ولدت ملكة المملكة الأردنية الهاشمية رانيا العبد الله يوم 31 آب/أغسطس عام 1970 ، في الكويت لأبوين من أصول فلسطينية، وتزوجت الملك عبد الله الثاني عام 1993 قبل توليه العرش في المملكة الأردنية الهاشمية، ونالت لقب "ملكة الأردن" بعد عدة أشهر من تتويجه عام 1999.
ورثت الملكة رانيا حبها للأطفال من والدها فيصل صدقي وهو طبيب للأطفال عمل في أحد مستشفيات الكويت وينحدر من أصول فلسطينية، حتى أصبحت اليوم الملكة رانيا من أكثر السيدات اهتمامًا بحقوق الطفل والمرأة في الوطن العربي.
درست رانيا في المدرسة البريطانية في الكويت، وحصلت على شهادة إدارة أعمال وحاسبات ومعلومات من الجامعة الأميركية في القاهرة.
قبل توليها عرش الملكة، عملت في سيتي بنك وشركة أبل في مدينة عمان عاصمة الأردن.
والى جانب عملها كملكة، هي أيضاً أمّ لأربعة أبناء، أكبرهم ولي عهد المملكة الأردنية الهاشمية الأمير الحسين بن عبد الله الثاني.
الملكة رانيا وقصة لقائها بالملك عبدالله
تشكل علاقة الملكة رانيا والملك عبدالله محط انظار الجميع باعتبارهما الثنائي المثالي الناجح في الاردن وتحقيقهما إنجازات مهمّة في المجال الإنساني والإجتماعي لذلك لا بد من التوقف على اللحظة المثالية التي التقيا فيها لأوّل مرّة.
التقت رانيا بالأمير عبد الله أكبر أولاد الملك حسين، خلال حفل عشاء في شهر كانون الثاني عام 1993، وكانت في ذلك الوقت تبلغ من العمر 23 عامًا، بينما كان عمر عبد الله 31 عامًا. وبعد مرور شهرين من تعارفهما، أعلنا خطوبتهما، وتم الزواج بعد ستة أشهر يوم 10 حزيران 1993.
ولا يزال يوم زفافهما محفوراً في ذاكرة الاردنيين إذ يعتبر بمثابة عيد قومي. فبعد عقد القران، جال العروسان في شوارع عمّان بسيارة مكشوفة لإلقاء التحية على الشعب.
وارتدى عبد الله بدلته العسكرية، لأنه في ذلك الوقت كان يشغل منصب نائب قائد قوات النخبة؛ في حين ارتدت رانيا فستانًا قصير الأكمام من تصميم البريطاني بروس أولدفيلد Bruce Oldfield. وتميّز الإحتفال بكعكة ضخمة مؤلفة من عدة طبقات مزينة بالتيجان. وأنجبا لاحقاً أربعة أبناء هم: الأمير الحسين (ولي العهد)، الأميرة إيمان، الأميرة سلمى، الأمير هاشم.
الملكة رانيا وجدول أعمالها
بذلت الملكة رانيا جهدا كبيرا لتطوير مستوى التعليم في المدارس وتأمين مستقبل أفضل للأطفال الأردنيين.
ومن أبرز مبادراتها، مشروع مدرستي، الذي اطلقته عام 2008 ويهدف لصيانة البنية التحتية وتأهيل 500 مدرسة حكومية أردنية بشراكة بين القطاع العام والخاص.
بالإضافة الى إطلاق "جائزة الملكة رانيا العبد الله للتميز التربوي" في تموز 2005 بالشراكة مع وزارة التربية والتعليم. تلتها جائزة الملكة رانيا العبد الله للمعلم المتميز 2006 ومن بعدها جائزة الملكة رانيا العبد الله للمدير المتميز 2008، جائزة المرشد التربوي 2014.
وفي عام 2002، اختيرت عضوًا في المجلس التأسيسي للمنتدى الاقتصادي العالمي.
ولطالما اهتمت الملكة رانيا ببناء جسورٍ من نوعٍ آخر، جسور في مجال الثقافة والإبداع والوعي حول حقيقة الحضارة العربية والإسلامية.
أما في مجال التكنولوجيا فأيضاً لها مبادرات أبرزها تأسيس مركز الملكة رانيا العبد الله لتكنولوجيا التعليمي في 2001. تهدف إدارة المركز إلى استخدام التكنولوجيا الحديثة لخدمة التعليم في الأردن وتطويره، وتعد هذه الإدارة إدارة فنية من إدارات الوزارة السبعة عشر.
الملكة رانيا ورعاية الطفل
إهتمت الملكة رانيا اهتماماً خاصاً برعاية الطفل منذ انطلاق مسيرتها الملكية إذ افتتحت عام 1999 "دار الأمان" لحماية الطفل والتي تعد الأولى من نوعها في المنطقة حيث توفر المكان الآمن للأطفال الذين يتعرضون للإساءة. كما خصصت صندوق الأمان لمستقبل الأيتام عام 2006، بهدف رعاية الشباب والشابات الأيتام المستفيدين في الأردن، والذين تجاوزوا سن الثامنة عشر لمساعدتهم على تأمين مستقبلهم. ويوفر الصندوق منح مدرسية والنفقات اليومية وخدمات الإرشاد والتوجيه بالإضافة الى التدريب والتوظيف كما التأمين الصحي.
واستمرت في مشروعها وطورته ليشمل مستشفى متخصصاً للأطفال افتتحته في عام 2011 كأول صرح طبي متخصص للأطفال في الأردن والذي يمتاز ببناء حديث ومتطور ضمن المعايير العالمية بالإضافة إلى التكنولوجيا الطبية المتميزة وكوادر الطبية على كفاءة عالية. كذلك يتميز المستشفى في تقديم عمليات زراعة الأعضاء كزراعة نخاع العظم وزراعة الكلى وزراعة الكبد والقوقعة بالإضافة إلى عمليات المنظار.
الملكة رانيا ومبادراتها دولياً
انطلاقاً من العمل المحلي انطلقت الملكة رانيا الى العمل دولياً حيث تدعو قادة العالم للالتزام بتعهداتهم لتوفير التعليم الأساسي للجميع وتعدّ الملكة رانيا أحد المساهمين الرئيسيين في إدارة منظمة القادة العالميون الشباب.
في تشرين الثاني /نوفمبر عام 2007، تلقت الملكة رانيا دعوة من منظمة الأمم المتحدة للطفولة (يونيسف) لتنضم الى المبادرة العالمية للقيادة الإنسانية للمنظمة. عملت الملكة رانيا جنبًا إلى جنب مع كبار قادة العالم على سبيل المثال رئيس جنوب إفريقيا السابق نيلسون مانديلا، بهدف بلوغ الأهداف الإنمائية للألفية التي تتصل مباشرة بصحة الأطفال وتعليمهم ورفاهيتهم.
وفي آب/أغسطس عام 2009، أصبحت رئيسة فخرية لمبادرة الأمم المتحدة لتعليم الفتيات وتشارك في مؤتمرات واجتماعات دولية، مثل مبادرة كلينتون العالمية، والمنتدى الاقتصادي العالمي، الذي هي عضو في مجلس إدارته.
كما اختيرت الملكة رانيا في عام 2009، مؤسساً ورئيساً مشاركاً لحملة "هدف واحد" التي أطلقتها في لندن بدعم من مبادرة التعليم للجميع والاتحاد الدولي لكرة القدم. وتهدف الحملة إلى توفير 75 مليون فرصة للأطفال الذين حرموا من التعليم في أفقر دول العالم. ويدعم الحملة عدد من لاعبي كرة من جميع أنحاء ودعم الموسيقار الايرلندي بوب غيلدوف، والمغني الايرلندي بونو والممثل الأميركي كيفن سبايسي، ومنظمات الإغاثة Comic Relief وحملة One.
في عام 2012 اختارها الأمين العام للأمم المتحدة عضواً في اللجنة الاستشارية التي كانت ستقدم الاستشارة حول أجندة التنمية العالمية لما بعد عام 2015 . وللأهداف الإنمائية للألفية أثر بالغ على حياة الملايين من الناس منذ إقرارها عام 2000. ويناقش قادة العالم أيضاً كيفية الاستفادة من التقدم الذي تم إحرازه ومواجهة التحديات التي ستستمر في التأثير على الناس والعالم بعد الموعد الأخير لتحقيق الأهداف الإنمائية للألفية في عام 2015.
الملكة رانيا بين الالقاب والجوائز
إستحقت الملكة رانيا العديد من الجوائز على الجهود التي بذلتها ومن أهمها جائزة الشمال -الجنوب من المركز الأوروبي.
ووضعت خبرتها وتجربتها وفكرها في عدة مؤلفات منها: "مبادلة الشطائر"، "وهبة الملك"، و"الجمال الدائم".
أعدت مجلة "فانيتي فير" الأمريكية تقريرًا عن أشهر السيدات الأوليات وأكثرهن تأثيرًا في العالم وجاءت على رأس القائمة الملكة رانيا، والتي اعتبرتها المجلة أكثر من مجرد ملكة، فهي تمتلك ذكاء حادا وجمالا استثنائيا أهلها لأن تحتل مكانا دائمًا لها ضمن قائمة المائة امرأة الأكثر نفوذا في العالم والتي تعدها مجلة فوربس الشهيرة.
احتلت الملكة رانيا المرتبة 81 ضمن قائمة اكثر 100 امراة ذات نفوذ في العالم لعام 2006، بحسب مجلة فوربس.
وفي عام 2009 و2010 احتلت الملكة رانيا المرتبة 76، ولكن فوربس اعتبرتها الأولى بين نساء الشرق الأوسط، نظراً لنشاطها في مجال حقوق الإنسان.
وفي عام 2011 احتلت المركز 50، نظرًا لجهودها في رفع مستوى التعليم في الأردن. ومطالبتها بحقوق الطفل من خلال منظمات الأمم المتحدة.
دخلت الملكة رانيا أيضاً قائمة أجمل نساء العالم واحتلت المرتبة الرابعة في القائمة التي أعدت بناء على درجة التغطية الإعلامية التي حظيت بها مجموعة مختارة من النساء الشهيرات. وذلك وفقاً لهيئة الإذاعة البريطانية "بي بي سي".
قد يكون عاما 2010 و2016 حافلين بالجوائز بالنسبة للملكة رتنيا غلا أنها في كل عام كانت تتلقى الجوائز والتكريمات ومنها:
عام 2002 حصلت على ميدالية الرئاسة الإيطالية الذهبية من مركز بيو مانزو.
وفي عام 2005 فازت بجائزة من المؤسسة العامة لبرنامج "حكايات سمسم"، الولايات المتحدة الأمريكية.
كما فازت عام 2007 بجائزة العمل الإنساني من الرابطة الأميركية للأمم المتحدة في نيويورك في الولايات المتحدة الأمريكية.
أما عام 2008 فقد استحقت جائزة اليوتيوب للإبداع.
وفي عام 2009 حصدت جائزة الفيفا الرئاسية تقديراً لجهودها في دعم حملة "هدف 1: التعليم للجميع"
لكن عام الجوائز كان في 2010، إذ حصدت جائزة فارس العطاء العربي من ملتقى العطاء العربي، الإمارات العربية المتحدة، وجائزة القيادة المتميزة، الولايات المتحدة الأمريكية، وجائزة جايمس سي. مورغان الإنسانية، الولايات المتحدة الأمريكية، واختيار الملكة رنيا العبد الله ضمن قائمة غلامور لامرأة العام في الولايات المتحدة الأميركية.
في عام 2013 فازت بجائزة المواطنة العالمية من مجلس اتلانتك في الولايات المتحدة الأمريكية.
وخلال عام 2015 حصلت على جائزة والتر راثيناو من مؤسسة "والتر راثيناو" الألمانية، وأيضاً جائزة مؤسسة أطفال حول العالم من مؤسسة الملكة سيلفيا في الولايات المتحدة الأميركية.
عام 2016 يعتبر أيضاً عام الجوائز للملكة رانيا إذ حصلت على جائزة آندريا بوتشيللي الإنسانية في إيطاليا، وجائزة الإنسانية من جمعية الصحافة الأجنبية في المملكة المتحدة، وجائزة القلب الذهبي من منظمة قلب للأطفال الخيرية الألمانية.
عام 2017 حصلت على الجائزة العالمية للريادة من منظمة الأصوات الحيوية في الولايات المتحدة الأميركية، وأيضاً جائزة تقديرية لدورها الإنساني وجهودها في قضايا الطفولة من مؤسسة "فاشن للإغاثة" الفرنسية، وفي عام 2018 فازت بجائزة شخصية العام المؤثرة في قمة رواد التواصل الاجتماعي في الإمارات العربية المتحدة.