على الرغم من زواجها من الأمير تشارلز، لم تكن الأميرة ديانا سعيدة بحياتها، وتفاقمت الأمور بعد خلافات عديدة بينهما، وصلت إلى الخيانة والطلاق. في هذا التقرير نكشف تفاصيل كثيرة عن حياة الأميرة ديانا، بعد إنفصالها عن الأمير تشارلز، وحتى وفاتها.
خلافها مع الأمير تشارلز وإنفصالهما
بعد مرور 5 سنوات على الزواج، أصبحت المشاكل بين الثنائي تزداد، خصوصاً مع وجود فارق في السن يصل الى 12 عاماً، كما أن تشارلز عاد الى حبيبته السابقة كاميلا باركر بولز، وبدأت الأميرة ديانا في وقت لاحق علاقة مع الرائد جيمس هيويت، مدرب العائلة السابق لركوب الخيل.
تكهنت وسائل الإعلام بأن هيويت وليس تشارلز، هو والد الأمير هاري، بناءً على التشابه الجسدي المزعوم بينهما، لكن تم نفي ذلك، خصوصا أن علاقة هيويت وديانا بدأت بعد سنتين من ولادة هاري.
وبحلول عام 1987، خرجت التفاصيل الى الصحافة، وفي عام 1989 كانت الأميرة ديانا في حفل عيد ميلاد شقيقة كاميلا، وواجهتها بشأن علاقتها مع الأمير تشارلز.
تم كشف التفاصيل في أيار/مايو عام 1992، من خلال كتاب "ديانا: قصتها الحقيقية" لأندرو مورتون، الذي يروي تعاسة ديانا وصولاً الى تفكيرها بالإنتحار.
وفي عام 1991، أجرى جيمس كولثرست مقابلات سرية مع الأميرة ديانا، تحدثت فيها عن مشاكلها الزوجية وصعوباتها، وتم إستخدام هذه التسجيلات لاحقاً كمصدر لكتاب مورتون.
حاول كثيرون مصالحة الثنائي، لكن الأمور تأزمت بينهما حين سُرّبت تسجيلات لمكالمات هاتفية لديانا كشفت فيها مدى تعاستها، إضافة الى شريط تسجيلي حميمي بين تشارلز وكاميلا.
وفي كانون الاول/ديسمبر عام 1992، أعلن رئيس الوزراء جون ميجور "الانفصال الودي" للزوجين، في مجلس العموم.
حياتها بعد الإنفصال
بين عامي 1992 و 1993، إستأجرت الأميرة ديانا مدرب الصوت Peter Settelen، لمساعدتها على تطوير صوتها في الخطابة، وفي شريط فيديو سجلته قالت ديانا إنها كانت في الفترة من عام 1984 إلى عام 1986 "في حالة حب عميق مع شخص يعمل في البيئة الملكية"، ويُعتقد أنها كانت تشير إلى باري ماناكي، الذي نُقل إلى فرقة الحماية الدبلوماسية في عام 1986، بعد أن قرر مديره وضع حد لعلاقته مع ديانا.
وصرحت ديانا في الشريط إن ماناكي "طرد" من دوره كحارس شخصي لها، بعد الإشتباه بعلاقة غرامية بينهما.
وفي الأشرطة التي تم إصدارها لاحقًا، قالت ديانا إنها كانت لديها مشاعر تجاه أحدهم، وكانت مستعدة لترك كل شيء للعيش معه، كما تحدثت بمرارة عن زوجها، قائلة: "جعلني أشعر بأنني غير لائقة بكل الطرق الممكنة".
من جهتها، أحرقت عمة الأمير تشارلز، الأميرة مارغريت رسائل "شخصية للغاية"، كانت ديانا قد كتبتها إلى الملكة الأم في عام 1993.
وإعتبر كاتب السيرة الذاتية ويليام شوكروس أن تصرف مارغريت "مفهوم"، لأنها كانت "تحمي والدتها وأفراد الأسرة الآخرين"، ولكنه "مؤسف من وجهة نظر تاريخية".
على الرغم من إلقاء اللوم على كاميلا في مشاكلها الزوجية، بدأت الأميرة ديانا تعتقد أن زوجها كان متورطاً أيضاً في علاقات أخرى، ففي تشرين الأول/أكتوبر عام 1993، كتبت ديانا إلى كبير الخدم بول بوريل رسالة قالت فيها إنها تعتقد أن زوجها يحب مساعدته الشخصية تيغي ليغ بورك، التي كانت أيضاً المربية السابقة لولديهما، وكان يخطط لقتلها لكي يستطيع الزواج من تيغي.
وفي المقابلة، قال إنه أعاد إحياء علاقته بكاميلا في عام 1986 فقط، بعد أن "انهار زواجه من ديانا بشكل لا رجعة فيه".
وفي العام نفسه، زعمت News of the World أن ديانا أجرت أكثر من 300 مكالمة هاتفية لتاجر الأعمال الفنية المتزوج أوليفر هور، وقد ثبت أنه تم إجراء هذه المكالمات من شقتها في قصر كينسينغتون الملكي، ومن صندوق الهاتف خارج القصر مباشرة.
لكن ديانا نفت وجود أي علاقة عاطفية مع هور، الذي وصفته بالصديق وبعدها زعمت الصحافة وجود علاقة بين ديانا ولاعب إتحاد الرغبي ويل كارلينغ، ومع رجل الأعمال ثيودور فورستمان، ومع ذلك لم يتم التثبت من هذه الإدعاءات.
الطلاق الرسمي
بعد فترة أعلن قصر باكنغهام أن الملكة إليزابيث الثانية أرسلت رسائل إلى الأمير تشارلز والأميرة ديانا، تنصحهما بالطلاق، وقد أيد رئيس الوزراء وكبار مستشاري الملكة خطوتها.
وبحسب هيئة الإذاعة البريطانية، وافق تشارلز رسمياً على الطلاق في بيان مكتوب بعد فترة وجيزة، وفي شباط/فبراير عام 1996، أعلنت الأميرة ديانا موافقتها بعد مفاوضات مع تشارلز وممثلي الملكة، مما أزعج قصر باكنغهام بإصدار إعلانها الخاص عن إتفاق الطلاق وشروطه.
وفي تموز/يوليو عام 1996، وافق الزوجان على شروط طلاقهما، وجاء ذلك بعد وقت قصير من إتهام ديانا مساعدة تشارلز الشخصية تيغي ليغ بورك، بإجهاض طفلهما.
وصدر المرسوم الرسمي في 15 تموز/يوليو عام 1996، وتم الطلاق في 28 آب/أغسطس عام 1996، وحصلت ديانا على تسوية بمبلغ إجمالي قدره 17 مليون جنيه إسترليني، بالإضافة إلى 400 ألف جنيه إسترليني سنويًا.
كما وقّع الزوجان إتفاقية سرية تمنعهما من مناقشة تفاصيل الطلاق أو حياتهما الزوجية، وبذلك فقدت ديانا بطلاقها لقب "صاحبة السمو الملكي"، وبدلاً من ذلك لُقبت بـ"ديانا، أميرة ويلز" نظرًا لكونها والدة الأميرين ويليام وهاري، وقد إستمر إعتبارها عضواً في العائلة الملكية ومُنحت الأسبقية نفسها التي كانت تتمتع بها خلال زواجها. وقيل أن الملكة أرادت السماح لديانا بالإستمرار في إستخدام لقب "صاحبة السمو الملكي" بعد طلاقها، لكن تشارلز أصر على سحبه منها.
وتابعت ديانا نشاطاتها الخيرية كالسابق، ولم تفقد الجمهور الذي أحبها بل إزدادت شعبيتها يوماً بعد يوم، على الرغم من طلاقها من الأمير تشارلز.
حياتها بعد الطلاق الرسمي
بعد طلاقها عام 1996، إحتفظت الأميرة ديانا بشقتها الى الجانب الشمالي من قصر كنسينغتون، حيث كانت تسكن مع الأمير تشارلز، في السنة الأولى من زواجهما.
بالإضافة الى ذلك إستمرت في إرتداء المجوهرات، التي حصلت عليها خلال زواجها، وسُمح لها بإستخدام النقل الجوي للعائلة المالكة البريطانية والحكومة.
وفي كتاب نُشر عام 2003، زعم بول بوريل أن رسائل ديانا الخاصة كشفت أن شقيقها، اللورد سبنسر، رفض السماح لها بالعيش في ألثورب، كما أنها إستعانت بمجموعة الحماية الملكية التابعة لشرطة العاصمة، التي إستفادت منها خلال سفرها مع ولديها، لكنها رفضت في السنوات الأخيرة من حياتها، في محاولة لإبعاد نفسها عن العائلة الملكية.
علاقاتها
واعدت الأميرة ديانا جراح القلب البريطاني-الباكستاني حسنات خان، الذي أُطلق عليه العديد من أقرب أصدقائها لقب "حب حياتها"، بعد وفاتها، ويُقال إنها وصفته بـ"السيد الرائع".
كان خان شديد الخصوصية وكانت العلاقة تجري في سرية، وإستمرت لفترة عامين مع روايات مختلفة عن أسباب نهاية العلاقة.
ووفقاً لشهادة خان بالتحقيق في وفاتها، كانت ديانا أنهت علاقتها به في صيف عام 1997، بعد ان رفضت والدتها أن يكون هناك علاقة بين إبنتها ورجل مسلم.
وقبل وفاة ديانا عام 1997، لم تتحدث مع والدتها لـمدة 4 أشهر، وتحسنت علاقتها بزوجة والدها.
وفي غضون شهر، بدأت ديانا علاقة مع الملياردير المصري دودي فايد، وفي ذلك الصيف فكرت إصطحاب ولديها بعطلة إلى هامبتونز في نيويورك، لكن مسؤولي الأمن منعوها من ذلك.
وقد إشترى والد دودي، رجل الأعمال محمد الفايد، يختاً بطول 60 متراً، للترفيه عن ديانا وولديها.
وفاتها
في 31 آب/أغسطس عام 1997 ، توفيت الأميرة ديانا بحادث سير في نفق Pont de l'Alma في باريس، خلال فرار السائق من المصورين.
كما أسفر الحادث عن مقتل صديقها دودي الفايد والسائق هنري بول، الذي كان يشغل منصب مدير الأمن في فندق ريتز باريس، ونجا الحارس الشخصي لديانا تريفور ريس جونز من الموت.
تابع وقائع الجنازة المتلفزة في 6 أيلول/سبتمبر عام 1997، جمهور تلفزيوني بريطاني بلغ عدده 32.10 مليون، وسجل أعلى نسبة مشاهدة في المملكة المتحدة على الإطلاق.
وأفاد التحقيق القضائي الفرنسي الأولي أن الحادث كان بسبب القيادة المتهورة، وأن السائق كان تحت تأثير الأدوية المهدئة.
وفي شباط/فبراير عام 1998، صرح محمد الفايد، والد دودي، أن الحادث الذي أودى بحياة ابنه كان مخططًا له، وإتهم جهاز الاستخبارات البريطاني والأمير فيليب.
وقد أفاد التحقيق، الذي بدأ في لندن عام 2004 وإستمر في عامي 2007 و2008، أن سبب الحادث يعود إلى الإهمال الجسيم في القيادة من قِبل بول، وإلى المصورين الذين يلاحقونهم، والذين أجبروا بول على الإسراع في النفق.
وفي 7 نيسان/أبريل عام 2008، أصدرت هيئة المحلفين أن الحادث كان إرتكاب "قتل غير قانوني" من قِبل السائق والمصورين، وفي اليوم التالي للحكم النهائي للتحقيق، أعلن الفايد أنه سينهي حملته التي إستمرت 10 سنوات لإثبات أن المأساة كانت جريمة قتل، من أجل ولدي ديانا فقط.
وتناقلت أخبار أشارت الى أن الأميرة ديانا كانت حاملاً من دودي الفايد، ولهذا السبب قررت العائلة الملكية التخلص منها، وقيل أيضاً إن للأمير تشارلز تسبب في وفاتها، لكن لم يتم الثبت من الإشاعات، وبقيت وفاتها لغزاً.