مايكل جوزيف جاكسون مغني وكاتب أغاني وراقص أميركي، يُطلق عليه لقب "ملك البوب"، ويُعتبر أحد أهم الشخصيات الثقافية في القرن العشرين، فقد ساهمت موسيقاه ورقصه وأزياءه وأعماله الخيرية، في جعله شخصية عالمية، وهو الفنان الأكثر تكريماً في التاريخ.
مسيرته في سطور
بدأ مايكل جاكسون مسيرته الفنية في عام 1964 مع إخوته جاكي وتيتو وجيرمين ومارلون، ضمن فرقة "جاكسون 5"، قبل أن ينفصل عنها، ويبدأ مسيرته المهنية الفردية في عام 1971 .
أصبح نجماً منفرداً مع إطلاقه ألبومه Off the Wall في عام 1979، وحصدت الفيديو كليبات لأغنياته "Beat It" و"Billie Jean" و"Thriller"، من ألبومه "Thriller" عام 1982 الأنجح، إذ إستطاع بها أن يكسر الحواجز العرقية وتحويل الفن الى وسيط بين الناس بكل إختلافاتهم، حقق نجاحاً إستثنائياً من خلال ألبوماته Bad (1987) ، وDangerous (1991) ، وHIStory: Past ، Present and Future Book I (1995).
أصبح ألبوم Thriller الأكثر مبيعاً على الإطلاق، بينما كان Bad هو الألبوم الأول الذي إستطاعت فيه 5 أغنيات منفردة في الولايات المتحدة الأميركية، أن تدخل قائمة Billboard Hot 100 .
وهو واحد من أعلى الفنانين الموسيقيين مبيعاً على الإطلاق، مع مبيعات تقدر بأكثر من 350 مليون نسخة في جميع أنحاء العالم، إضافة الى أن 13 أغنية فردية من أعماله دخلت لائحة Billboard Hot 100 ، أي أكثر من أي فنان.
وكان أول فنان حصل على أفضل عشرة مراكز في Billboard Hot 100، في 5 عقود مختلفة.
وتشمل الجوائز التي حصل عليها، وهي 15 جائزة غرامي و6 جوائز بريطانية وجائزة غولدن غلوب وحطم الرقم القياسي 39 مرة في موسوعة غينيس وفي عام 2016 كسب 825 مليون دولاراً أميركياً، هو أعلى مبلغ سنوي سجله أي نجم على الإطلاق، حسب مجلة فوربس.
تغيير لون بشرته
كان لون بشرة مايكل جاكسون بنياً متوسطاً خلال شبابه، لكنه أصبح شاحباً تدريجياً منذ منتصف الثمانينيات.
هذا التغيير أثار إهتماماً إعلامياً واسعاً، بما في ذلك التكهنات بأنه كان يُبيّض بشرته.
وقال طبيب الأمراض الجلدية أرنولد كلاين، الخاص بجاكسون، إنه لاحظ في عام 1983 أن الأخير يعاني من البهاق، وهي حالة تتميز بفقدان بقع الجلد للصبغة، إضافة الى حساسية من أشعة الشمس. كما شخّص إصابة جاكسون بالذئبة في ذلك العام، وبهاق متطور في عام 1986، مما يمكن أن يسبب مشاكل نفسية.
استخدم جاكسون المكياج والكريمات الطبية لتبييض البشرة وتغطية بقع اللون غير المتساوية التي يسببها المرض. كانت الكريمات تزيد من تفتيح بشرته، وبوضع المكياج اصبح يظهر شاحبًا جدًا. قال جاكسون إنه لم يقم بتبييض بشرته عمدًا ولم يستطع السيطرة على البهاق.
عمليات التجميل
في سيرته الذاتية عام 1988 وخلال مقابلة في عام 1993، كشف مايكل جاكسون إنه أجرى عمليتي تجميل للأنف ولشق الذقن، مشيراً الى أنه فقد الكثير من وزنه في أوائل الثمانينيات، بسبب تغيير نظامه الغذائي ليتحول الى صاحب جسم راقص.
وأفاد شهود عيان أنه كان يشعر بالدوار في كثير من الأحيان، وتكهنوا بأنه يعاني من فقدان الشهية العصبي. وبعد وفاته، قالت والدة جاكسون إنه لجأ أولاً إلى الإجراءات التجميلية لعلاج البهاق، لأنه لا يريد أن يبدو مثل "بقرة مرقطة".
كما كشفت أنه خضع لأكثر من عمليتين للتجميل، وتكهنت بأنه كان مدمناً عليها.
وفي عام 1986، ذكرت الصحف أن مايكل جاكسون كان ينام في غرفة داخلها مزوّد بأوكسجين عالي لإبطاء الشيخوخة، وأنه يستلقي في صندوق زجاجي، لكن تبين أن الإدعاء غير صحيح.
وأفادت بعض الصحف أن جاكسون كان يتناول هرمونات أنثوية، لإبقاء صوته مرتفعاً وشعر وجهه ناعماً، وأنه خضع لجراحة تجميلية في عينيه.
إتهامه بالإعتداء على الاطفال
منذ أواخر الثمانينيات ، أصبح مايكل جاكسون شخصية مثيرة للجدل، بسبب تغيير مظهره وعلاقاته وسلوكه وأسلوب حياته.
وفي آب/أغسطس عام 1993، اتُهم بالإعتداء على جوردان تشاندلر، الذي يبلغ من العمر 13 عاماً.
وقال جوردان إنه وجاكسون قاما بتصرفات بعيدة عن الحياء. وأخبرت والدة جوردان الشرطة في البداية أنها لا تعتقد أن جاكسون تحرش بإبنها، لكن موقفها تغيّر بعد أيام قليلة.
وتم تسجيل صوت والد الصبي السيد إيفان تشاندلر، وهو يناقش نيته في متابعة التهم، التي إستخدمها جاكسون للقول إنه كان ضحية لأب غيور، يحاول إبتزاز المال.
في ذلك الوقت إتهمت شقيقة مايكل جاكسون الكبرى، لاتويا، بأنه يمارس العلاقة الحميمة مع الأطفال، قبل أن تتراجع عن كلامها لاحقا.
وداهمت الشرطة منزل جاكسون في كانون الأول/ديسمبر في ذلك الوقت، وعثرت على كتب وصور تظهر شباب صغار يرتدون ملابس قليلة أو من دون ملابس، إضافة الى ذلك قدم جوردان تشاندلر للشرطة وصفاً عن جسم جاكسون، وتم إجراء بحث وشعر المحلفون أن الوصف لم يكن مطابقًا.
وفي عام 1994، إتفق جاكسون مع تشاندلر على حل القضية، مقابل مبلغ 23 مليون دولار أميركي، وأغلقت الدولة تحقيقها في 22 أيلول/سبتمبر عام 1994.
زواجه الأول والثاني
في أواخر عام 1993، طلب مايكل جاكسون يد ليزا ماري بريسلي، ابنة إلفيس بريسلي للزواج، وتزوّجا في لافيجا، جمهورية الدومينيكان، في أيار/مايو عام 1994، وتكهنت وسائل الإعلام وقتها بأن هذا الزواج كان حيلة دعائية، لإلهاء الجمهور عن مزاعم الإنتهاك لجاكسون.
وإنتهى زواجهما بعد أكثر من عام، وإنفصلا في كانون الأول/ديسمبر عام 1995.
وقالت ماري في المحكمة إن هناك "خلافات لا يمكن التوفيق بينها"، عند التقدم بطلب الطلاق.
زواجه الثاني
وفي عام 1996، وخلال جولة في سيدني أستراليا ، تزوج مايكل جاكسون من ديبي رو، مساعدة طبيبة الأمراض الجلدية الخاصة به، وكانت وقتها حامل في شهرها السادس بطفلها الأول منه.
ولد مايكل جوزيف جاكسون جونيور (المعروف بإسم برنس)، في 13 شباط/فبراير عام 1997، وولدت شقيقته باريس مايكل كاثرين جاكسون بعد ذلك بعام، في 3 نيسان/أبريل عام 1998.
وحصل الطلاق ببين جاكسون ورو في عام 1999، وتنازلت رو عن حضانة الأطفال بتسوية قدرها 8 ملايين دولار أميركي.
وفي عام 2004، بعد مزاعم تحرش جاكسون بطفل ثانٍ، عادت رو إلى المحكمة لإستعادة الحضانة، وتمت تسوية الدعوى في عام 2006.
إتهامه بقضية تحرش بطفل ثانٍ
في أيار/مايو عام 2002، بدأ العمل على فيلم الوثائقي تحت إشراف مارتن بشير عن مايكل جاكسون، وأظهر الفيلم، الذي تم عرضه في شباط/ فبراير عام 2003، بعنوان "العيش مع مايكل جاكسون"، مايكل يناقش ترتيبات النوم مع صبي يبلغ من العمر 12 عاماً، وقال إنه لا يرى حرجاً في قضاء ليلة واحدة مع قاصرين ومشاركة سريره وغرفة نومه مع مختلف الأشخاص، الأمر الذي أثار الجدل، أصر على إثره جاكسون على أن قصده لم يكن مخلا للاداب، وأن كلماته قد أسيء فهمها.
وفي 18 كانون الأول/ديسمبر عام 2003، إتهمت سلطات سانتا باربرا، جاكسون، بـ7 تهم تحرش بالأطفال، وتهمتين بتسميم قاصر بمشروبات كحولية. لكن جاكسون نفى المزاعم ودافع عن براءته، بدأت محاكمة ضد مايكل جاكسون بـ31 كانون الثاني/يناير عام 2005 في سانتا ماريا بكاليفورنيا، وإستمرت حتى نهاية أيار/مايو.
وجد جاكسون التجربة مرهقة وأثرت على صحته، ففي حالة إدانته كان سيواجه عقوبة تصل إلى 20 عاماً في السجن.
وفي 13 حزيران/يونيو عام 2005 ، تمت تبرئة جاكسون من جميع التهم الموجهة إليه، وبعد المحاكمة أصبح منعزلاً وإنتقل إلى البحرين، حيث كان ضيفاً عند الشيخ عبد الله بن حمد آل خليفة.
وفاته
في 25 حزيران/يونيو عام 2009، وقبل أقل من 3 أسابيع من بداية جولته This Is It في لندن، مع بيع جميع بطاقات الحفلات الموسيقية، توفي مايكل جاكسون جراء سكتة قلبية.
وكان كونراد موراي، طبيب جاكسون الخاص، قد أعطاه العديد من الأدوية لمساعدته على النوم بقصره المستأجر في هولمبي هيلز، لوس أنجلوس، وتلقى المسعفون مكالمة في الساعة 12:22 ووصلوا بعد 3 دقائق.
لم يكن جاكسون يتنفس وتم إجراء الإنعاش القلبي الرئوي، وإستمرت جهود الإنعاش في طريقه إلى مركز رونالد ريغان الطبي بجامعة كاليفورنيا، ولمدة أكثر من ساعة بعد وصوله إلى هناك، لكنها لم تنجح وتم إعلان وفاته في الساعة 2:26 مساءً.
كان مايكل جاكسون يُعطى بروبوفول ، لورازيبام وميدازولام، ونتجت وفاته عن جرعة زائدة من البروبوفول.
إنتشرت أخبار وفاته بسرعة على الإنترنت، مما تسبب في إبطاء المواقع وتعطلها من التحميل الزائد للمستخدمين، ووضع ضغط غير مسبوق على الخدمات والمواقع الإلكترونية بما في ذلك Google و AOL Instant Messenger و Twitter و Wikipedia. وبشكل عام، إرتفعت حركة المرور على المواقع بنسبة تتراوح بين 11٪ و 20٪، وعرضت MTV وBET ماراثون لمقاطع الفيديو الموسيقية.
وفي آب/ أغسطس عام 2009، حكم قاضي التحقيق في مقاطعة لوس أنجلوس أن وفاة جاكسون كانت جريمة قتل، واتُهم الطبيب موراي بالقتل غير العمد في 8 شباط/فبراير عام 2010.
وفي أواخر عام 2011، أُدين موراي بالقتل غير العمد، واحتُجز من دون كفالة في إنتظار النطق بالحكم، وحُكم عليه بعد ذلك بالسجن 4 سنوات.