إستذكرت على سبيل العبور من هذا الوسط الفني، مقولة للعملاق الراحل وديع الصافي، يعتبر فيها الغرور بمثابة مقبرة للفنان.
لم يقلها وديع عن عبث، وهو من أكبر المطربين الذين تركوا بصمتهم الفريدة على الساحة الفنية، وجمع المجد من أطرافه، وهو الذي أدرك بنضوجه وخبرته، أن من سمات النجومية، التواضع، ومن ثم التواضع، حتى آخر العمر.
أكتب مقالتي هذه، وأنا أراقب بعض نجمات التمثيل، وهن على الرغم من الهيبة المستعارة، يتجهن منتصبات القامة نحو القبور، وأقصد قبور النجومية المجازي.
مقالتي هي عن التواضع، علّني، وبحكم خبرتي، أن أحث هذه النجمات على التواضع، وهن العالمات أنه بتواضع النفوس ترتفع القيم والقامات.
وكيف لي أن أكتب عن تواضع النجمات، ولا آتي على ذكر النجمة ماغي بو غصن، التي أثبتت مجدداً نجوميتها في مسلسل "للموت" الذي عرض في شهر رمضان الماضي، والتي باتت مضرب مثل في تواضعها وإتزانها وإدراكها، هي التي إمتحنها المرض بأشد الازمات، تدرك أن الأضواء مجد باطل، لا بل رغوة صابون بلدي.
هذه السيدة التي عانت الأمرين للوصول إلى ما هي عليه اليوم، من هيبة وإحتراف ونجومية، لم تنسَ على الإطلاق من ساندها، ومن لم يساندها... لم تنسَ أن تقدم الفرص لأصحاب المواهب وإنصافها ... لم تنسَ أن تبقى منحنية أمام محبة الناس وزملائها وأهل الصحافة والإعلام لها. فهي تدرك جيداً التمييز، وكيفية التعامل مع من يدعي الصحافة، وهو في الواقع ليس إلا "فان" غارق في سمسارته، وبين الصحافي الرزين والمتزن وصاحب الخبرة والمتحكم بأدواته، بعيداً عن المراوغة والإطناب والتبجيل.
لهذا السبب أحترم ماغي بو غصن، لهذا السبب نتوجها، ليس فقط ملكة على قلوب محبيها، إنما وحشة الشاشة والحضور الآسر. لهذا السبب نستغل هذه المناسبة، لندعو بعض النجمات اللواتي أخذن بالأضواء، ويرقدن فوق غيوم الصيف العابرة، أن يتخذن من ماغي، قدوة في الحضور والإحتراف والإحترام لزملائها وللجمهور ولأهل الصحافة والإعلام.