كلماتها ليست كلمات صامتة تنتظر من يقرأها، بل هي كلمات ناطقة، تدخل قلوبنا بعذوبتها، وتحرك أحاسيسنا بصدقها.
في رصيدها ستة مؤلفات، هي "لبنان حِكم وعِبر" الصادر عام 2014، "همسات عابرة سبيل" 2015، "محطات من قطار الزمن" 2017، "تغريدات الصبا" 2019 عن زحلة وأحيائها وكنائسها، "منجل الحصاد" 2020 عن فيروس كورونا وتداعياته، و"بيروت يا عشقي" الصادر حديثاً، عن إنفجار مرفأ بيروت، إضافة إلى أن كتابها "غزل الأيام" جاهز أيضاً ولم تقرر بعد موعد طباعته.
إنها الأديبة والكاتبة ماري تريز فرّا، التي وقّعت كتبها "تغريدات الصبا"، "منجل الحصاد" و"بيروت يا عشقي"، بدعوة من الجمعية المسيحية للشابات YWCA، وذلك في المعهد التقني التابع للجمعية في منطقة الشياح، هذه الكتب الثلاثة التي كتبتها فرّا خلال السنتين الأخيرتين، بعد أن رفضت الإستسلام، وإنتظار الوقت ليغيّر الظروف، إذ قررت أن تترجم إبداعاتها الأدبية والفكرية في هذه الكتب، إلا أن الظروف لم تسمح حينها بإقامة حفل توقيع لها، بسبب إنتشار فيروس كورونا والوضع الإقتصادي الصعب.
وكان حاضراً في حفل التوقيع سفير كولومبيا في لبنان فرناندو حلو، بالإضافة إلى صديقات الجمعية والسيدات المنتسبات لها.
بعد النشيد الوطني اللبناني، أطلت رئيسة الجمعية إدي لمع، ورحبت بالسفير الكولومبي وبالأديبة والكاتبة ماري تريز فرّا وبكل الحضور، وطلبت من الجميع الوقوف دقيقة صمت عن أرواح ضحايا إنفجار مرفأ بيروت، وقالت :"في السنتين الأخيرتين قمنا بنشاطات عديدة في الجمعية، ونشكر كل المساهمين معنا والأحباء والأصدقاء، ولقاؤنا اليوم يأتي بعد غياب لنقول "إن بيروت لا تموت، وستحيا".
وأضافت :"ماري تريز هي عضو ناشط في الجمعية وصديقة عزيزة جداً، تحب أن تكتب منذ نعومة أظفارها، كتبت الكثير من القصائد والنثر، تكتب بكلمات بسيطة تلامس القلب، وأنا أحببت كل كتبها، ولكني أحببت بالأكثر كتاب "بيروت يا عشقي". نحن فرحون بإستقبالها لتوقع كتبها الثلاثة، وستتبرع ماري تريز بالمردود المالي لبيع الكتب للجمعية، هي كريمة جداً معنا، لأنها عرفت أننا نحتاج الدعم".
نائبة رئيسة الجمعية نوال بيرتي، كانت لها مداخلة قالت فيها :"ماري تريز فرّا هي من مؤسسي مركز الجمعية في الأشرفية، وهي عمود من أعمدة الجمعية".
سفير كولومبيا في لبنان فرناندو حلو، قال إنه من أصول لبنانية من منطقة بعبدا، وأثنى على عمل الجمعية، وبارك لماري تريز فرّا توقيع أعمالها الأدبية.
الأديبة والكاتبة ماري تريز فرّا شكرت كل الذين حضروا ليدعموا الجمعية، ورحبت بالسفير الكولومبي، وتوجهت بكلمة إلى رئيسة الجمعية، وقالت :"إدي لمع حبيبة العمر ورفيقة الدرب، أنتِ بلسم لروحي لأن قلبك كبير وتعطين كثيراً، مرت سبع سنوات وأنتِ تلمين شمل هذه الجمعية، ورغم كل الظروف، وضعتِ الجمعية على الدرب الصحيح، وعلى النمو والإزدهار، وأنتِ فخر لي".
وأضافت :"في هاتين السنتين، كان لدي فرح ذاتي في أن أتجه نحو الكتابة، ولولا دفتري وقلمي لما كنت مستمرة في العيش. أوقّع اليوم كتبي "تغريدات الصبا"، "منجل الحصاد" و"بيروت يا عشقي"، إلا أن حبي الأكبر والأعظم، والذي أفتخر به، هو كتابي "بيروت يا عشقي". بيروت مدينتي التي جُرحت، مدينتي التي دُمرت، مدينتي التي قُهرت، مدينتي التي ذُلت، هذه المدينة التي لقّبت بأم شرائع، فيها شموخ الأرز، وهي العاصمة الهوليوودية التي يتباهى فيها الشرق كله، دحرجوها إلى أبواب الجحيم".
وأشارت ماري تريز إلى أنها ذكرت في الكتاب زميلتها في الجمعية جاكلين صادق، التي توفيت في منطقة مار مخايل في بيروت بسبب إنفجار المرفأ، وختمت قائلة :"ويبقى القلم، والدفتر، والشعر، والأدب، وتبقى جمعيتنا صامدة رغم كل عواصف الدهر، إن شاء الله يعود لنا لبنان".
وتم تكريم الأديبة والكاتبة ماري تريز فرّا بدرع تكريمي من الجمعية، وعرض كليب أغنية "حبيبتي بيروت" التي كتبت كلماتها ماري تريز فرّا ولحنتها مارينا جحا وغنتها المطربة ميشلين خليفة، كما عرض ريبورتاج عن المكرّمة وكتبها وحفلات توقيع كتبها.
موقع "الفن" عاد بهذه الكلمات الخاصة.
الأديبة والكاتبة ماري تريز فرّا
كم أنتِ سعيدة بتوقيع كتبك بعد طول إنتظار وبتكريمك من الجمعية المسيحية للشابات YWCA؟
فرحي لا يوصف لأني أوقع كتبي في الجمعية التي هي بيتي، فقد مرت أكثر من أربعين سنة على إنتسابي إليها، وكل التكريمات التي نلتها لها مكانتها في قلبي، إلا أن تكريمي من الجمعية له وقع خاص عليّ، لأن الإنسان الذي يكرم في بيته، يكون فرحه أكبر بوجوده بين رفاقه وأحبابه، وبين الناس الذين سار معهم على هذا الدرب الطويل، إن كان في الفرح أو في الألم.
هل سيجد الناس وقتاً ليقرأوا هذه الكتب في ظل لهثهم وراء تأمين لقمة العيش؟
من يحب الأدب، يهرب من الوجع، ويسرح في خياله في هذه الكتب.
ماذا تقولين لبيروت؟
"بيروت يا عشقي"، هي قطعة من قلوبنا كلنا.
إن أردتِ أن تكتبي نفسك في قصيدة، هل سنصفها بالحلوة أم بالحزينة؟ هل ستكون قصيدة أمل أم قصيدة يأس؟
ستكون قصيدة ممزوجة بالفرح واليأس، لأن الفرح وحده لا يدوم في الحياة، خصوصاً في وطننا لبنان، الذي مرّ بمطبات كثيرة، ولكن يجب أن يكون هناك دائماً نور في آخر الدهليز، ليشع على الإنسان، ويعطيه قوة ليستطيع أن يستمر.
السفير الكولومبي فرناندو حلو قال لموقع "الفن" :"أحب لبنان مثلما أحب كولومبيا، وكل بلد منهما هو بلدي، وأنا أعرف الجمعية، وأعرف جيداً السيدة سيلينا رحال التي تعمل مع الجمعية، لكنها لم تستطع أن تحضر".
السفير الذي يتحدث اللهجة اللبنانية جيداً جداً، قال لنا إنه صعب عليه أن يقرأ اللغة العربية، وأضاف :"أنا طبيب جراح، قبل أن أصبح سفيراً، أحب القراءة كثيراً، وكنت أقرأ كثيراً بحكم عملي، لأتابع كل الإكتشافات العلمية والطبية وتطورات المهنة، وفي العمل الدبلوماسي أتعلم كل يوم".
وختم :"كولومبيا تحب لبنان كثيراً، ورئيس كولومبيا الأسبق خوليو سيزار طربيه أصله من بلدة تنورين التابعة لقضاء البترون في شمال لبنان، والرئيس الكولومبي الحالي إيفان دوكي إختارني لأكون سفير كولومبيا في لبنان لأني من أصل لبناني".
رئيسة الجمعية إدي لمع قالت :"فرحي كبير بماري تريز، وقصيدة "حبيبتي بيروت" أثرت بي كثيراً، وأنا دعوتها لتوقع كتبها في الجمعية، لأني أحببت أن ننطلق مجدداً بحدث جميل، بعد كل ما حصل في بيروت، من إنفجار المرفأ والدمار والضحايا، حتى أن إبنتي أصيبت بسبب الإنفجار، والجمعية نالت نصيبها من الإصابات، وتكبدنا خسائر كبيرة، والحمد لله تلقينا مساعدات، ونحن مستمرون، ونحاول أن نسترجع نشاطاتنا، وأن نخلق من الضعف قوة".
وختمت :"كان يومنا جميلاً مع ماري تريز، هي وجدت قوتها ونجاحها في الكتابة، ونحن فخورون بها".