفي تلك الفترة لم أكن تحت الأضواء، لكني كنت حاضرة في السينما والمسرح، ولكنهما ليسا منتشرين جماهيرياً في لبنان، فبضعة آلاف الأشخاص الذين يحضرون المسرحية، يختلفون عن مئات الآلاف الذين يشاهدون المسلسل".

وأضافت :"في تلك الفترة، كنت حاضرة أيضاً في الإنتاج السينمائي، إذ أنتجت أفلاماً وثائقية طويلة، ونلت العديد من الجوائز في مهرجانات مختلفة، فأنا لم أعتزل ولم أصبح خارج المجال، فعندما عدت بمسلسل "حادث قلب"، وبعده مسلسل "أولاد آدم" الذي كان عودتي الفعلية إلى الدراما، أنا كنت حينها مستعدة للعودة إلى الدراما، وأدواتي كممثلة لم يكن فيها صدأ، وكل أفراد فريق العمل الذين وجدتهم حولي أعرفهم، وكذلك إلتقيت بوجوه جديدة رحبوا بي بكل حب، وبنجوم ونجمات لم ألتقِ بهم سابقاً، لكنهم يعرفون أني لست آتية من دون خلفية وخبرة".

وفي إجابتها عن سؤال :"من هو الممثل الذي مثلتِ معه، وإستطاع أن يفجر إبداعك بأقصى درجاته؟"، قالت كارول :"الثنائيات التي عملت فيها في هاتين السنتين، كانت مع ممثلَين عملت معهما سابقاً في المسرح، وهما فادي أبي سمرا وندى أبو فرحات، ولكن هناك أيضاً ممثلين وممثلات جدداً، منهم ريان الحركة، وكذلك هناك ممثلون زملاء منذ أيام الدراسة الجامعية، لم يفسح المجال سابقاً في أن نجتمع في أعمال معاً، منهم ماغي بو غصن ورندة كعدي، فالذين ذكرتهم جمعتني بهم مشاهد في الدراما، وكذلك طوني عيسى الذي أعتبره من أهم الممثلين في لبنان، أما إكتشافاتي الجميلة فهي دانييلا رحمة ونادين نسيب نجيم، وأحبهما كثيراً، ورغم عدم دراستهما التمثيل، إلا انهما دخلتا إلى قلوب الناس من دون إستئذان، وكل الذين ذكرتهم كانت هناك متعة كبيرة في العمل معهم".

وأضافت :"كذلك هناك المخرجون الليث حجو وفيليب أسمر وجو بو عيد، الذين إستفزوني وأخرجوا مني أموراً لم أكن أعتقد أنها ستخرج بهذه السهولة، وكانت هناك متعة كبيرة في أنهم عملوا معي على الشخصيات التي كنت أعمل عليها".

ولفتت كارول إلى أنها مستمرة في التعامل مع شركة "إيغل فيلمز" لصاحبها المنتج جمال سنان، وأضافت :"أحب الشركة كثيراً وهم كذلك، ولهم فضل كبير عليّ في هاتين السنتين، لأنهم عرفوا ماذا يقدمون لي من أدوار، وأنا حالياً مستمرة معهم في الجزء الثاني من مسلسل "للموت"، وكذلك في مسلسل "هروب" المؤلف من 10 حلقات".

وأضافت كارول "مسلسل "صالون زهرة" يعرض حالياً على الشاشة، وهناك مسلسل "الزيارة" الذي صورته منذ فترة وسيعرض قريباً".

وفي القسم الأخير من البرنامج، طلب جوزيف من كارول اختيار الشخصيات الثلاث التي تحلم بلقائها، فقالت كارول "أحلم بلقاء كل إنسان ناجح وعلّم في مجاله في التاريخ، كنت أحلم بأن ألتقي بيتهوفن وموزار وفان غوخ، ولكن كي أكون واقعية أكثر، سأختار إسماً ممكن أن ألتقيه، فأجيبك بأني أحلم بلقاء السيدة فيروز، لأنها طبعت طفولتي وطفولة الكثير من الناس في العالم العربي".

وأضافت :"حين كنت صغيرة في السن، كنت أسجل أغاني فيروز عن الراديو على كاسيت، وأحفظها كلها، فإذا قُدر لي أن ألتقيها، سأكون سعيدة جداً، ويقولون عنها إن روحها حلوة".

وعن المشهد الذي مثلته كارول وتقدمه للسيدة فيروز، لتعرفها على عملها، قالت كارول :"أقدم لها مشهداً من مسرحياتها، يحرك فينا كلنا الروح الوطنية، ربما لأننا نسيناها وفقدناها، لكي يحب الناس بعضهم البعض ويساعدوا بعضهم البعض، ولكي نؤمن بأن هذا الوطن لا يموت، إن استمرينا في إيماننا به، والحق أيضاً لا يموت، أقول لفيروز مثلما قالت هي في مسرحية "جبال الصوان" :"قلّي بيّ قبل ما يموت الحق ما بيموت".

برنامج "بين الحلم والحقيقة" يذاع كل يوم أحد عند الساعة الرابعة بعد الظهر، ويعاد بثه كل يوم خميس عند الساعة التاسعة مساء، عبر إذاعة لبنان 98,1 و98,5، إخراج علي أمين.