لم يكن مرور الممثلة المصرية أروى جودة اعتيادياً على الاطلاق في الأعمال التي قدمتها في الدراما المصرية، هذه الشابة القادمة من مهنة عرض الأزياء، أبت الا أن تكون ممثلة محترفة تجسد أدوارها بأعمق أحاسيسها.
من يراقب التطور الأدائي لأروى خلال السنوات الأخيرة، يلاحظ تطوراً، وتقدماً نوعياً من خلال إتقانها وببراعة، الأدوار التي تقدمها، والتي فجرتها من خلال الدور الذي لعبته في مسلسل "حرب أهلية"، إلى جانب الممثلة المصرية يسرا والممثل السوري باسل خياط.
في هذا العمل بالتحديد، أبدعت أروى حضوراً واتقاناً واحترافاً في لعب الدور، حتى أنه شكل منعطفاً جديداً بالنسبة إلى مسيرتها الحافلة.
أروى التي تحملت أمراض زوجها النفسية في المسلسل، تعرضت لشتى أنواع العنف اللفظي والجسدي، إذ قدمت صورة المرأة المعنفة في غاية الإحساس والتأثير، في رسالة واضحة إلى مجتمعنا الشرقي، الذي يضج بالعنف على الأصعدة كافة.
أكثر من 15 عاماً أمضتها أروى أمام عدسات أهم المخرجين، ونصوص أهم كتاب الدراما المصرية، وهي التي جسدت دوراً مميزاً، وهو "ليلى" في مسلسل "المواطن أكس"، إذ تعلمت قيادة الدراجة النارية، ودور "هالة" في فيلم "زي النهاردة"، الذي جسدت خلاله دور المدمنة التي تختبر تقلبات الشخصية، ودور الصعيدية في "الجزيرة ٢"، ودور الراقصة الذي جسدته في "أهو ده اللي صار".
كلها أدوار أصقلت موهبة أروى بالكثير من التجارب، وجعلت منها رقماً صعباً في الدراما المصرية وسط الزحمة الحاصلة. أروى الصادقة مع نفسها والآخرين، كل من يعرفها عن قرب، يدرك مدى إحترامها لعملها وانضباطها خلال تصوير الأعمال، هي قليلة الكلام وكثيرة الأفعال، وهي المؤمنة بمقولة "لسانك حصانك إن صنته صانك".
من يراقب مواقع التواصل الخاصة بأروى، وخصوصاً الإنستغرام، يلاحظ مدى تقديرها لأنوثتها، وحدودها في نشر ما يلزم. فهي مدركة أن هذه الوسائل هي مجرد أدوات للتسويق للأعمال التي تقدمها، أو للحملات التي ترعاها وتشارك فيها، خصوصاً تلك التي تتعلق بالبيئة، وبالأطفال من ذوي الاحتياجات الخاصة.
إنها باختصار أروى جودة، النجمة التي قدمت صورة مميزة عن الممثلة العصرية القادمة من مجال الجمال، ليقترن بإبداع الأداء والموهبة والتطور المتواصل.