في زمن الأوبئة والأزمات المتلاحقة السياسية والاجتماعية والاقتصادية، أحوج ما نحن إليه هو الصلاة وخلق فسحة من الأمل والفرح، تعيدنا إلى ديار الرب، علها تخفف عن كاهلنا وطأة المصائب التي حلت علينا من كل حدب وصوب.
عيد النبي إيليا شكل هذه الفسحة داخل كنيسته في وادي العرايش – زحلة حيث توالت الاحتفالات بالعيد لثلاثة أيام، برعاية ومشاركة راعيأبرشية زحلة والبقاع المارونية المطران جوزيف معوض.
ليس بجديد على رئيس جمعية نسروتو الأب مروان غانم المواظب على حب الرب، أن يجدد لرعيته الأمل بالقيامة، وقيامة هذا الوطن من موبقاته، هذا الأب الغني عن التعريف في فعل المحبة والخير، أبى إلا أن يحتفل بالنبي إيليا في رعيته من خلال ريستال موسيقي أحيته جوقة نسروتو، هذه الجوقة المحترفة التي عزف أفرادها بانسجام كبير، وغنى أفرادها الآخرون بتقنيات عالية جداً، تمكنت من أن تخلق جواً من الفرح والأمل والحب والتفاعل الكبير من المؤمنين الحاضرين التواقين إلى السلام لغة وشعاراً وحياة.
قدمتُ الرسيتال، وتوجهت بالشكر إلى الحاضرين، طالبة شفاعة النبي إيليا والقديس شربل ليرفع عنا وهن الأوبئة والأزمة الاقتصادية التي نعيشها، وقلت :"لأن النبي إيليا أبلغ الأرملة أن جرارها لن تفرغ من الطحين والزيت، سنطلب شفاعته كي يرفع عنا المجاعة، ونعبر هذه الأزمة القاسية، خصوصاً أننا شعب مؤمن به".
واستذكرتُ عبارة للبابا فرنسيس، يقول فيها إن الانسان الفاسد يشبه الرائحة النتنة التي تفوح من الحيوانات النافقة، وتمنيتُ أن ينير النبي إيليا عقول الفاسدين في بلدنا الحبيب لبنان.
جوقة نسروتو أحيت الرسيتال ضمن مجموعتين، المجموعة الأولى ضمت أغنيات فلكلورية، روت حياة النبي إيليا الملهمة للقوة والصبر والاقدام، كتب كلمات الأغنيات الأب الحبيس يوحنا خوند، قدمتها الجوقة المتناغمة والمتناسقة عزفاً وغناءً، خصوصاً بصوتي الصوليست الأب أنطوان بدر والمرنمة نجوى حبشي.
أما المجموعة الثانية، فتضمنت أغنيات للأخوين رحباني وزياد الرحباني وفيروز ووديع الصافي وصباح وزكي ناصيف وجوزف صقر، وعزف في المجموعتين شادي شمعة على الكيبورد، روجيه كرموش على الأورغ، إليان غاوي على العود، طوني عاصي على الإيقاع، بسام عسكر على الطبلة وإيلي قلايلي على الدرامز.
راعي أبرشية زحلة والبقاع المارونية المطران جوزيف معوض توجه بالمعايدة إلى الحاضرين، وشكر الأب مروان غانم على جهوده المتواصلة، وجوقة نسروتو، ووصف الريسيتال بنسمة الصيف المنعشة التي تعزي المؤمنين بكثير من الفرح والامل للصمود بعد فترة من الحجر والظروف الصعبة المستمرة، وقال :"نطلب الشفاعة من مار الياس، كي ينقذنا الرب من هذه الظروف الصعبة، خصوصاً أنه وخلال وجود القديس على الأرض منذ نحو 850 عاماً قبل الميلاد، عانى الشعب الأمرين من الجفاف ونقص الأغذية، إلى أن جعل الله السماء تمطر، وعاش الشعب بوفر وبحبوحة، بفضل شفاعة مار الياس".
وختم معوض قائلاً :"هذا هو أملنا، وما حصل سيتكرر لأن الرب لن يترك شعبه... نحن بحاجة إلى الصبر والرجاء والتضامن، وتحمل المسؤولية الوطنية في إيصال الأشخاص الذين يستحقون الوصول لتغيير وجه لبنان إلى الأفضل".