لطالما كان شغف الممثلة اللبنانية كارول عبود هو المسرح، الذي أبدعت فيه وقدمت على خشبته أهم أدوارها، وكذلك عشقها للسينما الذي لا ينتهي، عدا عن المسلسلات التلفزيونية التي أبدعت بأدوارها فيها، لكن فيروس كورونا فرض على أغلب الممثلين المسرحيين أن يطلوا على الشاشة الصغيرة، لأنها المتنفس الوحيد لفنهم، في ظل إقفال المسارح، والتشدد في عرض الإنتاج السينمائي بسبب القيود المفروضة.
أطلت كارول عبود بعد سنة ونصف السنة على الشاشة في دور لم نألفها فيه، وربما لم تقتنع به بداية، خصوصاً أنها تحرص على الابتعاد عن تقديم أدوار الشر، كما أنها ليست ممثلة كوميدية، بل هي تركت الكوميديا لأربابها.
تكمن صعوبة الشخصية التي جسدتها كارول في مسلسل "للموت" في العفوية التي ظهرت فيها، وتعقيداتها النفسية التي أحاطت بها، وتعمقت فيها إلى حد تقمصها، مع العلم أنها في الحقيقة لا تشبهها إطلاقاً، وقدمتها في إطار يحمل نوعاً من الهزل، الذي يمكن تسميته بالكوميديا السوداء، كي تقرب الشخصية من المشاهد، ولا تجعله ينفر منها.
"سارية" التي جسدت دورها كارول، امرأة طماعة، لكنها في الوقت نفسه تحافظ على زوجها، وتقدم له الكثير من العون والمساعدة، رغم أنه تزوجها من دون أن يحبها، فهو عاش معها في منزل تملكه هي، ويصرف من ما تجنيه، كما أنها المرأة المتطفلة التي تريد أن تعرف الكبيرة والصغيرة، والوقحة القاسية التي تجاهر بما تشعر به إلى حد الصراخ وأذية جيرانها، ولا تتوانى عن القيام بأي شيء يصب في مصلحتها، حتى لو كان الأمر متعلقاً بتزويج فتاة قاصر من رجل كبير في السن طمعاً بالمال.
أداء كارول عبود يدرس، أحببناها وكرهناها في الوقت نفسه، وتركت بصمة في المسلسل، فكانت بطلة بدورها، وتدخلت في مجريات العديد من الأحداث، وكانت عبارتها الشهيرة "إن كنت لا تعرف طريق رزقك فرزقك يعرفه" أبرز خطوط شخصيتها الكوميدية، ومهما إختلفت الآراء، لا يمكن إلا أن تجتمع على الثناء على تجسيد كارول الدور بكل أوجهه، بأسلوب السهل الممتنع.