هو ممثل مسرحي و تلفزيوني وسينمائي لبناني، اشتهر بلقب "ابن البلد" نسبة لبرنامجه الشهير الذي يحمل الإسم نفسه ولدفاعه عن حقوق المواطن اللبناني، قدم العديد من المسرحيات والمسلسلات التلفزيونية، وفيلمين نال عنهما جائزتين.
هو ابن قرية شحور في الجنوب، ولد من رحم الصمود والتصدي للاحتلال الصهيوني، ورفض كل أشكال التعصب والطائفية التي اعتبرها علة علل لبنان.
اشتهر بالدراما والكوميديا فشارك في مسلسلات: البؤساء عام 1974، حول غرفتي عام 1974، الدنيا هيك عام 1976، باب الحارة 2006، بنت الشهبندر، بقعة ضوء، الغالبون، وفي شهر رمضان الماضي شارك بدور "عبد الله" في مسلسل "للموت" وهو بائع خضار ومواد غذائية ولمع بدوره، فجسد شخصية الرجل الطيب المحب لجيرانه والذي يسعى لمساعدة كل محتاج وكذلك العاشق المتيم الوفي لـ "حنان" التي جسدت دورها الممثلة اللبنانية رندة كعدي، وقد نال في حفل توزيع جوائز "الموريكس دور" الذي أقيم مؤخراً جائزة بمثابة تكريم خاص له عن مجمل أعماله.. وفجّر خلال كلمة ألقاها للمناسبة غضبه على السياسيين في لبنان قائلاً :"السارقين المجرمين الفاسدين المسؤولين اللي عنّا "أحمر من السجاد الأحمر" ولازم نحطن وندعس عليهم".
مع الممثل القدير أحمد الزين كان لنا من موقع الفن هذا الحوار الذي نورد لكم الجزء الأول منه:
بدايةً أرحب بك عبر موقع الفن.. لنطمئن أولاً على وضعك الصحي..
كل يوم أفضل من الآخر ولن أحتاج إلى ورك اصطناعي، لكني أعاني من تكلس في الغضروف والتهاب في العصب.
أتمنى لك الشفاء العاجل..
بدأتَ ببرنامج "ابن البلد" منذ سنوات طويلة وتنقلت به بين عدة إذاعات ..أخبرنا عنه بين الأمس واليوم؟
بدأت في البرنامج في عام 1976 خلال حرب السنتين وقدمته طوال الحرب، البداية كانت في إذاعة صوت لبنان العربي، ثم انتقل إلى صوت الشعب، ثم إلى إذاعة النور، ومنذ 10 سنوات وأنا أقدمه في إذاعة لبنان، واستمررت طوال الحرب في تقديمه ولم أترك الجمهور، وكنت شرساً بالشتائم لكل من تاجروا بالبلد.
مع من عملت على المسرح وأحببت العمل معهم؟
في بداية حياتي المسرحية أسست فرقة أحمد الزين، وبعد نكسة عام 1967 ذهب أول شهيد لبناني للقضية الفلسطينية اسمه خليل عز الدين الجمل من الخندق الغميق، فعملت عنه مسرحية اسمها "دماء في الأرض المحتلة" جسدت دوره فيها عام 1968، وما يحز في قلبي أن الدماء لا زالت في الأرض المحتلة.
ثم توالت الأعمال مثل مسرحية "قافلة الشهداء إلى فلسطين" ومسرحية "محاكمة سرحان بشارة سرحان"، وسأروي لك قصة أول عمل احترافي لي، فقد طلبني الكاتب الراحل محمد الماغوط مع المخرج والممثل الراحل يعقوب الشدراوي بمسرحية خلقت جدلاً رهيباً، وكانت مهمة فأحدثت ضجة على المستوى الثقافي اسمها "المهرج" من بطولة أنطوان كرباج ومحمود سعيد وأنا والعشرات، وكانت تعرض في المركز الثقافي الروسي.
ثم أخبروا الممثل شوشو أن هناك "سعدان بيجنن" يقدم مسرحية "المهرج"، فتحمس شوشو وحجزنا له المسرح لعرض خاص، بعد متابعة المسرحية طلب شوشو من المنتج فؤاد العشي أن يقنعني بتوقيع عقد لثلاث سنوات، وهكذا بقيت مع شوشو حتى توفاه الله، ثم لا بد لي بعد وفاته أن أكمل المسيرة فذهبت إلى يعقوب الشدراوي لأن شوشو أخذني من عنده وكان منزله في أول منطقة الحمرا إلى جانب سينما "ايتوال"، وقلت له أود أن أقدم مسرحية فمد يده إلى "الجارور" الدرج وأخرج نص مسرحية اسمها "الطرطور" وقد كنت في سياق النص أنا الطرطور، والممثل نقولا دانيال "المعلم"، وكان موضوع المسرحية أنه في هذا البلد "كل معلم فوقه معلم وكل طرطور تحته طرطور" والعامود الخاص بالمعلمين والطراطير ارتفع لدرجة كبيرة فهوى، فلم تعودي تعرفين في لبنان من هو المعلم ومَن الطرطور.
وبسبب الود والكيمياء بيني وبين دانيال أخرج لي مسرحية "الشهيد ابن البلد" التي عرضت لـ 3 سنوات في مسرح الاسترال بعدد كامل، ثم تلاحقت المسرحيات من "الدبور" لـ "العصافير" مع الممثل والمخرج المسرحي روجيه عساف وبقيت إلى أن سرقني التلفزيون.
في هذه الفترة كنت تقدم مسلسل "الدنيا هيك" وغيره من المسلسلات.
نعم، بدأت من كومبارس إلى كومبارس متكلِّم، وفي المسلسلات المحلية كنت متواجداً منذ أن تأسس تلفزيون لبنان،عملت مع الممثل عبدو نمري والد الممثلة ليليان نمري في مسلسل "شرنّو برنّو" وبعده "ابو عبد البيروتي وفرقته" لأحمد خليفة، ثم عملت مع الممثل الياس رزق مسلسل "أبو المراجل" ومسلسل "علمتني الحياة" ومسلسل "صراع مع الحياة"، وفجأة طلبني الفنان الراحل محمد شامل الذي اخترع لي الشخصية التي جعلتني نجماً في مسلسل "الدنيا هيك" وهي "أبو الزوز"، وكنت "بلوة الحي".
عاصرت العمالقة.. كم نفتقدهم في هذه الأيام خصوصاً في مواضيع مسلسلاتهم وكم يختلف عصرنا الحالي عن الزمن الجميل؟
الجواب يمكن أن ترينه بعينك.. راجعي ماضي لبنان وكيف كان وماذا أصبح عليه اليوم وهكذا تجدين الإجابة.
تركت بصمة في تجربتك بالمسلسل الرمضاني "للموت" هل عرفت مسبقاً إذا كنت ستنال جائزة في حفل توزيع جوائز "الموريكس دور"؟
بالطبع، لكني في البداية اعتذرت عن التكريم و"قامت الدنيا ولم تقعد"، وتحدث معي عدد كبير من شركة إيغل فيلمز واتصل بي المنتج جمال سنان وغيره، وهذه أول مرة أوافق فيها أن أقبل جائزة تكريم منذ 27 سنة، وذلك لأنني كنت خادماً لزوجتي التي كانت مريضة بمرض السرطان، وكنا نذهب سوياً إلى كل المهرجانات والحفلات، وزوجتي كانت إنسانة رائعة. وأشهد لشركة إيغل فيلمز أنها سحرتني بتعاطيها الإنساني والأخلاقي الراقي وأنهم اهتموا بي وأنهم أكدوا لي أنهم سيصطحبوني من البيت ويعيدوني.
دورك مستمر في الجزء الثاني من مسلسل "للموت" هل هناك تغيير في خطوط الشخصية والأحداث؟
كل الشخصيات ستتطور واستلمت إلى الآن سبع حلقات وأذهلني العمل، ستشعرين بأنه مسلسل آخر وليس كأنه تتمة للجزء الأول، الجزء الثاني سحرني، وأنا حين أقرأ لا أركز على دوري أقرأ العمل ككل، وفي هذه المهنة لا يوجد دور صغير ودور كبير هناك ممثل صغير وممثل كبير، ولقد قدمت 8 مشاهد كضيف شرف في "الهيبة" فطلبوني لأقدم دور البطولة في مسلسل "ما فيي".